لمهاجري الأول وطنيا

حصد أزيد من 51 ألف صوت وحطم الرقم القياسي احتل هشام لمهاجري، وكيل اللائحة التشريعية للأصالة والمعاصرة بإقليم شيشاوة، المركز الأول وطنيا، بحصوله على أكبر عدد من الأصوات، بلغ 51634 صوتا، محطما بذلك الرقم القياسي الوطني. لم يحصل لمهاجري، رئيس لجنة الداخلية سابقا، على هذه النتيجة المبهرة صدفة، بل جاءت نتيجة تحركاته الماراثونية طيلة ولايته الانتدابية السابقة، وفيها واجه قيادة العدالة والتنمية بشجاعة كبيرة، وفضح ملفات فساد، أبرزها ملف الأدوية. لمهاجري، الذي تعرض إلى "ظلم ذوي القربى"، وظل صامدا بفضل تدخلات "عقلاء"، لم يكن ينام مطمئن البال، حتى يضمن الحصول على تمويلات في سياق شراكات مع قطاعات حكومية، من أجل تنمية جماعات إقليمه، وكلما تدخل تحت قبة البرلمان، إلا وهتف باسم شيشاوة. وما ساعد لمهاجري، الذي كان أكبر متضرر من "القاسم الانتخابي"، من تحطيم الرقم القياسي وطنيا من حيث عدد الأصوات التي نالها، هو ارتفاع نسبة المشاركة بإقليم شيشاوة، التي تجاوزت 72 في المائة. وخاض لمهاجري، المرشح لتقلد منصب وزاري إذا شارك حزبه في الحكومة، الحملة الانتخابية، في أجواء من الراحة، وهو مطمئن أن المركز الأول في سباق الانتخابات التشريعية لن يستطيع وكيل من وكلاء باقي الأحزاب الاقتراب منه، فبالأحرى احتلاله، وذلك ما حصل، إذ تجاوز مطارده بأكثر من 30 ألف صوت. لمهاجري، الذي حول إقليم شيشاوة ماركة مسجلة في مجلس النواب، ودافع عنه بالقلب والروح، إذ لم يخل تدخل من تدخلاته، إلا وكان الإقليم العزيز على قلبه "حاضر ناظر"، كان قريبا من هزم القاسم الانتخابي، والفوز بمقعدين. بعض الوزراء والنواب والصحافيين المعتمدين لتغطية أشغال البرلمان، لم يكونوا ينادونه باسمه، بل كانوا يرددون "أولد شيشاوة"، وذات مرة، كنت شاهد عيان، وفي "كولوار" البرلمان، خاطبه وزير معروف وقال له: "أسي هشام، واش ما كاين فهاذ البلاد غير شيشاوة... فين ما تتدخل تتجبدها"، فرد عليه بابتسامة خفيفة: "هاذ شي لي عطا الله". لمهاجري، الذي شكل نقطة ضوء في فريق "البام"، استطاع أن يقتحم ملفات "كبرى"، ظل الاقتراب منها، يشكل "خطرا" على البعض، فكان أول برلماني تسلح بالشجاعة، وفضح مافيا الأدوية. لمهاجري، من النواب القلائل، الذين كانوا أندادا لحزب العدالة والتنمية، وواجه وزراءه، وأدار شؤون لجنة الداخلية باقتدار وبكفاءة عالية، وبدراية واسعة كل مشاريع القوانين، التي عرضت عليها. كما كان أيضا واحدا من النواب القلائل، الذين كان لهم حضور جيد في لجنة المالية، وما أدراك ما لجنة المالية، إذ جل النواب لا يفقهون شيئا في فصولها وبنودها. لمهاجري سعيد جدا، اليوم، ليس لأنه فاز بمقعد برلمانـي، واكتسح جماعات الإقليم، ولكن لأنه نجح في احتلال الصف الأول وطنيا، من حيث عدد الأصوات المحصل عليها، كما ساهم في رفع نسبة المشاركة إلى 72 في المائة. ع. ك

لمهاجري الأول وطنيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ماء العينين: الأيادي المرتعشة لا تصنع التاريخ

الجامعة الدولية للرباط... التدريس المبتكر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات