الآلاف حالفهم الحظ وآخرون صدموا بالنتيجة وموسم زواج قبل الالتحاق بأرض الفرص انتظر آلاف المغاربة منذ أشهر لحظة الإعلان عن نتائج القرعة الأمريكية، التي تصدر في النصف الأول من ماي كل سنة، والتي تعتبر ملاذا للقانطين، خاصة الشباب العاطل أو الراغبين في استبدال مهنتهم وبلدهم، إذ أن الفوز بالقرعة العشوائية الأمريكية، يمنح الشخص بطاقة الإقامة الدائمة، التي تسمح له بالعمل والدراسة والسفر إلى أمريكا، دون حاجة إلى عقد عمل أو زواج أو غيره كما هو الأمر بالنسبة إلى الدول الأوربية. وحالف الحظ جزء كبير من المتقدمين للقرعة هذه السنة، إذ قبل الإعلان الرسمي ليلة السبت الماضي، كانت المنشورات والأسئلة تتقاطر على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في المجموعة الخاصة بنتائج القرعة، والتي تجمع الحالمين بفرصة العيش بأمريكا، غير أن مشاعر التوتر والقلق التي كانت تنتاب الجميع قبل الإعلان عن النتائج، تحولت إلى مشاعر فرح بالنسبة إلى الفائزين وحزن للراسبين. وبما أن عدد الأشخاص الذين يتم انتقاؤهم لا يتجاوز حاجز 4 آلاف شخص سنويا من المغرب، فإن كثيرين لم يحالفهم الحظ، غير أنهم بدؤوا عملية البحث عن حل بديل، خاصة أن هناك من أصبح مهووسا بأمريكا، ومستعدا لفعل أي شيء للانتقال إليها، وأفضل طريقة لتنفيذ هذا الأمر، هو البحث عن فائز والزواج به، إذ أن الأمر لا يفرض على الشخص الفوز، إذ يسمح للفائز بجلب زوجته وأبنائه معه. ومن المنشورات التي انتشرت على نطاق واسع، دعوة شخص فائز بالقرعة، الفتيات أو النساء الفائزات بدورهن، قصد الزواج بأخيه الذي لم يفز، مقابل بأن يتزوج بدوره أخت الفائزة، إذ لا يمكنه جلب أخيه، وهو ما أثار موجة سخرية، لكن في الواقع هذه الأمور معمول بها، إذ هناك من يدفع قدرا مهما من المال مقابل هذه الخدمة. وبالمقابل هناك من أصيب بخيبة أمل، لأنه كرر العملية أكثر من ثلاث أو أربع مرات، ولم يحالفه الحظ، فـــي وقت هناك من شــــارك وفـــاز منـذ المرة الأولى التي يشارك فيها، خاصة أن القرعة الأمريكية عشـــوائية، ولا تتحكم فيهــــا أي اعتبــــارات، لأن آلة للذكاء الاصطناعي هي التي تقــــوم بعملية السحب، ولا تقيم الأشخاص حسب سنهم أو عرقهم أو دينهم أو دولتهم أو مؤهلاتهم الدراسية أو معارفهم ومهنهم، بل تحرص على أمـــر واحــــد في البداية، والذي يقصى الشخص بموجبه قبل المشاركــــــة، وهو التــــــوفر على شهـــادة الباكلــــوريا، عـــــدا ذلك، فإن الجميع سواسية أمام الآلة. عصام الناصيري