ريادة إنتاج اللحوم الحمراء ببني ملال

مجزرة عصرية بمواصفات حديثة تواجه مشاكل تحول دون انطلاقتها تراهن جهة بني ملال خنيفرة على رفع مردودية القطاع بإنتاج أكثر من 45 ألف طن من اللحوم الحمراء سنويا، وهو ما يعادل أكثر من 13 في المائة من الإنتاج الوطني، سيما أن الموسم الفلاحي الحالي جيد ويبشر بمحاصيل وافرة تؤثرا إيجابا على قطيع المواشي الذي يقدر ب290 ألف رأس من الأبقار، ومليون و500 ألف رأس من الأغنام، جلها من سلالة الصردي ذي الجودة العالية. ونظرا لأهمية القطاع، فإنه يساهم في التنمية الاجتماعية من خلال توفير ما يقارب مليون و900 ألف يوم عمل سنويا ما يرفع من الإيرادات المالية للسكان عبر تراب الجهة ويقلص من هامش البطالة لدى الفئات العمرية الشبابية التي لم تكن محظوظة في مواصلة الدراسة، وبالتالي فإنه تنفتح على القطاع سيما غير المهيكل منه لكسب قوتها وتوفير فرص النجاة من جحيم الرتابة. ونظرا للمؤهلات الفلاحية التي تجود على قطاع اللحوم بما يحتاجه من الكلأ ومواد العلف، التي تعتبر أحد المرتكزات الأساسية لوفرة القطيع، فإن التفكير في إيجاد سلاسل إنتاجية لقطاع اللحوم صار من صميم المخطط الفلاحي الجهوي، الذي تم إعداده في إطار مخطط المغرب الأخضر، الذي يهدف إلى رفع كميات اللحوم المنتجة سنويا عبر وضع استراتيجية فعالة، انطلاقا من مرحلة الإنتاج، وصولا إلى مرحلة التسويق مرورا بعملية التصنيع بتوفير وحدات عصرية لتثمين اللحوم الحمراء التي باتت من صميم اهتمامات مستثمرين في القطاع، أصبحوا يفكرون في بناء وحدات صناعية متطورة، إذ تحققت أماني أحد المستثمرين عندما بادر صاحب الجلالة محمد السادس إلى تدشين وحدة صناعية متطورة بمواصفات عصرية لا تختلف عما يوجد من وحدات صناعية في أوربا في شيء، لكن الرهان على عقليات مازالت تعتبر الجودة والتقنية مفهومين مستوردين من الخارج، وتعطي للذبيحة السرية الأولوية، حال دون إنجاز برامج التنمية في القطاع، لعدم تطابق المشروع الجديد مع توجهاتها، التي لا تخلو من مكر، وتحرر ها من المراقبة الطبية التي تفرض تطبيق مواصفات صارمة ضمانا لجودة اللحوم، ما ساهم في إتارة متاعب للوحدة الصناعية الجديدة التي تمت مقاطعتها، من قبل الجزارين وتجييش جماعات من محترفي المناورات لربح الوقت، وضمان استمرار المجازر التقليدية التي فتحت أبوابها للذبيحة السرية، التي استطاعت أن تميل الكفة لفائدتها بعد اقتناع عدد من الجزارين بعدم جدوى الذبح في المجزرة العصرية، واستعمال فضاءات غير مؤهلة و العمل في ظروف، أقل ما يقال عنها إنها كارثية . مجزرة بمواصفات جودة عالية ونظرا للصعوبات المتعددة التي أثارتها جماعات متخصصة في جلب المتاعب للمستثمرين في قطاع اللحوم الحمراء، أكد عبد الرحيم الشطببي المستثمر الوحيد في وحدة صناعية جد متطورة الذي ضخ غلافا ماليا مهما قدر ب700 مليون درهم، لبناء مجزرة عصرية ببني ملال، أن سلسلة اللحوم الحمراء حظيت باهتمام خاص، لأنها تستغل قطيعا يفوق 350 ألف رأس من الأبقار، وما يفوق مليوني رأس من الأغنام و900.000 رأس من الماعز. وأضاف أن مجزرته العصرية تتوفر على مركز للتسمين، وقطيع المواشي والغنم والماعز تخضع باستمرار للرقابة البيطرية، وتتوفر على معايير عالمية مجهزة بأحدث التقنيات بطاقة إنتاجية تصل إلى 14 ألف طن من اللحوم، ومذبح حديث يعمل بمعايير حديثة وتقنيات متطورة للسلخ، ما يمنح الثقة للمستهلك، الذي يقبل على استهلاك اللحوم دون أن ينتابه شعور الخوف، الذي يراود مستهلكي اللحوم الحمراء المعروضة في الأسواق، والتي يعرف مصدرها. ورغم توفير إمكانيات مادية ولوجستية مهمة للرفع من إنتاج وتحسين جودة اللحوم الحمراء لتوفر موارد طبيعية هائلة، فضلا عن تكريس ثقافة استهلاك اللحوم، التي تعتبر من شيم أبناء المنطقة، تظهر مشاكل جوهرية بين الفينة والأخرى، من قبل عناصر وجدت نفسها مقصية من الاستفادة من برامج التنمية في قطاع اللحوم الحمراء لعدم جديتها، سيما أن البرامج التنموية تراهن على مضاعفة الإنتاج الوطني، وتحقيق جودة عالية بعد بناء مجزرة عصرية بمواصفات حديثة بالجهة سيما أنها لا ترغب في ذبح الأبقار في مرافق المجزرة الجديدة لأن الإمكانيات المتطورة لا تسمح لها بالتلاعب بجودة اللحوم، وبالتالي فإن أي تقصير في عملية الذبح ومراقبة جودة الأضاحي يحرمها من عائدات مالية كانت تستفيد منها في الذبيحة السرية، إضافة إلى التلاعب بالميزان، كما الشأن في المجزرة البلدية، فضلا عن استغلال فضاءات سرية تخصصها للذبح، بعيدا عن أعين المصالح البيطرية التي تحول دون تنفيذ مخططاتها الجهنمية. أغلقوا المجزرة البلدية ويستمر الذبح في المجزرة البلدية لبني ملال، التي لا تتوفر على إمكانيات الجودة العالية، رغم النداءات المتكررة لإغلاق أبوابها، وأمام هذا الوضع المقلق، يتدخل المكتب الوطني للسلامة الصحية بتنسيق مع السلطات المحلية أكثر من مرة، بعد رصد خروقات من قبل جزارين يعمدون إلى ذبح أبقار غير مراقبة بيطريا، وينجم عن هذه التدخلات حجز كمات كبيرة من اللحوم الفاسدة، وإتلافها وفق محاضر ثبوتية، والحيلولة دون وصولها إلى بطون المستهلكين. كما تواصل الطبيبة البيطرية ببني ملال، عمليات المراقبة التي أفضت إلى حجز عجل مريض سابقا، كان معدا للذبح في مجزرة البلدية، بعد أن تبين لها أن لحومه غير صالحة للاستهلاك، بسبب أمراض جلدية وباطنية تشكل خطرا على صحة المستهلكين، فضلا عن تسجيل حالات ذبح خارج الأوقات المعتادة. ورغم سعي الجماعة الحضرية إلى تحسين مداخيل المجزرة، وإخضاع مرافقها للمراقبة، تستمر أحيانا الخروقات باستعمال طرق ملتوية للتخلص من أداء الرسوم الضريبية لفائدة صندوق الجماعة البلدية، وعدم التصريح بالأوزان الحقيقية لقطعان الأغنام والماعز، ما يحرم الجماعة من استخلاص مبالغ مالية مهمة. سعيد فالق (بني ملال) )

ريادة إنتاج اللحوم الحمراء ببني ملال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دكالة... قطب الإنتاج الحيواني

أمعنان يغيب عن قمة الكوكب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات