احذروا المقارنة بين الأطفال

تسبب العداوة بينهم وتدمر العـلاقات الاجتماعية تقارن الكثير من الأمهات بين أطفالهن وأقرانهم، وهو ما يمكن أن يؤثر على حالتهم النفسية، ويكون السبب في ظهور بعض المشاكل. فالحديث عن إنجازات أطفال العائلة أو الأقارب أو حتى الأصدقاء، وتفوقهم الدراسي، أمام الطفل، يمكن أن يجعله يشعر بالإحراج ويولد لديه مشاعر الكره والحقد على الآخرين، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار. فمن بين أضرار مقارنة الأطفال، حسب ما يؤكده الاختصاصيون، خلق العداوة بينهم، إذ أن مقارنة الطفل بآخر أمامه لا يزيده حماسا لفعل الشيء نفسه، باعتبار أنه لا يستطيع، في تلك الحالة، التركيز على مهارات الطفل الآخر بقدر ما يركز على المشاعر العدائية التي يشعر بها في تلك اللحظة، وهو ما يدفعه للشعور بالغيرة والحسد. ويعتبر اختصاصيون، حسب ما جاء في تقارير إعلامية، أن العداوة بين الأطفال تتسبب في تدهور العلاقات الاجتماعية بين الأسر، كما هو الحال بين الطفل نفسه وبين والديه. من بين المشاكل التي تترتب عن مقارنة الأطفال، الابتعاد تدريجيا عن الوالدين، وهي النقطة التي قد لا تشعر بها الأمهات والآباء، لاعتقادهم بأن الطفل مازال يحتاج لهم ولن يستغني عنهم، ولكن الطفل يسعى للانفصال عاطفيا ونفسيا عن والديه دون رغبته في البقاء معهما معنويا وجسديا. وقد يضع الطفل مسافة بين والديه، تكبر تدريجيا نتيجة مقارنته بالآخرين، إذ يشير الاختصاصيون إلى أن الطفل الذي سيرفض القيام بالعمل نفسه مثل الطفل الآخر، سيتعرض للانتقاد والعقاب، ما سيزيد الفجوة في العلاقة النفسية والجسدية بين الطفل ووالديه. كما أن مقارنة الطفل بأطفال آخرين، تفقده الثقة في نفسه، إذ جاء في أحد التقارير أنه عندما يقوم الأهل بالمقارنة، فذلك يعني أنهم غير راضين عما قام به الطفل في تلك اللحظة، وهذا ما يجعله يشعر بتحجيم قدراته من قبل والديه اللذين هما بالنسبة إليه مصدر قوته وإلهامه، وغالبا ما يصبح الطفل مشوشا. ومن بين أضرار مقارنة الأطفال، التقليل من اهتمام الطفل برغبته في تحسين الأداء، إذ بمجرد أن يبدأ الوالدان بمقارنة أعمال طفلهم بآخرين، يشعر بالتجاهل من أقرب الناس له، ما يجعله لا يرغب بالاستمرار ويعمل فقط على إرضاء والديه ورغباتهما ولكن رغما عنه. كما أنه عندما يشعر الطفل بأنه غير قادر على إرضاء والديه، يتعرض لضغوط نفسية تكون عائقا كبيرا في نمو شخصيته الخاصة، وكذلك تعيق تقدمه الأكاديمي ويبدأ بالفشل في مجالات متعددة، فقط لمجرّد عدم قبول أعماله ومقارنتها بأعمال غيره من الأطفال. إيمان رضيف نصائح < التفكير ينصح المختصون في التربية الآباء بالبدء في تنمية مهارات التفكير عند أطفالهم مبكرا، من خلال منحهم بعض المسؤوليات، وتشجيعهم على القيام بطرح الأسئلة. ومن بين الخطوات المهمة تحفيز الطفل على حل المشكلات التي تقابله ومحاولة البحث عن حلول، ومنحه المسؤوليات مثل مسؤولية الاعتناء بحيوان أليف. ولزيادة مهارات التفكير والتركيز يمكن للأم مطالبة طفلها بالقيام بتلخيص قصة وتجسيد شخصيات القصة، إذ تساعد تلك الطريقة في تعليمه التعبير عن المواقف بشكل أفضل. < التواصل يلعب التواصل بين الآباء والأطفال دورا مهما، إذ يتعين تخصيص وقت يومي للعب معهم، والتفرغ لمشاركتهم اهتماماتهم البسيطة، ما يعزز شعورهم بالسعادة والأمان. وينصح بالاستجابة لنداء الطفل وعدم تركه يبكي طويلا، إذ يحتاج أن يهدأ ويشعر بالأمان من حوله. ومن جهة أخرى، الطفل يبذل الكثير من المجهود حتى يتم فهمه، ويحصل على الحنان، وبالتالي لا ينبغي تركه ينتظر الحنان ويبحث عنه. ومن المهم أيضا للأم المرضعة أن تحافظ على التلامس الجسدي بينها وبين طفلها، خلال الساعات الأولى من الولادة، خاصة في فترة الرضاعة، حتى لو كانت صناعية. < عزلة إن بعض المراهقات في سن معين لا ينعزلن فقط، بل يهربن نفسيا، إذ تفضل الفتاة البقاء وحدها بغرفتها لفترات طويلة، بعيدة عن أسرتها ومجتمعها، وغالبا ما تتطور هذه الحالة إلى نوع من الانطواء. وينصح بعدم تسلط الأب أو الأخ، والتعامل بالرفق والحب مع المراهقة، وعدم إجبارها على شيء معين. ومن بين النصائح للتعامل مع المراهقة مصاحبة الأم لها، والوصول بها إلى مرحلة الثقة ومحاولة التعرف على صديقاتها، والمساهمة في توجيههن، ومحاولة إبعادها عن صديقة السوء بالتدريج، إلى جانب الاعتدال في معاملتها، بمعنى أن تكون الأوامر والطلبات بين اللين والحزم، مع المراقبة غير المباشرة لتصرفاتها.

احذروا المقارنة بين الأطفال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أسلحة بيولوجية في جزر مغربية محتلة

الاحتجاجات تفرق أساتذة التعليم العالي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات