أحلام بعودة نظام التحفيزات والمكافآت بعد سنتين من التقشف يحمل عدد من المغاربة آمالا كبيرة مطلع السنة المقبلة، من أجل تحسين مستواهم المعيشي ومواجهة القدرة الشرائية المتقلبة بسبب الجائحة الوبائية، التي ضربت المغرب والعالم في السنتين الماضيتين، ما أثر على عدد من الأنشطة الاقتصادية، تسبب في فقدان مئات الآلاف من مناصب الشغل، كما جمدت رواتب الأجراء، خصوصا في القطاع الخاص. وبعد تجميد الرواتب أو الخصم منها، خصوصا في المؤسسات المتضررة من الجائحة، يعتبر من تحدثت معهم "الصباح" أن أمنياتهم الأولى بعد القضاء على الجائحة هو الحلم برفع أجورهم وعودة تعويضاتهم المؤقتة الناتجة عن المكافآت بعدما اختفت التحفيزات في السنتين الماضيتين، مباشرة فور ظهور الجائحة. ويقول إبراهيم، وهو أجير بالقطاع الخاص، في حديث مع "الصباح"، إن الزيادة في الأجور حلم الجميع، لكن يعتقد أن الحال سيبقى كمــا هــو عليه، إلا بعــد مرور ستة أشهر من 2022، مضيفا أن الوضعية الحالية تعرف اضطرابات بسبب تحور الفيروس تزامنا مع نهاية 2021، لكن النصف الثاني من السنـــة الجارية يتوقع أن يكون إيجابيا. ويأمل إبراهيم رفقة العديد من الأجراء والموظفين أن تكــون 2022 فــأل خير في رفــع نسبة كتلة الأجور والتسريع باعتماد التغطية الصحية للجميع وفقا للبرنامج الحكومي، الذي تبنته في برنامجها سواء خلال الحملات الانتخابية، أو من خلال التصريح الحكومي المقدم أمام أعضاء مجلسي النواب والمستشارين. أما جواد، الذي يشتغل في شركة للإعلاميات، فهمه الوحيد أن لا يمس مشغله راتبه الحالي في حال تطور الفيروس وتحوره بشكل أخطر مما عليه الآن. ويشير الشاب الثلاثيني إلى أن تكهنات منظمة الصحة العالمية وأيضا مؤسسات اقتصادية وبحثية، تميل إلى مواصلة فتك الفيروس بالمرضى، وانكماش الاقتصاد وإغلاق المطارات بين الفينة والأخرى، ما سينتج عنه تأثير واضح، خصوصا على القطاع السياحي. وعانت العديد من الأسر في 2020 و2021 بسبب ضعــف مدخول أربابها، ما أثر سلبا على جودة الحياة، سيما وسط الطبقة المتوسطة التي تتعاطى السفر والاستهلاك، فتخلت هذه الأسر عن العديد من اختيارات الترفيه بسبب تراجع المدخول الشهري، كما هو الشأن لأسرة المسعودي التي يشتغل ربها في شركة للبناء، وكان مدخوله يصل إلى 13 ألف درهم، لكن مع الجائحة انخفض الراتب، ما كانت له انعكاسات سلبية، وتأمل هذه الأسرة أن تعود الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها قبل الجائحة ومعها عودة تحسين الراتب والمكافآت وتفعيل نظام التحفيزات. عبد الحليم لعريبي