هذه حكاية “النهيضة”

"النهيضة"... مؤسس "الفوت صال" (الاخيرة) الملك أنصفني وشكرته خلال لقائي به في ميامي بعد 25 سنة محمد الجامعي أو «النهيضة» كما يحلو لزملائه وأصدقائه مناداته، يعد المؤسس الأول لكرة القدم داخل القاعة، ويعود له الفضل في ما وصل إليه هذا النوع الرياضي بالمغرب. عاش مسيرة حافلة بالمغامرات والمؤامرات، قادته للسجن، قبل أن يعاد إليه الاعتبار، بتتويج المنتخب الوطني بلقبين قاريين، ويبلغ ربع نهاية كأس العالم، ويتسيد اللعبة بإفريقيا. إنجاز: صلاح الدين محسن < في 1967 صعدت النهضة القنيطرية إلى القسم الثاني، ونزل النادي القنيطري من القسم الأول، وشاءت الصدف أن يلعبا في بطولة واحدة، والنهضة يشكل الطبقة الفقيرة بالمدينة، وفريق يمثل سكان دور الصفيح، في الوقت الذي شكل النادي القنيطري الفريق الأم بالمدينة، والذي أحدث منذ عهد الاستعمار الفرنسي، وكان يتمتع بنفوذ ومكتب مسير ميسور، وأعضائه يتميزون بشيء من العنصرية، أما النهضة فكانت مظلومة في تلك الفترة. < هناك أشكال متعددة من الظلم، أذكر على سبيل المثال، أن النهضة كانت ممنوعة من خوض مبارياتها في الملعب المعشوشب، سواء للتداريب أو المنافسات، وكذلك كانوا مظلومين من الناحية المادية، إضافة إلى ظلم معنوي، وفي تلك السنوات كنت ألعب في صغار النهضة القنيطرية، وملت للفريق لأنه من طبعي أساند الضعيف والمظلوم. < نعم، لأني عرفت بالمدينة أني محب للفريق، بحكم أنني كنت أرافقهم في جميع تنقلاتهم، حيث كان الفريق يلعب في مكناس ووجدة وسلا وغيرها من المدن، ولا أغيب عن أي مباراة، وأسافر من مالي الخاص، وكل يوم اثنين كنت أحكي للناس في المقهى عن مباراة الفريق، وكان يأتي أحد الأشخاص يدعى محمد، ويقول لهم: "ها انهيضة جا"، وكان العديد من الأشخاص ينتظرونني في السادسة مساء في تلك الفترة لأحكي لهم مباراة الفريق، والتصق بي الاسم، إلى درجة أن والدتي بدورها كانت تناديني به، علما أنه لو نادتني عشر مرات باسمي محمد لن ألتفت إليها، لكن بمجرد أن تناديني بـ "النهيضة" لا أتردد في إجابتها، وكانت من الأمور التي تثير السخرية بالعائلة. < هناك العديد من المشاكل التي عانيتها، بداية من 1994 عندما كان أجاكس القنيطرة يرغب في المشاركة في كأس العالم بالأرجنتين، إذ تعرضت للنصب من قبل أحد الأشخاص وعرض علي خدماته، فدعوته للذهاب معي إلى بونس أيروس بالأرجنتين، لأنه لم يكن لدي علم بمشكلته، وأرسلت له جميع الوثائق، ولحسن الحظ أن جميع الوثائق الرسمية كانت بالألوان، ولم يتوصل مني إلا بالنسخ باللونين الأبيض والأسود، وحاول من خلالها إحداث جمعية وهمية، وانتحل صفتي بأنه هو من كان يراسل الاتحاد الدولي "فيفاوزا"، وقام بنشر تصريح له لدى الصحف ووسائل الإعلام يؤكد فيها ادعاءاته. < في البداية استغل وجودي خارج المغرب، ولما عدت قمت بالاتصال بوسائل الإعلام لتكذيب ادعاءاته، لكن ذلك لم يوقفه عند حده، وحاول جمع بعض الأشخاص للمشاركة بهم في كأس العالم بالأرجنتين، ودفعنا ملفين للسفارة من أجل أخذ التأشيرة، وكانت المفاجأة غير السارة، أن سفير الأرجنتين طلبا منا وثيقة من وزير الشباب والرياضة تزكي أحدنا، ويمثل المغرب، ولما ذهبت عند الوزير العلوي المدغري حكيت له الحكاية، وقال له إن الأمير سيدي محمد طلب منه إعداد تقرير عني وعن الشخص الآخر، لأنه كان يتابع الملف عن كثب، وأنه لن يمنحه التزكية، بعد اطلاعه على التقريرين، وبعد ثلاثة أيام اتصل بي الوزير وهنأني، وأعطاه الأوامر أن أجاكس القنيطرة هو من سيمثل المغرب في كأس العالم، ومحمد الجامعي رئيس الوفد، وهذا التدخل بقي راسخا في ذهني، وبعد 25 سنة التقيته بميامي وشكرته، واستفسرني حول أي شيء أريده، فأخبرته أن كل ما أرغب فيه شكره على نصرة الحق.

هذه حكاية “النهيضة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كل فاتح...

ألبنسير... صوت النقد اللاذع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات