رواية للمعماري الشاب توجت بجائزة الرافدين بلبنان صدر حديثا للمعماري المغربي علاء حليفي، مؤلّف بعنوان "مديح الجنون" عن دار الرافدين بالتعاون مع دار درج للنشر والتوزيع بلبنان. يرسم علاء حليفي، من خلال مؤلفه الذي توج بالدورة الأخيرة من جائزة الرافدين الدولية للكتاب الأول بلبنان، ملامح مدينة الدار البيضاء بين المتخيل والواقع، بعشرات الأحداث والشخصيات المتداخلة في ما بينها، من مهمشين ومستضعفين، ملائكة، مهاجرين، أو حتى فضائي يزور المدينة من الفضاء الخارجي! يشكّل المؤلف أحجية مدينة تتبدد فيها الحدود بين الخيال والواقع، بين عبثية السرد، فوضى المكان، وجنون الأحداث. كما استخدم الفنتازيا والسريالية والسخرية في مناقشته لبعض القضايا المعاصرة مثل الاغتراب والعزلة والموت. في بيان لجنة التحكيم، قال فالح رحيم رئيس اللجنة بأنه لم يقع اختلاف في قرار اللجنة عند اختيار الفائز، فقد استحق الكاتب علاء حليفي الجائزة بجدارة. حيث يمتاز المؤّلف المتوج بقدرة متأنية على الغوص في شخصياته المنتخبة من غزارة المشهد الواسع لمدينة الدار البيضاء، ضمن إطار تيمة تنتظم فيها كل النصوص في حاضر العزلة والاغتراب الذي تعيشه هذه الشخصيات في قلب المدينة الوحش. يتحرر المؤلف من طرق أو مواضيع السرد التقليدية، في محاولة منه لتقديم بنية سردية تجريبية معاصرة، حيث يضيف رئيس اللجنة: وهي إذ تقدم المدينة والناس بمهارة سردية ناضجة، تحرص على الابتكار والانفتاح على آفاق الحداثة السردية والتجريب في تقنيات السرد. هناك استلهام لعوالم الواقعية السحرية والفانتازيا والغرائبية والسخرية دون أن يتخلى الكاتب عن تحكمه الواعي بفنّه وسحر لغته السردية الأخّاذة. كما تميزت نصوص هذه المجموعة أيضا بالتشويق والمفارقة والاستلهامات التاريخية والميتولوجية والتناصية المنفتحة على قضايا كبرى لا تنقطع عن مركز الحدث، وعن الأزمة الفردية للإنسان في تيه عالم يضجّ بالمتناقضات. يشار إلى أن المعماري والروائي علاء حليفي، من مواليد مدينة الدار البيضاء سنة 1998، نُشرت له مقالات تناقش عددا من المواضيع والدراسات الأدبية والمعمارية في مجلات عربية ودولية. بالإضافة إلى جائزة الرافدين للكتاب الأول، تُوج حليفي سنة 2020 بجائزة عالمية للهندسة المعمارية بولاية بنسلفانيا بأمريكا. ع. م