حرب مبكرة بين قطبي»البام» والأحرار بدائرة فاس الجنوبية شكل ترشيح عزيز اللبار، البرلماني والفاعل في قطاع السياحة باسم الأصالة والمعاصرة بدائرة فاس الجنوبية، منافسا قويا لرشيد الفائق، مرشح التجمع الوطني للأحرار، والرجل القوي بجماعة أولاد الطيب، ما جعل المتتبعين يصفون الانتخابات بهذه الدائرة بدائرة الموت. وتشير المعطيات الواردة من فاس، أن الحرب انطلقت مبكرا بين "البام" والأحرار، خاصة أن الفايق سبق له أن مر بالأصالة والمعاصرة قبل الالتحاق بالتجمع، وهو الذي يتمتع بنفوذ قوي بالجماعة التي يرأسها، والتي أهلته ليصبح أحد أقطاب التجمع الوطني للأحرار بفاس، والرجل القوي الذي يعول عليه لانتزاع مقاعد بالعاصمة العلمية. وأوضحت مصادر من فاس أن طبيعة المرشحين في الدائرة، والرهانات الكبيرة لمختلف الفرقاء السياسيين بالمدينة، سيرفع حدة المنافسة بين وكلاء اللوائح، خاصة بالأحزاب الكبرى، التي تطمح إلى تعزيز حضورها السياسي، والفوز في آن واحد بمقاعد برلمانية وبعمودية المدينة. ويصر العدالة والتنمية الذي يقود مجلس المدينة على دخول غمار التنافس بقوة، تضمن له ولاية ثانية تمكنه من إتمام الأوراش التي فتحها بالمدينة. ولم يحسم بعد إخوان العثماني في وكلاء اللوائح بدائرتي فاس الشمالية والجنوبية، والأمر نفسه بالنسبة إلى الاتحاد الاشتراكي، الذي، تقول بعض المصادر، إنه وضع جواد شفيق، عضو المكتب السياسي، على رأس لائحة دائرة فاس الجنوبية، في انتظار الحسم النهائي. ولم تستبعد إمكانية تغيير الاسم في آخر لحظة، في حال ظهر مرشح أقوى قادر على منافسة صقور الانتخابات. أما حزب الاستقلال، فقد قرر منح التزكية للدكتور علال العمراوي، الطبيب والبرلماني الحالي، لخوض السباق في هذه الدائرة، التي تتكون من أربعة مقاعد، يتوقع المتتبعون أن تقتسمها أحزاب "البام" والأحرار والاستقلال والعدالة والتنمية. وانطلق الصراع مبكرا بين المرشحين الكبار، خاصة بين التجمع والأصالة والمعاصرة، في إشارة إلى أن النزال يوم ثامن شتنبر سيكون قويا بين اللبار والفايق بالدرجة الأولى. وفي هذا الصدد، ذكر مصدر "الصباح" بالاعتداء الذي تعرض له، أخيرا، قياديون من "البام" ضمنهم عزيز اللبار، البرلماني الحالي، ومرشح الحزب بالدائرة الجنوبية، كانوا يعقدون لقاء بجماعة أولاد الطيب، معقل الانتخابي لمرشح الأحرار. وأوضح المصدر ذاته أن الحادث لم يمر دون تداعيات سياسية، إذ سارعت أربعة أحزاب إلى إعلان التضامن مع مرشح "البام"، وإدانة ما أسمته أعمال البلطجة. وأكدت أحزاب العدالة والتنمية، والاستقلال، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، أن الاعتداء على برلماني "البام" ومسؤوله الإقليمي، تقف وراءه جهة معروفة بسلوكها المبني على البلطجة والعنف في حق منافسيها السياسيين، والتي تخشى المنافسة الشريفة". وقرر الحزب الاشتراكي الموحد، خوض غمار السيبق بهذه الدائرة بمرشح شاب هو أسامة أوفريد، الأستاذ المتعاقد ومسؤول حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية، والناشط الحقوقي والمدني المعروف بالمدينة، والذي قاد معركة "بويكوت باركينغ فاس" ضد قرار العمدة تفويت خدمة حراسة السيارات إلى إحدى الشركات. كما يدخل تحالف فدرالية اليسار، المكون من حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، ترشيح عبد الرحيم اعبابو، النقيب السابق لهيأة المحامين بفاس، الذي سبق أن شارك في الانتخابات التشريعية السابقة، باسم فدرالية اليسار الديمقراطي. ب. ب