شدد مهدي العلوي الأمراني، مختص في علم النفس ومعالج أسري نسقي ل"الصباح" على أهمية الاعتذار للأطفال، مؤكدا أن له انعكاسات إيجابية على تربيتهم. "ورغم أن ثقافة الاعتذار قليلة وسط مجتمعنا المغربي بسبب خلفيات ثقافية وتربوية، إذ يعتبر أغلب الناس أن الاعتذار يعتبر تنقيصا من قيمتهم وكرامتهم ونوعا من الحط من شخصيتهم، إلا أن له أهمية كبيرة خاصة حين يتعلق الأمر بتربية الأطفال"، يقول العلوي الأمراني. وأوضح الأمراني أن كثيرا من الآباء يعتبرون أن اعتذارهم لأطفالهم عن أخطاء صدرت منهم يعتبر تشجيعا لهم على التمادي في سلوكات معينة مثل الشغب أو التقليل من احترامهم. وأكد العلوي الأمراني أن الاعتذار للأطفال في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، التي يمكن أن تكون ليس فقط من خلال الكلام وإنما عن طريق قبلة أو عناق أو اقتناء شيء ما للتعبير عن الرغبة في الحفاظ على علاقة جيدة، له فوائد إيجابية كثيرة. ومن خلال اعتذار الآباء للأبناء فإنهم يقدمون نموذجا إيجابيا في مجال التسامح واحترام الآخر وقدوة يحتدى بها، يقول العلوي الأمراني، مضيفا "من شأن ذلك أن يساعد في جعل العلاقة بين الطرفين متينة وأن يساعد في تحسنها على المدى البعيد". وحين يتعلق الأمر بنطق الآباء كلمات جارحة في حق أبنائهم في حالة غضب فإن الأمر يقتضي الاعتذار، وأن يؤكدوا أنهم لم يقولوا ذلك عن قصد، بل بسبب مجموعة من الضغوطات التي تفرضها الحياة اليومية. وتعتبر فوائد الاعتذار التربوية كثيرة من بينها أن يصبح الآباء قدوة لأبنائهم والخروج من دائرة المثالية في عيون الصغار، بالتأكيد أن الجميع معرض للخطأ بمن في ذلك آباؤهم. أ. ك