مواطنون التزموا بحظر التجول وإنزال أمني كبير أطاح بكل من خرق القانون أثر تزايد الموجة الثالثة من جائحة كورونا، على احتفالات ليلة رأس السنة، إذ كان المنع سيد الموقف وفرض حظر للتجول، ولتفعيل هذه القرارات، جندت مصالح الأمن بالبيضاء جميع فرقها لتوفير الأمن والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه خرق القانون. عصر الجمعة الماضي، في الوقت الذي كانت تشهد فيه البيضاء اختناقا مروريا خاصا، كان مسؤولو ولاية الأمن يشرفون على تنظيم جميع الفرق الأمنية ووضع اللمسات الأخيرة لحملة كبيرة. الكل كان في حالة تأهب، فرق خاصة وعناصر الشرطة القضائية والأمن العمومي والصقور، إضافة إلى القوات المساعدة. بعد كلمة ألقاها عبد الله الوردي والي أمن البيضاء، التي شدد فيها على عدم التسامح مع أي خرق يتورط فيه جانحون، لكن في إطار القانون واحترام كرامة الموقوف وحقوقه، انطلقت الفرق الأمنية للانتشار بأهم الشوارع البيضاوية ومصالحها الحساسة والمراكز التجارية، بالاستعانة بشاحنات لمكافحة الشغب وسيارات من مختلف الأنواع. في حدود السادسة مساء، كان الوضع عاديا، فقط السدود القضائية المنتشرة بمداخل المدينة وبعض الشوارع الرئيسية، كانت في حركية غير عادية، إذ لم يتردد المشرفون عليها في إيقاف سيارات مشبوهة وتفتيشها. في منتصف الليل، شلت الحركة بالبيضاء، فخلال جولة قامت بها "الصباح" من سيدي مومن إلى ابن امسيك ودرب السلطان وأحياء قريبة من وسط المدينة، لا صوت يعلو على صوت عناصر الأمن، إذ نجحت في فرض سيطرتها، كما دخل رجال السلطة على الخط، إذ بمنطقة اسباتة قام مسؤولون معززين بسيارات للقوات المساعدة وأعوان السلطة بحملات، لحفظ الأمن ومداهمة المحلات التجارية والمقاهي التي رفض مسيروها الانصياع للقانون وفي الوقت الذي كانت فيه أغلب المناطق البيضاوية تعيش هدوءا تاما، شهدت مختلف الشوارع المؤدية إلى وسط المدينة حركية خاصة، لدرجة أن دراجين تابعين لفرقة المرور شكلا سدا بشارع رئيسي، تناوبا فيها على توقيف السيارات والتأكد من هوية سائقيها وسلامة وثائقهم، فورط الأمر سائق سيارة تم الشك فيه، ما دفعهما إلى ربط الاتصال بفرقة للشرطة للوقوف على حقيقة أمره. اعتقالات وحجز مخدرات عاش مخفر للشرطة وسط المدينة ومقر الفرقة السياحية، استنفارا غير مسبوق، إذ وجدت عناصرها بمساعدة فرقة للدارجين وسط حملة متواصلة لفرض الأمن وإيقاف مشتبه فيهم، في مناسبة بلغ الأمر إلى حد التشويق، عندما تمكن شابان يشتبه أنهما لصان، من الفرار، ليتجند الجميع فانتهت العملية باعتقالهما في كمين. كما ازداد التشويق إثارة عندما اعتقلت الفرقة السياحية شابا على متن سيارة، متلبسا بترويج قنينات صغيرة تحتوي على مخدر وصف بالخطير، قد يتسبب في خلل عقلي لمتعاطيه في حال تجاوز الجرعة المسموح بها. وفي كل عشر دقائق، يتم إيقاف مشتبه فيهم وجلبهم إلى مخفر الشرطة، أحدهم احتج بشدة على اعتقاله، سيما أنه لم يكن في حالة سكر ولم تحجز لديه مخدرات، فكان الرد أنه خرق حالة الطوارئ وحظر التجول، فالتزم الصمت. بعدها بدقائق قليلة، حاصر عنصران من فرقة الدراجين شابا وصديقة له كانا يتجولان على متن دراجة نارية، حاولا استعطاف الأمنيين، دون جدوى، سيما عندما عجزا عن تبرير ظروف وجودهما بالمدينة في ساعات متأخرة من الليل. وتواصلت عمليات الاعتقال، التي استهدفت سكارى وآخرين تحت تأثير المخدرات تسببوا في إثارة الشغب. وبعد تحرير محاضر الإيقاف وتنقيطهم، تم نقلهم إلى مقر الشرطة القضائية لوضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية مصطفى لطفي