الرويجـل: توفير رفاهيـة مهنيـة

الخبير الاقتصادي أكد أن "فرصة" يساهم في حل مشكل التشغيل قال محمد رضى الرويجل، الأستاذ الجامعي بشعبة الاقتصاد والتدبير بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ظهر المهراز بجامعة فاس، إن برنامج فرصة من الجيل الجديد لبرامج المواكبة ويحفز ثقافة ريادة الأعمال ويوجه لكل المغاربة المتوفرين على أفكار مقاولاتية، بغض النظر عن مستواهم الدراسي. وأكد أن مواكبة البرنامج ستفرز مشاريع ناجحة قادرة على تسليط الضوء على المنتجات والخدمات، وعلى الخصائص الطبيعية والجغرافية لكل جهة، ما سيمكن من توفير فرص للشغل وأنشطة موازية، قادرة على در الدخل، خصوصا بالجهات التي تتوفر على قرى ومداشر معزولة. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: حميد الأبيض (فاس) < يعتبر برنامج فرصة من الجيل الجديد لبرامج المواكبة، إذ يحتوي على مجموعة من التدابير منها ما هو معلوماتي وتنفيذي وما هو تمويلي. كما يتضمن عمليات المصاحبة والاحتضان التي تروم التقرب أكثر من حاملي المشاريع، لمساعدتهم على بلوغ أهدافهم وبلورة تصوراتهم إلى إستراتيجيات عملية. ويأتي هذا البرنامج تفعيلا للتوجيهات الملكية بخصوص إدماج الشباب وتشجيع الاستثمار والتشغيل، وأيضا عملا بتوصيات لجنة النموذج التنموي الجديد التي حثت في تقريرها العام على إرساء مناخ يحفز ثقافة ريادة الأعمال ونهج توجهات اقتصادية أكثر جدوى، عبر تحرير المبادرات الخاصة ووضع سياسات عمومية تشجع على الابتكار والاستثمار المنتج. < هذا البرنامج موجه بالأساس إلى كل المغاربة الذين يتوفرون على أفكار بغض النظر عن مستواهم الدراسي، سيما في صيغتها الخام أو مشاريع سبق لأصحابها القيام بدراسات جدوى أولية بخصوصها. كما يستهدف أيضا أصحاب المقاولات الذاتية الشابة، الصغيرة جدا وأيضا التعاونيات، شرط أن تقل مدة تأسيسها عن ثلاث سنوات. وعلى سبيل المثال لا الحصر أعطى البرنامج بعض الأمثلة للأشخاص الممكن استفادتهم، خاصة الأشخاص ذوي خبرة الذين يرغبون في إنشاء مقاولة خاصة بهم، وأولئك الذين يشتغلون في القطاع غير المهيكل ويرغبون في هيكلة أنشطتهم، وخريجي معاهد التكوين المهني. وإضافة إلى ذلك، فمغاربة الخارج معنيون أيضا بهذا البرنامج، ومن وجهة نظري تعتبر هذه الفكرة سديدة خاصة لجلب حلول جديدة ولخلق فضاء لتلاقح الأفكار من خلال الانفتاح على ثقافات مقاولاتية جديدة . وتجدر الإشارة إلى أن القطاعات المنتجة كلها معنية بهذا البرنامج، خصوصا ذات الدينامية المحلية التي تتلاءم وخصوصيات كل جهة. كما أن القطاعات التي يراهن عليها البرنامج بصفة خاصة، تتعلق بالصناعة التقليدية والثقافة والرياضة والسياحة. < هذه المبادرات وما سبقها، تستهدف الأشخاص الذين لهم توجه مقاولاتي صرف ويبحثون عن الاستقلالية المهنية. ومن شأنها أيضا تقديم رفاهية مهنية تحفز أصحابها على العطاء أكثر وخلق قيمة اقتصادية مضافة من خلال مشاريع ابتكارية مدرة للدخل، كما من شأنها حل مشاكل التمويل التي تعيق بلورة الأفكار المقاولاتية رغم أهميتها. وعلى مستوى آخر، تعتبر هذه المبادرات حلا لمشاكل التشغيل بشكل عام، والذي ما فتئ يؤرق صناع القرار، خاصة بعد ارتفاع عدد الخريجين، وعدم قدرة النسيج الاقتصادي على توفير العديد من فرص الشغل القارة، رغم الجهود المبذولة، وكذا توجه العديد من الشباب إلى أنشطة مهنية هامشية تكرس الهشاشة، سيما بعد توالي الأزمات الاقتصادية في العقد الأخير. < من أجل تمويل هذا البرنامج، تم رصد ما يقارب 1,25 مليار درهم من قبل الحكومة برسم 2022، على أن يستفيد كل مرشح من قرض شرف بقيمة 100 ألف درهم، علاوة على منحة تبلغ قيمتها 10 آلاف درهم، على أن يتم تسديد القرض على مدى عشر سنوات قابلة للتمديد لسنتين. يجب التأكيد على أن المؤسسات المشرفة على البرنامج ستواجه مشكلا في تمويل كل المشاريع المرشحة وذلك راجع لعدد الملفات التي ستستفيد برسم هذه السنة، والذي يعد قليلا مقارنة مع عدد الترشيحات التي ستقدم بهذا الخصوص. وستلعب دراسات الجدوى المالية المتقنة دورا كبيرا في حصول المرشحين على التمويل، رغم أن البرنامج أعد مسبقا برامج مصاحبة لإعداد الملفات المالية، إلا أنه من وجهة نظري سترجح كفة الدارسات المبنية على أسس متقنة، كما أن عرض الملف المالي أمام لجنة القروض سيعطي بعض السبق للفئة ذات المستوى الدراسي العالي. < يختلف برنامج فرصة عن البرامج الأخرى في شقين: بالنسبة إلى الشق المالي، فالبرنامج يمنح قروضا دون فائدة وكذا منحة مساعدة مع تبسيط ملفات طلب التمويل التي طالما أرقت المرشحين في البرامج السابقة. أما الشق الثاني، فيتعلق أساسا بالتأطير والمصاحبة عن طريق الحاضنات الجهوية التي تعد المستجد العملي مقارنة مع باقي البرامج، مع اقتراح مجموعة من التكوينات في التجارة الالكترونية والتسويق والتمويل في صيغتيها الحضورية وعن بعد. المواكبة ضرورية < تكمن أهمية هذه المبادرات في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من خلال ثلاث نقط: أولا، تسهيل الولوج إلى التمويل، خاصة أن الضمانات المقدمة من قبل التعاونيات والمقاولات الاجتماعية تبقى غير كافية، ما يجعل حظوظها ضئيلة للحصول على قروض، والتي بدورها تكون بنسب فوائد عالية في ظل عدم وجود ضمانات. ثانيا، تكوين وتنمية قدرات مسيري هذه المقاولات، والذين يكون مستواهم التعليمي في غالب الأحيان متواضعا، قصد تعلم أبجديات التدبير. ثالثا، مساعدة المقاولات في التسويق، الذي يظل من أكثر المعيقات التي تواجه الاقتصاد الاجتماعي، رغم جودة المنتجات المقدمة. أما بخصوص الشق الثاني من السؤال، أظن أن هذه المبادرات قادرة على خلق قيمة مضافة بالنسبة إلى الجهات، خاصة أن أغلبية المشاريع المقدمة تتلاءم وخصوصيات كل جهة ومعطياتها الاقتصادية والاجتماعية. كما أن المواكبة من شأنها أن تفرز مشاريع ناجحة قادرة على تسليط الضوء على المنتجات والخدمات، وكذا الخصائص الطبيعية والجغرافية لكل جهة، ما سيمكن من توفير فرص للشغل وأنشطة موازية قادرة على در الدخل خصوصا في الجهات التي تتوفر على قرى ومداشر معزولة.

الرويجـل: توفير رفاهيـة مهنيـة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انقلاب على وهبي بجماعة تارودانت

"فوتوشوب" تسقط كتائب انتخابية

مقالات ذات صلة