احتفاء بالرياضة والرياضيين

لا يفوت الملك مناسبة دون تهنئة الأندية والممارسين ورسم خارطة الإصلاح في خطاب المناظرة لا يفوت الملك محمد السادس، فرصة لتهنئة الرياضيين بالإنجازات وحمل العلم الوطني عاليا في المحافل الدولية. ودأب جلالته على تهنئة الأندية المتوجة بالألقاب القارية والدولية والرياضيين المتفوقين محليا ودوليا، على غرار الوداد والرجاء الرياضيين في أكثر من مناسبة، وبعض الأبطال في الرياضات الفردية، و الأندية التي توجت أخيرا بألقاب قارية، مثل النهضة البركانية. وكلما حلت مناسبة وطنية، بادر الملك إلى تشجيع الرياضيين لحثهم على بذل المزيد من الجهد في سبيل تحقيق الألقاب، ورفع العلم الوطني عاليا. ويصر جلالته على حضور المناسبات القارية التي تقام بأرض الوطن، على غرار كأس العالم للأندية التي أقيمت بمراكش، وتوج خلالها لاعبو الرجاء بالميدالية الفضية، قبل أن يستقبلهم في رحاب القصر الملكي، ويوشح صدروهم بأوسمة من مختلف الدرجات. كما بادر جلالته إلى تهنئة الوداد بحصوله على كأس إفريقيا للأندية البطلة في 2017، وهي التهنئة ذاتها التي تكررت مع الرجاء حينما توج بلقب كأس الكنفدرالية في 2019 و2021. مناسبة للتعبير عن الارتباط وعيد العرش كما هو تجديد للبيعة التاريخية، وكما هو مناسبة للتعبير عن الارتباط بكل دلالاته الدينية والوطنية بالقيم المثلى للوطن، فإنه مناسبة لاستحضار المسيرة التنموية التي رسخ أسسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والهادفة بالأساس إلى تحصين التماسك الاجتماعي وصيانة الوحدة الوطنية والمضي قدما في إرساء المشروع المجتمعي، الذي يراهن بالأساس على بناء المغرب القوي، المتشبث بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والمنخرط في قيم التقدم والحداثة. وتبادر الأندية خلاله إلى رفع برقيات الولاء لجلالة الملك، وهو ما يؤكد أواصر الارتباط بين الملك والرياضيين. الملك الرياضي وإسوة بكل المغاربة، فإن الرياضيين يحتفلون بعيد العرش المجيد وهو مبتهجون بما خصهم به صاحب الجلالة محمد السادس منذ اعتلائه عرش المملكة من عطف وعظيم عناية، سيرا على هدي سلفه الصالح. لقد كانت الرياضة والشباب ولا يزالان في صلب الرؤية الملكية الثاقبة، فما خلت أي مرحلة من مراحل تنزيل هذه الرؤية من مبادرات يحرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله على أن تنهض أساسا بقطاع الرياضة، على اعتبار أنه القطاع الذي يستميل قاعدة كبيرة من هذا الشباب ليربيهم على قيم العشق والعطاء والشغف، فيقوي ذلك أجسادهم ويحمي فكرهم ويعمق انتماءهم لوطنهم ويرفع درجات وعيهم. وبرغم اختلاف المقاربات الملكية، إلا أن صاحب الجلالة ظل وفيا للعناية الفائقة التي خصت بها العائلة الملكية على الدوام الرياضة والرياضيين، عبر صور التحفيز والتكريم، بل إن جلالته، أقبل منذ نعومة أظافره على ممارسة الرياضة، إيمانا بما لها من دور في تنشيط الطاقات وفي تقوية جوانب الشغف والترويح عن النفس وتنمية القدرات الجسدية والفكرية، فمارس كرة القدم ولعب الغولف وركب الخيل وأجاد القنص بكل أشكاله، قبل أن يبدع في الرياضات البحرية، مقدما للمغاربة قاطبة أروع صور التعلق بالرياضة. رؤية ثاقبة ومع اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين يوم 23 يوليوز من 1999، أبدع جلالته مقاربة جديدة في التعاطي مع الشأن الرياضي والشبابي، إذ لم يتوقف الأمر عند مجرد تقديم الدعم المادي والمعنوي للأبطال الرياضيين، بل تعداه إلى توجيه الحكومة لإنجاز كشف حالة للواقع الرياضي الوطني، عبر مسح استقرائي دقيق وموضوعي، على غرار ما أنجز في القطاعات الحيوية الأخرى بهدف مواجهة كل ما علق بها من اختلالات. وقد توجت الرؤية الملكية في مجال الرياضة، بإضفاء رعايته السامية على المناظرة الوطنية حول الرياضة التي انعقدت شهر أكتوبر من سنة 2008 بالصخيرات، وكانت بالفعل لحظة تاريخية، وقفت خلالها الرياضة الوطنية لثاني مرة في تاريخها وقفة متأنية مع النفس لتقييم الحالة ولرسم المستقبل على أسس علمية قوامها التخطيط الجيد. المناظرة الوطنية من أقوى لحظات في تلك المناظرة والتي ستبرز المنظور الملكي للرياضة كمرفق حيوي، الرسالة الملكية التي وجهها صاحب الجلالة للمناظرة، واعتبرت في حينها خارطة للطريق، تحدد بموضوعية الاختلالات وتعيد توزيع الأدوار وتنيط الحكومة والقطاع الخاص والعائلة الرياضية بمسؤوليات جسيمة. ومثلما أن الرسالة الملكية التي ما زال صداها حاضرا إلى الآن في كل المنتديات الحوارية والنقدية، أظهرت المعرفة الكاملة لجلالة الملك بالخبايا وبكافة المعيقات التي تشوب المشهد الرياضي الوطني، فإنها أيضا أبرزت المكانة التي تحظى بها الرياضة في الرؤية الملكية، ويمكن التدليل على ذلك بالاستهلال الذي بدأ به جلالة الملك رسالته الموجهة للمتناظرين: « أيتها السيدات والسادة، لا تخفى عليكم المكانة التي تحتلها الرياضة بكل أنواعها وفنونها، في نفوس المغاربة، وتجذرها في هويتهم الجماعية». منحة للنهوض بالرياضة ولمواجهة التراجع المهول الذي سجلته الرياضة الوطنية على المستوى الأولمبي بحصول المغرب على ميداليتين فضية بواسطة العداء جواد غريب وبرونزية بواسطة العداءة حسناء بنحسي، خلال دورة الألعاب الأولمبية 2008 ببكين، خصص جلالته غلافا ماليا بقيمة ناهزت 33 مليارا لإعداد الأبطال من ذوي المستوى العالي تحسبا للدورتين الأولمبيتين لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016، إلا أن ضعف الخبرة في تدبير قطب الامتياز ورياضة المستوى العالي حال دون توظيف هذه الإمكانيات المالية الضخمة التي لم يتوفر حتى نصفها لكثير من الدول التي صعدت البوديوم الأولمبي على النحو الأمثل، ليتراجع رصيد المغرب ويكتفي في الدورتين معا بميداليتين برونزيتين. وبالنظر للأهمية القصوى التي تحظى بها البنيات التحتية الرياضية في بناء منظومة رياضية متوازنة، كما جاء في الرسالة الملكية، فإن صاحب الجلالة أبدع في رصد الإمكانيات المادية واللوجستية من أجل وضع الملاعب بمختلف أجناسها وصنوفها في صلب المنظومة التنموية الشاملة لتحفز الشباب المغربي على الإقبال على الرياضة. نور الدين الكرف

احتفاء بالرياضة والرياضيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اقتصاد صاعد ودبلوماسية قوية

كل المؤشرات إيجابية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات