إستراتيجية جديدة اعتمدها جلالته وإنجازات مرموقة غيرت في سنة وزن وثقل المملكة عالميا يحل عيد الشباب، الذي يحتفل فيه المغرب والمغاربة أجمعين بميلاد الملك محمد السادس، هذه السنة، في ظرفية استثنائية، ليس فقط بسبب جائحة "كوفيد 19»، المستمرة معنا للسنة الثانية على التوالي، بل لأن بلادنا، خطت خطوات جبارة في العديد من المجالات، بفضل الإستراتيجية الجديدة التي اعتمدها جلالته والإنجازات المرموقة التي حققها على مختلف المستويات، وغيرت وزن وثقل المملكة على الصعيد العالمي، بشهادة العدو، قبل الصديق. لقد شكل الملك محمد السادس، منذ الشهور الأولى لاعتلائه العرش، الاستثناء. قام بثورة حقيقية في مجالات متعددة، من علاقة المواطن بالسلطة، إلى حقوق المرأة، إلى الدستور الجديد المتفاعل مع مطالب الربيع العربي، دون الحديث عن تطوير البنى التحتية وإطلاق المشاريع الاقتصادية الكبرى، وهي كلها مكتسبات جعلت من المملكة نقطة ضوء ونموذجا يحتذى به في المنطقة. صحيح أن أمامنا الكثير من التحديات، لكن القادم أفضل، والمستقبل أزهى وأجمل. وسنة بعد أخرى، يثبت محمد السادس "تا معلميت» حقيقية في إدارته لشؤون الحكم. لقد سجل العديد من الأهداف في المرمى الإفريقي، جعلت منه فاعلا يعتد به على صعيد القارة، خاصة بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي بعد 30 سنة من الغياب، كما أبان عن حكمة كبيرة في تدبير الجائحة، بفضل مقاربته الاستباقية التي مكنت المغرب من الحصول على اللقاح، رغم شحه عالميا، ليكون من بين أوائل الدول التي حققت نجاحا في حملاتها التلقيحية ضد الفيروس، محققا السبق على بلدان أوربا نفسها، بل وحصل على الحق في تصنيع اللقاح الصيني وغيره من اللقاحات والأدوية والبدائل الحيوية، ليكون بذلك رائدا في المنطقة في تكنولوجيا الصناعة الدوائية، وهي خطوة في غاية الأهمية تضمن للمغاربة أمنا صحيا في استقلالية تامة عن بلدان أخرى. وأطلق الملك محمد السادس أيضا ورش الحماية الاجتماعية من أجل صيانة كرامة المغاربة وتحسين ظروف عيش المواطنين وتحصين الفئات الهشة وتحقيق العدالة الاجتماعية، كما حرص على الخروج بنموذج تنموي جديد يواكب تطورات العصر، ويضمن للمغرب أن يكون في مصاف الدول الكبرى في العالم المتغير لما بعد الجائحة. واتخذ الملك محمد السادس خطوة جريئة لصالح الوطن وقضية الصحراء، حين وافق على "تطبيع الشجعان" مع دولة إسرائيل، مقابل اعتراف أمريكي بسيادة المغرب على جميع أقاليمه الجنوبية، كما أبان عن ترفع كبير إزاء عداء الأشقاء، ولم يتوان عن مد يده مرة أخرى لفتح صفحة جديدة مع الجزائر، من أجل صالح البلاد والمنطقة المغاربية ككل. في المقابل، أبان المغرب عن وجه آخر، أكثر صرامة في الدفاع عن مصالحه وقضاياه المصيرية، أمام دول كبرى مثل ألمانيا وإسبانيا وحتى أمريكا نفسها، إذ لم يتوان عن تصعيد لهجته وقطع علاقاته الدبلوماسية، حين شعر بأنه لا يعامل بالشكل الذي تستحقه مكانته ودوره الإقليمي الهام. هذا الملف الخاص، الذي تنجزه "الصباح" بمناسبة عيد الشباب، يرصد العديد من التحولات التي عرفها المغرب خلال السنة الجارية، والسنوات القليلة قبلها التي مهدت الطريق إلى هذا التغير الإستراتيجي الذي جعل المغرب قوة صاعدة في محيطها الإقليمي والعالمي، يحسب لها ألف حساب. نورا الفواري