دراسات قللت من خطورته وعلماء متخوفون من مفاجآت بسبب غياب المعلومات حوله في ظل غياب معلومات دقيقة، وتصريحات رسمية من منظمة الصحة العالمية، اختلفت الآراء والدراسات حول المتحور «أوميكرون»، إذ هناك من يعتبره أقسى من المتحور السابق «دلتا»، وآخرون يرونه أرحم منه، وأقل قساوة. وفي وقت تتواصل فيه الأبحاث لمعرفة مدى قوة المتحور الجديد، وقدرة اللقاحات المضادة ل»كورونا» على مواجهته، أصدر عدد من الجامعات والعلماء، دراسات أنجزت على مصابين في كل أنحاء العالم تتحدث عن سرعة انتشاره غير المسبوقة، والتي تجاوزت 70 في المائة عن باقي المتحورات التي ظهرت لحد الآن. نعرض في هذا الملف، أبرز الدراسات والتحليلات العلمية التي أنجزها علماء وأساتذة متخصصون، للتعرف أكثر على قدرة المتحور على الصمود أمام اللقاحات الموجودة في السوق. في المقابل، لم تنتظر أغلب دول العالم، نتائج هذه الدراسات والأبحاث، ولجأت إلى إغلاق حدودها الجوية، والحد من التنقلات، وفرضت أخرى حجرا شاملا على مواطنيها، خاصة بعدما سجلت عدد حالات مرتفعا، مثل الدول الأوربية، خوفا من أن يكون لهذا المتحور سلاح خفي، يمكن أن يرفع من عدد الوفيات والحالات الحرجة. وطنيا، بدأت وزارة الصحة استعداداتها من أجل مواجهة أي انتكاسة وبائية محتملة، بسبب انتشار المتحور الجديد، بعدما سجل ارتفاع واضح في عدد الحالات المصابة، وظهور بؤر وبائية مرتبطة ب»أوميكرون» نفسه، داخل تجمعات عائلية ومدارس تعليمية. العقيد درغام مــــوجـــة أقــصــر حمضي تحدث عن دراسات متفائلة حول معدلات استشفاء أقل لكنه دعا إلى الحذر أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن معدلات الاستشفاء بسبب "أوميكرون" أقل، مقارنة مع سابقيه من المتحورات، حسب دراسات متفائلة، تحدثت أيضا عن أن موجته قد تكون بدأت في التناقص بجنوب إفريقيا، وبالتالي، فهي أقصر مقارنة بالمدة التي استغرقتها المتحورات الأخرى. وقال حمضي، في اتصال مع "الصباح"، إن الخبرين جيدان، وسط مزيج من الأنباء السيئة حول "أوميكرون" وقابليته الشديدة للانتشار السريع ومقاومته اللقاحات والتهرب المناعي لدى المرضى السابقين، في انتظار التأكد من المعلومات خلال الأسابيع المقبلة. وتحدث حمضي عن دراسة جنوب إفريقية، أشارت إلى أن حالات الاستشفاء والحالات الشديدة ستكون 80 في المائة (5 مرات) أقل مقارنة ب"دلتا"، إضافة إلى دراسة اسكتلندية، أكدت أن حالات دخول المستشفيات تنقص بالثلثين، وتقرير ل"إمبريال كوليدج لندن"، أوضح أن 40 إلى 45 في المائة أقل من حالات الاستشفاء، مشيرا إلى أن موجة "أوميكرون" قد تكون بدأت بالتراجع في جنوب إفريقيا، بعد أسابيع قليلة من انطلاقها بقوة غير مسبوقة. وقال الباحث في النظم الصحية، إن كل هذه البيانات يجب وضعها في إطارها الصحيح، وأخذها بحذر، علما أن أصحاب هذه الدراسات يلفتون الانتباه إلى ضرورة عدم التسرع في استخلاص النتائج والتعامل معها بحذر، إذ لا يمكن استنتاج ما إذا كانت هذه الشراسة المفترض أنها منخفضة، ترجع إلى الخصائص البيولوجية والجينية للمتحور نفسه، أم أن "أوميكرون" انتشر وسط سكان تم تحصينهم سواء باللقاحات أو عن طريق الإصابات السابقة بالعدوى، خاصة أن التقديرات تشير إلى أن عدد السكان الذين أصيبوا سابقا ب"كوفيد 19"، في جنوب إفريقيا، يتراوح بين 60 و70 في المائة من مجموع السكان. وأوضح حمضي أنه يستحيل التنبؤ بدرجة الشراسة أو التهديد الذي يشكله المتحور الجديد للنظم الصحية، بعد انتشاره بين غير الملقحين تماما أو غير الملقحين بالكامل، والذين لم يصابوا قط ب"كوفيد 19"، مضيفا "في ما يتعلق بقصر موجة أوميكرون المفترضة، التي لن تستغرق سوى بضعة أسابيع في جنوب إفريقيا، إذا تأكد ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة، لا نعرف ما هو الدور الذي لعبته عوامل خارجية، خاصة موسم الصيف الذي تعرفه جنوب إفريقيا الآن، بشأن تلطيف الموجة، على عكس البلدان التي تعرف موسم الشتاء وتركز الحياة الاجتماعية داخل الأماكن المغلقة أكثر منها في الفضاءات المفتوحة". وقال "يتعلق الأمر بدراسات أولية، صغيرة الحجم، وفي ظل ظروف وبائية خاصة، يصعب تعميمها على مجتمعات أخرى، في انتظار معطيات أكثر صلابة وقوة. لذلك تظل اليقظة والاحترام التام للإجراءات الاحترازية الفردية والجماعية، وتسريع التلقيح وأخذ الجرعة الثالثة، الوسيلة الفعالة الوحيدة لحماية أنفسنا والآخرين ووضع نهاية للجائحة والعودة للحياة الطبيعية، وخفض احتمال ظهور طفرات جديدة، خصوصا في مواجهة متحور سريع الانتشار، كأوميكرون، في جميع أنحاء العالم". نورا الفواري