مركز صحي بسلا وسط مزبلة

مستوصف عبد الرحيم بوعبيد ملاذ للسكارى والمشردين ومسؤولوه وضعوا توقيتا خاصا بهم اختارت "الصباح" إجراء زيارة لأحد أقدم المراكز الصحية الموجودة بسلا، ويتعلق الأمر بالمركز الصحي الحضري 2 عبد الرحيم بوعبيد، الموجود بحي السلام 2، والمحاذي لحي الانبعاث. الزيارة كانت بالفعل مفاجئة لـ "الصباح"، من هول ما لاحظته من اختلالات خطيرة، أقل ما يقال عنها إنها تحتاج إلى فتح تحقيق، ومحاسبة المسؤولين عنها، إذ أن شكله وصورته يسيئان إلى المغرب، بالنظر إلى الوضعية المزرية التي يوجد عليها. كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف ظهرا، الباب الرئيسي للمركز الصحي مفتوح، لكن الباب المؤدي إلى داخله مقفل، ولا يوجد أي حارس أمن، لاشيء يوحي على أن المركز الصحي يعمل ويشتغل يوميا، بل كل شيء يؤكد بأنه مقفل منذ سنوات، إذ لا يوجد أي مسؤول أو موظف يمكن الحديث إليه، رغم أن العمل الإداري ، يبدأ من الثامنة والنصف صباحا، ويستمر إلى حدود الرابعة والنصف عصر ا. صادفت "الصباح" بعض المواطنين، الذين جاؤوا إلى المركز لإجراء فحص طبي لأبنائهم، قبل أن يكتشفوا أنهم تنقلوا دون جدوى، وأن عليهم الانضباط للتوقيت الجديد، الذي حدده مسؤول المركز دون استشارة أو علم رؤسائه، وضدا على توقيت العمل، كما هو محدد في قانون الوظيفة العمومية، فالمركز يقفل أبوابه عند الساعة الثانية والنصف. حديث قصير مع بعض المواطنين كشف أن الأمر لا يتعلق فقط بتغيير توقيت الخروج من العمل،بل إن المركز يفتح أبوابه في التاسعة صباحا، أي بعد نصف ساعة من توقيت العمل الرسمي، وهو ما يثير الكثير من الاستياء، سيما أن الافتتاح تتبعه فترة طويلة لفسح المجال أمام العاملين للالتحاق بمكاتبهم، قبل الاستماع إلى المواطنين. يضطر المواطنون إلى الوقوف كثيرا، أو إلى البحث عن مكان وسط كومة النفايات المنتشرة هنا وهناك، لأخذ قسط من الراحة، بعد فترة وقوف قد تمتد لأزيد من ساعتين، إذ لا توجد بالمستوصف مقاعد خشبية أو حديدية ، كما هو الشأن بالنسبة إلى المراكز الصحية الموجودة في جميع أنحاء التراب الوطني. قامت "الصباح"، بجولة داخل الفضاء الموجود على ترابه المركز الصحي المذكور، بحكم عدم وجود أي شخص يمكن استفساره،، فتبين لها أن الأمر يتعلق بمطرح نفايات يوجد وسطه مركز صحي، إذ لولا اللافتة الموجودة عليه، لاعتقد البعض، ممن لا يعرفون المكان، أن المركز إدارة تابعة لمطرح النفايات، إذ تحيط به الأزبال من جوانبه الأربعة، وبسبب تراكمها يوما بعد آخر، أصبحت تنبعث منها روائح كريهة. لا أحد يمكن أن يمكث أكثر من نصف ساعة وسط أزبال وبقايا ومخلفات الأطعمة والقارورات من جميع الأنواع والأصناف، إضافة إلى الكثير من قنينات الحكول، وأخرى يوجد بها زيت محرك السيارات، يلقي بها الميكانيكيون المجاورون للمركز داخله، بعد أن أصبحت مطرحا معترفا به من قبلهم. وتوجد خلف المركز أيضا كومة من القصب مزروعة، لتعطي جمالية له، غير أنها أصبحت مخبأ لجميع الزواحف وبقايا ومخلفات السيارات، والغريب في الأمر أنها تغطي نوافذ المكاتب والقاعات، التي يفترض أن تعالج بها المرضى، وأن يتلقى فيها الرضع تلقيحهم. وحسب معطيات "الصباح"، فإن المركز يشتغل مساء، إذ يتحول بقدرة قادر إلى ملهى ليلي، إذ يجتمع داخل أسواره جميع أنواع المشردين، والراغبين في تعاطي المخدرات والخمر، ويطلقون الأغاني والموسيقى من هواتفهم المحمولة، دون الاكتراث بإزعاج السكان المجاورين للمركز من الجهة الخلفية. وشكل بيت حارس المركز ، خصوصا بعد إحالته على التقاعد، مرتعا للمشردين والمخمورين، قبل أن تعمد الوزارة إلى الشروع في إصلاحه، واضطر بعض السكان المجاورين، إلى الزيادة في علو السور الفاصل بينه وبين المركز، لمنع دخول المشردين إلى بيته. صلاح الدين محسن

مركز صحي بسلا وسط مزبلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ارميلي... مروضة التحديات

الأطر المتدربة بالحسيمة ترفض الاستغلال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات