فاعلـون حيرتهـم التوقعـات

ناشطون مدنيون وأساتذة وحقوقيون واختصاصيون يبدون رأيهم في المستقبل تفاعل ناشطون مدنيون وحقوقيون واختصاصيون مع سؤال رئيس الحكومة المقبل، أو الحزب الأول التي سيتصدر الانتخابات البرلمانية، فجاءت أجوبتهم متفاوتة. إعداد: حميد الأبيض (فاس) العدالة والتنمية سينهزم «لا يمكن توقع من سيفوز ويتصدر الانتخابات، بدقة أو حتى بشكل تقريبي طالما أن صناديق الاقتراع وحدها التي تفرز الفائز من المرشحين والأحزاب المتنافسة. لكن عدة مؤشرات تؤكد أن التنافس إن وطنيا أو في الجماعات الترابية والجهات، سيكون بين 3 أو 4 أحزاب. شخصيا أتوقع فوز إما التجمع الوطني للأحرار أو حزب الاستقلال، وبالتالي فرئاسة الحكومة ستكون لأحدهما. وتصدر أحدهما للانتخابات وارد إن في البرلمان أو البلديات، مع وجود حظوظ كبيرة للأصالة والمعاصرة لمزاحمتهما واحتلال رتبة متقدمة في ترتيب نتائج الانتخابات. بالنسبة إلى فأوراق حزب العدالة والتنمية احترقت بفعل عدم تحقيق مكتسبات ونتائج إيجابية رغم رئاسته الحكومة في ولايتين، خاصة للموظفين والمتقاعدين وفي الملف الاجتماعي. وقس على ذلك هزالة مردوديته على رأس بعض الجماعات الترابية التي تولى رئاستها. حصيلة هذا الحزب هزيلة وطنيا وجهويا ومحليا، وسأورد حالتين فقط للبرهنة على ذلك، ففي فاس التي ترأس الحزب جماعتها، الأوضاع زادت تأزما ولم يتحقق شيء يمكن الافتخار به، كما بمدينة القنيطرة. النقل الحضري مطلب بسيط بهذه المدينة، لكنه مجهض في عهد العدالة والتنمية. ما أظن مراعاة لهذه الحصيلة، أن الناخبين سيصوتون على هذا الحزب ليس فقط وطنيا بل حتى في الجهات والمجالس الترابية، وبالتالي أتوقع هزيمة أخرى للحزب بعد تلك الموجعة التي تلقاها في انتخابات الغرف المهنية التي رمت به إلى آخر ترتيب الأحزاب السياسية المتنافسة». دريسية البوزيدي (جمعوية وإختصاصية علاج طبيعي ) الحمامة ستحلق «ما يميز الانتخابات المقبلة، ظرفية إجرائها تزامنا مع انتشار فيروس كورونا، ما يصعب التكهن بنتائجها والحزب الذي سيفوز ويتحمل مسؤولية قيادة الحكومة في المرحلة المقبلة، لأن ذلك مرتبط بنسبة الإقبال على التصويت ونجاح الأحزاب في إقناع الناخبين في هذه الظروف الاستثنائية. الحظوظ متقاربة بين 3 أحزاب. فـ»المصباح» يتشبث بفتيل الأمل مستحضرا فوزه بولايتين ومستعينا بما يدعيه إنجازات لم ير المواطن منها شيئا وسط ظلام الأزمات الحالكة. أما الجرار فيحاول زرع بذور أمل الفوز بعدما جدد قطع غياره عبر تشبيب لوائحه وتقديم برنامج انتخابي مراهن عليه. ويراهن على وعود قدمها لإنعاش جيوب المواطنين بعدما استنزفتها قرارات ولايتي «المصباح»، فخلفت مواطنا مسلوب الثقة وخلقت برامج انتخابية من عالم آخر لعلها توقظ اهتمام المواطن. مقابل ذلك ترفرف الحمامة بجناحيها وتنثر الحَبّ بجميع الأمكنة وفي كل الاتجاهات، محلقة فوق كل الرؤوس ومستهدفة مختلف الشرائح، وموقظة جميع أنواع الشرارات، وكأن في ذلك إشارات مفادها أن كل شيء يهون في سبيل السلطة وتصدر الانتخابات وقيادة الحكومة المقبلة. وعود الحمامة عسلية بمستقبل يرمم ما هدمته سنوات الولايتين العجاف، وتسيل لعاب من أعيتهم طابورات الانتظار، سعيا لتحقيق أحلامهم. إنها تحفزهم بقرب انفراج عقدة المستقبل المجهول. وبرأيي فهي أقرب إلى تصدر الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية وقيادة المرحلة، والدليل تصدرها انتخاب الغرف المهنية. لكن هذا التوقع لا يلغي أهمية باقي الأحزاب خاصة الأصالة والمعاصرة المرشح أن يأتي ثانيا في الترتيب، وكذا العدالة والتنمية وحظوظهما قائمة أيضا». زكريا الشريكي (إعلامي وجمعوي) "البام" في رئاسة الحكومة «كمتتبع للشأن السياسي والحزبي وللعملية الانتخابية بكل مراحلها، لاحظت أن 4 أحزاب برزت على البوديوم الانتخابي، وتتبارى لقيادة المرحلة القادمة. وهي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية والاستقلال التي تخوض معارك محمومة واستباقية منذ 3 سنوات لكسب هذا الرهان. بعضها وخاصة الاستقلال والعدالة والتنمية و»البام»، خاضت معركة داخلية لتجاوز الخطوط الحمراء حتى لا تجد نفسها أمام موقف عدم المشاركةـ، وفرشت الطريق داخليا ولو على حساب التنظيم والخط السياسي. وقادت أجنحتها حروبا لتطهير أي معارضة قد تنسف حلمها بقيادة الحكومة أو بالاستوزار على الأقل. هذه المعارك جعلت الأحزاب الثلاثة أضعف تنظيميا وسياسيا مما سبق، فكانت فرصة للتجمع الوطني للأحرار لاصطياد نخب وأعيان الأحزاب ذاتها واستغلال الوضع لصالحه. وهذا ظهر جليا في انتخابات الغرف المهنية التي اكتسحها بفارق شاسع. على ضوء ما سبق وقصر المدة الزمنية بين الانتخابات المهنية وبداية التحضير للانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية، فقد لاحظنا أكبر عملية نزوح سياسي نحو حزب التجمع الوطني للأحرار الذي غطى كل الدوائر التشريعية و90 بالمائة من الجهوية والمحلية. هذا ما يجعلنا حسابيا نعطي الأولوية لحزب الأحرار لتصدر الاستحقاقات المقبلة لتزامن التصويت على البرلمان والجماعة والجهة في الوقت نفسه، ما يعني أن المسيطر على مستوى الانتخابات الجماعية التي تعرف ارتفاع نسبة التصويت، سيتصدر التشريعيات. هذا ما نراه حسابيا واستنادا على منطق الانتخابات . أما سياسيا فلا أظن أن حزب التجمع سيقود المرحلة وإن كان سيفوز على البام بفارق حسابي صغير جدا، لأن الدولة بحاجة لسلم اجتماعي واستقرار اقتصادي أكثر من جبر الخواطر الشخصية، لذلك أرى أن «البام» سيقود الحكومة بمعية حزب العدالة والتنمية الذي ما زالت الدولة بحاجة إليه ولو شكليا لاستكمال ترسيخ علاقاتها الدولية الجديدة». حميد حميتي )ناشط سياسي( المفاجأة ممكنة «ننتظر ما ستفرزه انتخابات الثامن من شتنبر التي تعتبر محطة وآلية جديدة ستبنى في الصرح الديمقراطي المغربي، باعتبارها مفصلية واستثنائية بكل المقاييس لما لها من مميزات خاصة مع تداعيات فيروس كورونا التي أثرت بشكل كبير على الحملة الانتخابية. أمام انتظار المغاربة لما ستفرزه هذه المحطة الهامة وأملهم كبير في التغيير، تتناسل الأسئلة حول من سيتصدر الانتخابات إن التشريعية أو المحلية والجهوية التي تجري في اليوم نفسه، وبالتالي الظفر برئاسة الحكومة وقيادة المرحلة المقبلة، مطمح كل الأحزاب المتنافسة. الظاهر أن 3 أحزاب ستتنافس لتصدر الانتخابات التي تغيرت طريقة الاحتساب فيها بعد إقرار القاسم الانتخابي، وقد تزكي النتائج تلك المحصودة في الغرف المهنية بالترتيب نفسه أو بتدافع بين حزب وآخر، وبالتالي فرئاسة الحكومة قد لا تخرج عن دائرة أمنائها العامين. التجمع الوطني للأحرار مرشح قوي كما الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، والتنافس سيكون بين هذه الأحزاب وكذا الاستقلال كما كل الأحزاب المتنافسة التي ما زالت حظوظها قائمة. وقد تخلق مفاجأة غير متوقعة تقلب طاولة التوقع ببروز حزب معين قد يكذب كل التكهنات. من منظوري الخاص وباعتباري متتبعة للشأن السياسي، أرى أن مفاجأة من العيار الثقيل ستحدث كما وقع في انتخابات 2015 لما اكتسح العدالة والتنمية انتخابات كل المدن. لكن من سيكون هذا الحزب الذي سيفاجئ الجميع؟ هذا ما ستجيب عنه صناديق الاقتراع الأربعاء المقبل». كريمة منيب (فاعلة سياسية ووكيلة لائحة انتخابية) الأحرار أوفر حظا «عدة مؤشرات تؤكد أن التجمع الوطني للأحرار سيفوز في الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية التي تجري في الوقت نفسه، بعدما حلق عاليا في الانتخابات المهنية وطبيعة الحملة التي سبقت هذه المحطة خاصة إطلاقه برنامج 100 يوم في 100 مدينة الذي جاب ربوع الوطن. الحزب استفاد أيضا من الترحال السياسي واحتضانه رجال أعمال وكوادر وأعيان، ويبقى مرشحا قويا لذلك ولمعطيات أخرى وإشارات واضحة تؤكد أنه قادم وبقوة، وربما وهذا حدسي، سنراه يشكل الحكومة المقبلة إن لم يفز برئاستها في تحالف مع أحزاب أخرى. هذا التكهن لا يبعد حظوظ باقي الأحزاب من أقصى اليسار إلى اليمين، في ظل تنافس انتخابي لا أحد يتوقع نتائجه غير ما ستفرزه صناديق الاقتراع. ومنها العدالة والتنمية الذي يحلم بمواصلة الجلوس على كرسي رئاسة الحكومة لولاية ثالثة لأول مرة في تاريخ المغرب. أما الأصالة والمعاصرة ورغم نتائجه الجيدة في انتخابات الغرف المهنية، فأرجح أن تكون نتائجه في الانتخابات المقبلة، أقل ومرجح أن يصطف في صف المعارضة بالبرلمان، إن لم يضع يده في يد العدالة والتنمية الذي فقد الكثير من شعبيته حتى بين قواعده ومنتسبيه. توقعي اصطفاف الأصالة والمعاصرة في المعارضة، مبني على حقيقة اكتساح التجمع الوطني للأحرار وصعوبة تشكيلهما ائتلافا متجانسا لتشكيل الحكومة المقبلة، خاصة بعد بعض الأحداث الدامية بين مناصريهما والتي عرفتها حملاتهما ببعض المناطق. وشخصيا أتوقع ائتلافا حكوميا بين «الحمامة «و»الميزان» و»الوردة» أو أحزاب أخرى، مقابل معارضة برلمانية من الجرار والمصباح خاصة بعد الود الذي ظهر بين الحزبين في الآونة الأخيرة، رغم أن المصباح قد يطفئ توهجه لعدم رضى المواطنين على تسييره للحكومة في الولايتين السابقتين». أسماء قبة (رئيسة جمعية) المصباح أكبر خاسر «توقعات نتائج الاستحقاقات الانتخابية، صعبة لما لها من طابع خاص وإجراؤها في ظل تطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية استثنائية، وجمعها بين الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعات المحلية وإقرار القاسم الانتخابي والوضع العام والسياسي والاجتماعي بالمملكة. الأحزاب المتنافسة نهجت استراتيجيات مختلفة للفوز وقيادة المرحلة، كمسألة التغطية في الدوائر الانتخابية، وتحالف مجموعة من المرشحين في أحزاب معينة وغيرها. وكثير منها حرص على تغطية نسبة كبيرة من الدوائر أملا في رفع الحظوظ التي تبقى متساوية رغم وجود الفارق الشاسع أحيانا. ضعف ترشح التيار الراديكالي بحزب «المصباح»، على سبيل المثال، قد تكون له نتائج عكسية على هذا الحزب وقد تساهم في إزاحته من المركز الأول في الاستحقاقات المقبلة، ما سيتيح الفرصة لأحزاب أخرى للمنافسة على القيادة خاصة التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال. هذه الأحزاب لها حظوظ كبيرة لتصدر النتائج وتشكيل الحكومة المقبلة. وبلغة المنطق والأرقام يبقى حزبا الأصالة والمعاصرة والاستقلال مرشحين كبيرين للظفر بالرتبة الأولى في استحقاقات 8 شتنبر الجاري، باعتبار جاهزيتهما الانتخابية، واستفادتهما من موقع المعارضة لعدة سنوات. كل هذه المعطيات تجعلهما الأقربين من الفوز بالانتخابات التشريعية على الخصوص، فيما قد يحل كل من حزب التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية في المركزين الثالث والرابع. وهذه توقعات أما الحقيقة فتكشفها صناديق الاقتراع وحدها الكفيلة بفرز المتنافسين. ومن المحتمل أيضا أن يضم التحالف الحكومي الجديد أكثر من 6 أحزاب سياسية نظرا لاعتماد القاسم الانتخابي الجديد الذي سيمكن بعض الأحزاب من زيادة مقاعدها البرلمانية في حين سيكبح جماح أحزاب أخرى مثل حزب العدالة والتنمية الذي أتوقع أن يكون أكبر خاسر». سفيان إنجدادي (جمعوي)

فاعلـون حيرتهـم التوقعـات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق مع شركة لتحصيل الديون

إعارة نجم الدين لبرشيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات