fbpx
ملف الصباح

زواج الأنترنت … “ربحة ولا ذبحة”

ازداد الإقبال عليه بعد أن أثبت نجاحه في عدد من الحالات وارتفع عدد ضحاياه الذين يتعرضون للنصب والاحتيال

يعتبر الزواج بالنسبة إلى العديدين، هدفا أسمى في الحياة. يبذلون من أجل بلوغه الغالي والنفيس، ومستعدون إلى جميع “المغامرات” من أجل الفوز بقلب العريس/العروسة، “اللقطة”، حتى ولو تطلب الأمر البحث عنه داخل الشبكة العنكبوتية، إذا تعذر إيجاده في الواقع واليومي. لذلك، انتشرت في السنوات الأخيرة، أساليب جديدة تمكن من العثور على الشريك (ة)، من خلال نقرة بسيطة على موقع أو وكالة متخصصة في “تشبيك” العلاقات الزوجية، وهي الأساليب التي أثبتت في الكثير من الحالات نجاعتها وفعاليتها، مما جعل الإقبال عليها يزداد ويرتفع بشكل ملحوظ، خاصة بعد أن أكدت دراسات عالمية، أن زواج الأنترنت، يدوم مدة أطول من الزواج العادي، ونسبة الطلاق فيه تكون أقل.
بالموازاة مع ذلك، ارتفعت أيضا نسبة الحالات التي تتعرض للنصب والاحتيال، من قبل مواقع أو أشخاص ذاتيين، متخصصين في هذه الزيجات الإلكترونية، يستغلون سذاجة بعض النساء أو طمعهن أو رغبتهن الجامحة في الارتباط والتخلص من لقب “عانس” الذي يلصقه بهن المجتمع، للاستيلاء على أموالهن أو العبث بعرضهن وكرامتهن، قبل أن يختفوا عن الوجود.
في هذا الملف، نتطرق لموضوع الزواج عبر الأنترنت، سواء عن طريق وكالات متخصصة في التزويج، أو عن طريق مواقع على الشبكة العنكبوتية، محاولين الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، من قبيل ما مدى جدية هذه المواقع والوكالات ومصداقيتها؟ وهل ساهمت في تحقيق زيجات ناجحة؟ وما مدى الإقبال عليها اليوم، في عصر “الشات” و”الفلوغينغ”؟

نورا الفواري

شهادات

صالح وطالح
الزواج الإلكتروني من الظواهر التي اكتسحت مجتمعنا المغربي في الآونة الأخيرة، إذ أن أغلب الشباب اختاروا الارتباط عن طريق اللجوء إلى الأنترنت، حيث هناك من تعرف على شريكة حياته في مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يقررا بعد أن تأكدا أنهما شخصان مكملان لبعضهما البعض الزواج لتأسيس أسرتهما الصغيرة.
وما يجب معرفته عن الزواج الإلكتروني، أنه عملية يمكن أن تنجح أو تعرف الفشل الذريع، والسبب يبقى حسب نية الشخصين وهدفهما من هذا الارتباط، وهو الشأن نفسه الذي يكون عبر اللقاء الذي يكون في الواقع لدى فئات أخرى.
لهذا لا يمكن الحكم على الزواج الإلكتروني بالفشل, لأنه يتضمن الصالح والطالح، كما هو شأن الارتباط الذي يتم بطرق تقليدية أو عن طريق لقاءات إما بالصدفة أو ناتج عن زمالة في العمل أو علاقة جوار أو عائلة وغيرها، فالنية كما نقول في موروثنا الديني والشعبي هي الأساس وقوام نجاح مؤسسة الزواج.
في الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ الانتشار الفوضوي لتطبيقات مختصة في الزواج الإلكتروني تقوم بدور الوساطة للراغبين في الارتباط، لكن الأخطر فيها انعدام الجانب الإنساني, بعد أن غلب عليها منطق الربح المادي للقائمين على هذا النوع من الخدمات. لأنه عندما يصبح مصطلح “السمسرة” هو السمة الغالبة والهدف الرئيسي من الزواج الإلكتروني فلابد من توقع الأسوأ, خاصة دخول فئات لا يهمها الارتباط الشرعي، بقدر ما تبحث عن النصب والاحتيال والاستغلال الجنسي لفئة تبحث عن فارس أحلامها.
أسماء الهنود (صحافية)

تقريب الهوة
حينما نتحدث عن الزواج الإلكتروني، لا بد من معرفة أنه ينقسم إلى قسمين، فهناك الارتباط الذي يكون عبر وكالات تقوم بالوساطة في الزواج، والتعارف على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الذي يعد أمرا عاديا، إذ يشكل نسبة كبيرة من الزيجات المنتشرة في مجتمعنا الحالي.
الزواج الإلكتروني، لا يمكن الحكم عليه بالفشل وإنما حسب طبيعة الشخصين اللذين يرغبان في الارتباط، وهناك حالات عديدة أعرفها تميزت بالنجاح وتأسيس أسرة قوامها الاحترام والوفاء.
مواقع التواصل الاجتماعي يمكن اعتبارها “سكانير” لفحص شخصية المرأة أو الرجل المرغوب فيه، من خلال تدويناته ومنشوراته وتعاليقه، وهو ما يجعل من مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لتقريب الهوة بين الرجل والمرأة. وما ينبغي معرفته أن التعارف الالكتروني ليس المرحلة الأخيرة التي تنتهي بالزواج، بل هو مفتاح لمراحل متعددة، أهمها التعارف في الواقع ومراسم الخطبة للتعرف على العائلتين لجس النبض أكثر, والتأكد من حقيقة الشخصية المراد الارتباط بها، بعيدا عن مساحيق الأنترنت.
يوسف اللبار (إعلامي)

نصب واحتيال
رغم إيجابية الزواج الإلكتروني في المساهمة في القضاء على العنوسة وتأسيس أسر ناجحة، إلا أنه صار وسيلة للنصب والاحتيال، من قبل جانحين لا يهمهم الارتباط الشرعي. ولعل حالات كثيرة وصلت إلى ردهات المحاكم أكبر دليل على مخاطر هذا النوع من الزيجات التي انتشرت في مجتمعنا المغربي.
هناك جانحون وجانحات استغلوا مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق مآرب شخصية، سواء في ما يتعلق بالنصب والسطو على أموال المرأة بإيهامها أن شريكها المفترض يباشر مساطر الزواج وتعترضه مشاكل مادية، ولذلك يحتاج مبلغا ماليا على سبيل الاقتراض لإتمام حفل الخطوبة والعرس، قبل الفرار أو التملص من وعوده، أو بالنسبة لنسوة استغللن رجالا يبحثون عن شريكة العمر من فئة “بنات الناس” لفرض مطالب مالية متكررة, قبل اختلاق أعذار واهية للتخلص من الضحية.
عثمان رشيد (فاعل حقوقي)
استقاها : محمد بها


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى