انتقدوا ضغط النقابات على الوزارة من أجل بسط سيطرتها على حقوق المؤلفين وجد الكثير من الفنانين الشباب، الذين يحققون نسب استماع ومشاهدة عالية، سواء تعلق الأمر بالمنصات مدفوعة الأجر، أو بالإذاعات والمقاهي والعلب الليلية، وغيرها من أماكن عرض الأغاني والمصنفات الفنية، أنفسهم مجبرين على الخروج إلى العلن، والمطالبة بتمكينهم من حقوقهم المالية، عن طريق المكتب المغربي لحقوق المؤلف، على خلفية النقاش الحاد الدائر، بين وزير الثقافة والنقابات الفنية. واشتد النقاش حول أموال المكتب المغربي لحقوق المؤلف، منذ عرض مشروع القانون المتعلق بالمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، على البرلمان وفتح باب تقديم التعديلات من قبل فرق المعارضة، إذ وقفت النقابات في وجهه، ووجدت فيه فرق المعارضة ضالتها، من أجل انتقاد الوزير ومشروعه، في حين أن مشروع القانون حسب الوزير، يرمي إلى القطع مع الفساد، الذي عشش في المكتب، والذي أثبته تقرير المجلس الأعلى للحسابات. وفي خضم هذا النقاش السياسي والنقابي، قرر الفنانون الشاب، خاصة فناني الراب إلى قول لا، لما يروج من مغالطات، يروجها أشخاص يستفيدون من الوضعية الحالية، رغم أنهم توقفوا عن انتاج الموسيقى أو التمثيل، ما دفع الشباب إلى الدخول على الخط، والمطالبة بأموالهم، باعتبارهم يمثلون لونا موسيقيا مسموعا أكثر في السنوات الأخيرة بالمغرب. وقرر مغني الراب طه فحصي الملقب بـ "إلكراندي طوطو"، باعتباره فنانا مغربيا وعربيا يكثر الاستماع إليه في العالم العربي، وحصوله على "ديسك دور" بفرنسا قبل أيام، الخروج عن صمته، والمطالبة بأمواله، الأمر نفسه بالنسبة إلى عبد الصمد لمريق الملقب بـ "صمول إكس"، الذي يملك أغاني وألبومات مسموعة على نطاق واسع، لكنه لا يستفيد من حقوقه. وتوجد تسريبات لدى بعض الفنانين الغاضبين، تتعلق بـ "طوب 10" في الحصول على أموال المكتب، وبالمقابل فإن أغانيهم لا يسمعها أحد، مهددين بعرض الأسماء على الجمهور، وفضح حجم الأموال التي حصلوا عليها طيلة السنوات الماضية دون وجه حق. ومن المفارقات أن سعد لمجرد، وهو أول فنان مغربي وعربي، تصل أغنيته إلى مليار مشاهدة على "اليوتيوب"، وحطم جميع الأرقام القياسية في ما يتعلق بنسب الاستماع وشعبية الأغاني، لا يحصل على أي فلس من المكتب، الأمر الذي يوضح جليا حجم الفساد والاختلالات داخل هذا المكتب. عصام الناصيري