“تي جي في”… تسريع التنمية

مكن من اختصار المسافة وحول طنجة لمنطقة جذب مالي لرجال الأعمال والزوار لم تكن تسميتها بعروس الشمال عبثا، فإذا كانت التسمية نابعة من كونها بوابة المغرب الشمالية وأجمل المدن الساحلية بالعالم إضافة إلى مقوماتها السياحية والاقتصادية التي تغري السياح الداخليين والأجانب، فإنها مع مشروع "تي جي في" الذي تم إنشاؤه بها، أصبحت منطقة جذب اقتصادي وسياحي بدون منازع، إذ يعتبر مشروع "البراق"، من الأوراش الكبرى المرتبطة بالبنيات التحتية التي شرع المغرب في إطلاقها في عهد محمد السادس، لتكون صلة وصل بين الشمال والجنوب. وفي إطار برنامج "طنجة الكبرى"، شكل مشروع "تي جي في" الذي أطلق عليه اسم "البراق"، مشروعا منفردا، باعتباره أول قطار سريع في إفريقيا، والذي دشنه الملك محمد السادس رفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 18 نونبر 2018. وساهم القطار الفائق السرعة "البراق" الذي يربط بين طنجة والبيضاء، مرورا بالقنيطرة والرباط، في خلق أقطاب جهوية للتنمية، من خلال ضمان تأسيس علاقة حديثة وسريعة بين قطب العاصمة الاقتصادية للمغرب وقطب عروس الشمال، للمساهمة في عجلة التنمية وجلب الاستثمارات في الضفة الجنوبية للمتوسط. وبعد ثلاث سنوات على انطلاقه، شكل "تي جي في" ثورة اقتصادية بالنسبة إلى المستثمرين الباحثين عن فرص الاستثمار أنسب وناجحة، فبفضل تقليص مدة وصول المسافرين إلى وجهاتهم التي تتعلق بخط طنجة-البيضاء أصبحت مدة السفر لا تتجاوز ساعتين و10 دقائق بدل 4 ساعات و45 دقيقة من قبل، أما بالنسبة لخط طنجة الرباط فأصبحت المدة ساعة واحدة و20 دقيقة مقابل 3 ساعات و45 دقيقة في الوقت الماضي التي كان يستغرقها القطار العادي. وبالاعتماد على القطار الفائق السرعة، بدأت الآثار الإيجابية تظهر على الأنشطة الاقتصادية بالمدن والمناطق المعنية، إضافة إلى استفادة الشركات المقيمة في هذه المناطق من فرص تحسين مستوى تنافسيتها وتوسيع أسواقها. وليس هذا فحسب، فقد شجع "تي جي في" المسافرين على السفر إلى الشمال ومنح المدن التي يعبرها جاذبية أكبر، ما فك من عزلتها وأدخلها إلى نادي المدن السياحية، التي تغري بالزيارة، إضافة إلى اختصار الوقت في ظل الإقبال الكثيف على رحلات طنجة التي كانت تستغرق وقتا طويلا في السابق، وهو ما يجعل من مشروع القطار الفائق السرعة المختصر المفيد لأنه يختصر المسافات ويقرب بين الجهات. ومن خلال جولة بالبراق، تم الوقوف على مجموعة من المزايا الإيجابية، أهمها حصول تغيير كبير وظاهر للعيان بقطاع النقل السككي بالمغرب، بفضل سرعة "تي جي في"، وما يوفره من سبل الراحة وتجربة السفر التي يقدمها للراكب، الأمر الذي جعل من الإقبال على الوسيلة الجديدة يعرف أرقاما مرتفعة عاما بعد آخر بفضل خدماته المميزة. ولم يعد الإقبال على قطار البراق منحصرا على فئة السياح أو رجال الأعمال، بل أصبح استعماله حتى من قبل الفرق الرياضية التي تمارس بالبطولة الوطنية لإجراء مبارياتها أو حتى المنتخب الوطني لإقامة معسكراته تحضيرا لمنافساته ضد المنتخبات المنافسة، ويأتي لمساهمته في اختصار المسافة والوقت تجنبا للعياء الذي يمكن أن يتسبب فيه الاعتماد على وسيلة الحافلة أو القطار العادي. محمد بها

قالوا

مـورو: احتضـان القطـاع غيـر المهيكـل

مقالات ذات صلة