مشاريع ملكية لتحسين الجاذبية

اعتمادات مالية مهمة لبرنامج الحاضرة المتجددة أنجزت منه مشاريع وأخرى أوشكت على الانتهاء إعداد: محمد العوال (مراكش) ظلت مراكش، ضمن صلب الاهتمام الملكي، منذ عقود خلت، فكتب التاريخ، لازالت تحتفظ بالعديد من المبادرات والتدابير التي اتخذها الملوك العلويون من أجل تحقيق الازدهار والرقي لهذه المدينة وسكانها. وتتواصل العناية الملكية بهذه المدينة، مع جلالة الملك محمد السادس، الذي أعطى انطلاقة العديد من المشاريع الكبرى، ستساهم في تغيير وجه المدينة، وجعلها في مصاف المدن العالمية. ومن بين المشاريع والبرامج الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، برنامج مراكش الحاضرة المتجددة، وهو برنامج يروم الارتقاء بالمدينة الحمراء إلى مستوى الحواضر العالمية الكبرى، إذ تم إنجاز مشاريع في حين توشك أخرى على الانتهاء. يقوم مخطط "مراكش، الحاضرة المتجددة" على مقاربة خلاقة في ما يتعلق باندماج وتناسق التدخلات العمومية، ومواكبة النمو الحضري والديموغرافي الذي تشهده المدينة وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية، ودعم مكانتها قطبا سياحيا عالميا، وتحسين بنياتها التحتية والاجتماعية والثقافية والرياضية، وتطوير مؤشرات التنمية البشرية بها. خمسة محاور ويتمحور هذا المخطط حول خمسة محاور رئيسية، هي تثمين الموروث الثقافي، وتحسين برامج النقل الحضري، والاندماج الحضري، وترسيخ الحكامة الجيدة، والمحافظة على البيئة. وشكل تاريخ 6 يناير 2014، موعدا لمراكش مع التاريخ، إذ تم الإعلان عن مشروع طموح أطلق عليه "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، إذ اعتبره العديد من المهتمين بالشأن الاقتصادي، بمثابة طفرة كبرى، وبرنامج يضمن تطورا متوازنا ومندمجا ومستداما للمدينة الحمراء. ووضع القائمون على إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، مقاربة متجددة وخلاقة في ما يتعلق بأفقية واندماج وتناسق التدخلات العمومية، ومواكبة النمو الحضري والديموغرافي الذي تشهده المدينة وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية، ودعم مكانتها قطبا سياحيا عالميا، وتحسين بنياتها التحتية السوسيو-ثقافية والرياضية، وتطوير مؤشرات التنمية البشرية بها. ويتمحور هذا البرنامج، الذي رصدت له اعتمادات مالية تفوق ستة ملايير من الدراهم، حول خمسة محاور رئيسية، وهي تثمين الموروث الثقافي، وتحسين التنقل الحضري، والاندماج الحضري، وترسيخ الحكامة الجيدة، والمحافظة على البيئة. وفي ما يتعلق بالشق الثقافي، يروم مشروع "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، إحداث مدينة للفنون الشعبية، ومتحف للتراث اللامادي، ومعهد موسيقي، ومتحف الحضارة المغربية للماء، وتأهيل المسرح الملكي والزاوية الكتانية وأسوار المدينة وأبوابها التاريخية. ففي ما يتعلق بمشروع النقل الحضري، يروم المشروع أيضا، تهيئة وإعادة تأهيل العديد من الطرق وشارعي الحسن الثاني وكماسة، وترحيل المحطة الطرقية، ووضع نظام معلوماتي جديد لتنظيم السير والجولان، وتحسين ولوجيات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. المدينة العتيقة... قطب متجدد ويتعلق أحد المحاور الرئيسية ضمن مشروع "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، بالاندماج الحضري الذي يهم تهيئة المسالك السياحية بالمدينة العتيقة، والساحات العمومية الموجودة بها، وبناء مستشفيين عموميين، ومركزين صحيين، و18 مؤسسة تعليمية وتأهيل ثمانية أخرى. ويعد برنامج التأهيل الحضري لأحياء المدينة القديمة لمراكش، مشروعا طموحا يروم تثمين الإرث المعماري والثقافي لهذه الحاضرة، التي حملت على مر القرون إشعاعا تاريخيا ساهم في تشكيل تراث حضاري ذي إشعاع عالمي. ويكتسي هذا البرنامج أهمية خاصة من أجل صيانة التراث الإنساني لهذه المدينة العريقة ورد الاعتبار لها، لجعلها قادرة على تحقيق الإشعاع الحضاري والثقافي والإنساني، وذلك من خلال ترميم المواقع التاريخية، وتحسين ظروف عيش السكان، وتطوير البنيات التحتية، وتعزيز النسيج الحضري والتقليدي للمدينة القديمة. وشكل تنفيذ هذا البرنامج، آلية مثلى لتأهيل المواقع التاريخية للمدينة بشكل متناسق ومتناغم مع بنيتها العمرانية وتطوير إشعاعها بالنظر إلى موقعها إحدى الوجهات السياحية الأكثر زيارة بالمملكة المغربية. معالجة البنايات القديمة ويهم هذا المشروع أساسا معالجة البنايات المهددة بالانهيار، وتأهيل الأزقة والفنادق والمحلات، وإعادة بناء بعض المحلات التجارية، وإعادة تهيئة الساحات العمومية، وتجديد الأسقف الخشبية، وتعزيز المدارات السياحية، وتزيين الواجهات. من شأن إعادة تأهيل المواقع التاريخية التي خضعت للترميم في إطار الشطر الأول من مشروع التأهيل الحضري لحي "الملاح" الذي أضحى يحمل اسم "حي السلام" بالمدينة الحمراء، أن تسهم في تعزيز الجاذبية السياحية لعاصمة النخيل والنهوض بموروثها الثقافي باعتباره مكونا تراثيا وحضاريا زاخرا بعبق التاريخ. ويأتي مشروع التأهيل الحضري لحي الملاح، أيضا في إطار المحافظة على المكون اليهودي للهوية المغربية، وهو ما يعكس قيم التسامح والانفتاح التي ميزت على الدوام المملكة المغربية. وحسب المحاور الأساسية للمشروع، فإن جميع الساحات المحيطة بالحي والموجودة بداخله ستتم إعادة تأهيلها، حيث سيتم ترحيل أصحاب المحلات التجارية الموجودة بحي "القزادرية"، وتوسيع الطريق المؤدي إلى المدخل الرئيسي لحي السلام، عبر عرصة المعاش، خاصة المقطع الفاصل بين ساحة "القزادرية" وساحة سيدي أحمد الكامل، إضافة إلى تأهيل ساحة المعارة والسوق المجاور لها، مع فتح طريق يمتد من المعارة إلى قصر البديع، فضلا عن إحداث فضاءات خضراء بالمنطقة. يتوخى مشروع "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الارتقاء بالمدينة القديمة إلى مستوى قطب سياحي متميز، سيما وأنها تتوفر على مؤهلات مهمة تجعل منها رافدا سياحيا وثقافيا قادرا على تعزيز مكانتها ضمن خارطة التراث العالمي الإنساني. ويستهدف هذا المشروع إعادة الاعتبار لتاريخ هذه المدينة العريقة، من خلال تحقيق إشعاع اجتماعي واقتصادي وثقافي يمكن من تحسين جودة عيش سكانها، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة في بعدها الشامل، وفقا للدراسات التي واكبت هذا المشروع. مشاريع للتأهيل السياحي أما مشاريع إعادة تأهيل المدار السياحي لعدد من الساحات التاريخية وتأهيل الفنادق العتيقة بقلب المدينة القديمة لمراكش، فتتوخى ضمان استدامة الموروث الثقافي للمدينة القديمة والمحافظة عليه وإعادة الاعتبار لتاريخها العريق والمساهمة في تثمين المواقع السياحية التي يعبرها هذا المسار، وهو ما سيمنح المدينة مسارا سياحيا جديدا. وتتوخى هذه المشاريع التي تشكل هي الأخرى جزءا من برنامج "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الإسهام في الحفاظ على الطابع التراثي والمستدام للمواقع التاريخية بالمدينة العتيقة، بالنظر إلى أنها تزاوج بين صيانة الموروث الثقافي وبعث دينامية جديدة في القاعدة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية المحلية.وساهم مشروع تأهيل المدار السياحي لساحة "بن يوسف" في اتجاه "جامع الفنا" مرورا عبر ساحة "بن صالح"، في تثمين المواقع السياحية التي يعبرها هذا المسار، سيما المسجد والمدرسة العتيقة بن يوسف وفنادق زينب ولحبابي والخادي وزيات وسلهم وولد علال بقشاش ومولاي عبدالله وسلاس ومولاي حفيظ وبن عبدالله وسيدي إسحاق وبلعيد والقباج وبن شبابة. المحاميد...فضاءات جديدة وفي السياق ذاته، تم إنجاز فضاء المواطن بحي المحاميد، إذ رصد لهذا المشروع، حوالي 189 مليون درهم، إذ يتضمن أن هذا الفضاء، العديد من المرافق من بينها، مسرح في الهواء الطلق، وقاعة متعددة الرياضات، ومسبح بلدي، وملعبان لكرة القدم والكرة المستطيلة، وآخر لكرة القدم المصغرة، وخزانة ومعهدا موسيقي ومسجد. كما يضم هذا المشروع، مركزا للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وفضاء لعرض منتوجات الصناعة التقليدية، وحضانة وفضاء للعب الأطفال، ودارا للجمعيات ومأوى للأشخاص المسنين. وبخصوص ترسيخ الحكامة الجيدة، يروم المشروع تحديث تدبير المصالح الجماعية، وتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالمصالح البلدية، وعقلنة تدبير الممتلكات الجماعية، وإحداث نظام رقمي للمراقبة. وبالموازاة مع هذه السياسة الحضرية، شدد البرنامج على إيلاء اهتمام خاص للرهانات البيئية في إطار رؤية مستدامة. المحطة الطرقية...على مشارف الانتهاء من بين المشاريع الأساسية التي حملها مشروع مراكش الحاضرة المتجددة، مشروع بناء محطة طرقية جديدة بمواصفات عصرية بمنطقة العزوزية بمراكش، وهو المشروع الذي رصد له اعتماد مالي يقدر ب 60 مليون درهم. ويتوفر هذا المشروع الهام، على عدة مرافق من بينها مركز إداري خاص بتدبير المحطة الطرقية، ثم مقاه ومطاعم منجزة فوق مساحة تقدر بحوالي 1400 متر مربع، وبناء فنادق من 15 غرفة، على مساحة تقدر ب600 متر مربع، ومكاتب مركز للشرطة ومقر تقني ومكاتب ومحلات تجارية ومخادع وخدمات التأجير وفضاء التسيير والاستغلال، وحمامات ومغاسل، ومسجد ومرافق صحية، ومركز للفحص التقني، ومحطات وقوف الحافلات، ومحطات الوقود للحافلات، ومحطة خاصة بالسيارات الكبرى، تتسع لحوالي 50 سيارة أجرة من الحجم الكبير، ومحطة توقف خاصة بالسيارات الخاصة، وأرصفة على مساحة تقدر بثلاثة الآف متر مربع. مستقبل واعد يرى العديد من المتتبعين، أن مراكش ينتظرها مستقبل واعد، إذ رغم الانكماش الاقتصادي وتأثير أزمة وباء كورونا على قطاعات حيوية بالمدينة، وتأثر القدرة الشرائية للمواطن، وتراجع الدخل الفردي، فإن المؤهلات الاقتصادية والسياحية والتاريخية والثقافية لمراكش، تؤهلها لتحقيق طفرة سياحية وتاريخية، فضلا عن أن ورش مراكش الحاضرة المتجددة، ساهم إلى حد ما، خصوصا أمام المشاريع المنجزة لحد الآن، في تأهيل المدينة، وتوفير جاذبية سياحية مهمة لها. ويرى عضو من المجلس الجهوي للسياحة، أن المشاريع المنجزة بمراكش، خلال الست سنوات الأخيرة، ستساهم في إحداث إشعاع سياحي دولي لها، مؤكدا "أهمية هذه المشاريع في خلق إقلاع اجتماعي واقتصادي بجهة مراكش آسفي وإشعاعها على الصعيد الثقافي والمعماري والإيكولوجي، لأن هذا الجزء من التراب الوطني، وعلى غرار جهات أخرى بالمملكة، زاوج بين مطلب صون التراث التقليدي والعصري، وضرورة سلك مسلك الحداثة والتقدم باعتباره رهانا مربحا". تسوية المشاكل اعتبرت مصادر مطلعة أن الأنباء التي ظلت تتردد في الكواليس بشأن تعثر مشروع المحطة الطرقية، تجانب الصواب على اعتبار أن بعض المشاكل المتعلقة بالوعاء العقاري تم تجاوزها، كما أن الأشغال سارت بوتيرة جيدة، وهو ما مكن من إنجاز ما يفوق 80 في المائة من الأشغال. وأكدت المصادر ذاتها، أنه يرتقب أن يخرج هذا المشروع إلى حيز الوجود في أفق نهاية السنة الجارية، إذ عقد كريم قسي لحلو، والي مراكش آسفي، عدة اجتماعات مع مكاتب الدراسات المكلفة بتتبع إنجاز الأشغال، وكذا القسم التقني بالولاية وممثلين عن الشركات الحائزة على صفقات المحطة الطرقية. وكشفت مصادر مطلعة لـ "الصباح"، أن والي جهة مراكش آسفي، استمع إلى تقارير مسؤولين بعمالة مراكش حول الأشغال المنجزة، وكذا الخصوصيات التقنية لبعض الأشغال، والمشاكل التي اعترضت الإنجاز والتدابير التي تم اتخاذها لتجاوز كافة العراقيل التي قد تؤثر على وثيرة سير الأشغال. من جهته، أكد والي الجهة، خلال الاجتماعات ذاتها على أهمية هذه المشاريع في تأهيل مراكش، في إطار المشروع الكبير مراكش الحاضرة المتجددة، إذ تم التأكيد خلال هذه الاجتماعات، من قبل كريم قسي لحلو والي الجهة، على ضرورة الرفع من وتيرة الأشغال، والتقيد بالآجال القانونية المسطرة بكناش التحملات لإنهاء الأشغال داخل آجال معقولة. وجدير ذكره أن إنجاز المحطة الطرقية الجديدة لمراكش، مولته وزارة الداخلية، وتم إسناد الأشغال إلى أربع شركات.

مشاريع ملكية لتحسين الجاذبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقطات

عـاصـمـة الأنـوار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات