“الأحرار” يرسم تشخيصا دقيقا لـ 100 مدينة

برنامج مستمد من دراسة سوسيولوجية بعيدا عن "الشعبوية" لأجل بناء الوطن وتقدمه تمكن التجمع الوطني للأحرار، من صناعة الفارق مع منافسيه من مختلف الأحزاب المشاركة في أطول مسلسل انتخابي، عبر إنجاز دراسة سوسيولوجية، تدقق حاجيات وانتظارات المواطنين في 100 مدينة لإعادة صياغتها في برامج محلية وجهوية ووطنية، بعيدا عن السياسة الشعبوية التي يتقنها محترفو السياسة لأجل ربح مقاعد انتخابية بأي وسيلة كانت دون أن يتمكنوا من حل مشاكل المواطنين طيلة الولاية الانتدابية، ما يؤدي إلى سيادة الاحتقان في المدن. ولأجل تسليط الضوء أكثر على هذا العمل غير المسبوق في المنافسة الانتخابية، تنشر " الصباح" مقتطفات من الدراسة وخلاصتها. إعداد: أحمد الأرقام سجل التجمع الوطني للأحرار، سبقا في مجال استخدام العلوم الإنسانية، لأجل دراسة انتظارات المواطنين، وإحداث حاجيات أخرى، قصد بناء العنصر البشري، والفضاء العمراني، الذي يسمح بالعيش في ظل الكرامة و في أحسن الظروف، وهذا يتطلب تغييرا في المنظور السياسي للمنتخبين، مدبري الشأن المحلي والشأن العام، بمراجعة العمل التقليدي الذي كان يرتكز على وضع برنامج موحد يصاغ من قبل نخبة العاصمة في إطار تمركز إداري، لفرضه على المواطنين، وهو يخالف مواقفهم، ما أدى إلى فشل العديد من البرامج. وبدا التجمع الوطني الأحرار متحررا من عقدة مكاتب الدراسات الأجنبية التي تكلف الملايير، وتضع برامج انتخابية مصطنعة لا تحل أي مشكل، لذلك اعتمد حزب " الحمامة" على قدرات أعضاء حزبه من كل الأعمار وفي 100 مدينة، لأجل حصر المشاكل، ووضع المقترحات لحلها في الميدان من خلال تسطير الأولويات، لأن كل منطقة لها خصوصيتها الثقافية والبشرية ومواردها الطبيعية والتاريخية الحضارية، وحاجياتها الملحة، إذ أن علم الاجتماع يمنح الكلمة للمواطنين " الممنوعين " من الكلام لصياغة برامج عملية قابلة للتنفيذ تساعدهم على التطور. أخنوش: مقاربتنا علمية وعملية قال عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، إن البرنامج الانتخابي لحزبه أتى استجابة للتوجيهات الملكية السامية من أجل إفراز نخب وكفاءات جهوية جديدة، مؤهلة لتدبير الشأن المحلي، قصد تجاوز الاختلالات التي تعرفها العديد من المدن الصغرى والمتوسطة. وأكد رئيس التجمع الوطني للأحرار، في ندوة صحافية عقدها بالرباط، أن العمل المنجز من قبل أطر الحزب ومناضليه ومنتخبيه بمختلف الجهات، يكرس أهمية المقاربة السوسيولوجية في صياغة معطيات تؤكد أولويات المواطنين الملحة حسب كل مدينة، وتتم الاستجابة لها بالسرعة المطلوبة، عبر استغلال الوقت لحل المشاكل في المكان عينه، مضيفا أن هذا البرنامج الطموح مكن من التواصل مع أكثر من 35.000 مواطن ومواطنة، كما مكن من تحديد وتصنيف المدن اعتمادا على مجموعة من المؤشرات كنسبة البطالة والفقر والكثافة السكانية، ووضعية البنية التحتية، وحاجيات المواطنين من الخدمات المطلوبة الملحة. وشدد المتحدث نفسه على أن أهم مكسب لـ "الأحرار" من خلال البرنامج هو معرفتهم العميقة بمشاكل هذه المدن، التي ستمكنهم في المستقبل من تيسير مهمة المنتخبين الأحرار على مستوى الإنجاز والفعالية، إذ سيتم وضع مخطط "مسار المدن" برنامجا قابلا للتنفيذ، وبفضل إلمام المنتخبين بآليات الاشتغال والشراكة التي تتيحها أكاديمية "الأحرار". 75 % من ميزانيات التنمية لا تهم أولويات الساكنة قال محمد بوسعيد، القيادي الحزبي، والمنسق الوطني للبرنامج، إن 75 في المائة من ميزانية مخططات التنمية الجهوية توجه لمجالات لا تدخل ضمن أولويات سكان المدن المتوسطة، من خلال المعطيات الرقمية التي توصل إليها عبر الدراسة المنجزة، ما يعني أن المخططات التي تنطلق من المركز لا علاقة لها بحاجيات المواطنين، لذلك تصرف أموال على أمور لا تهم السكان بالدرجة الأولى، ما يستدعي قلب الموازين، بوضع مخططات نابعة من الميدان وحاجيات السكان للتغلب في حينه على المشاكل القائمة. وأكد بوسعيد أن الدعوة لحضور لقاءات 100 يوم 100 مدينة، كانت مفتوحة وجمعت متعاطفي التجمع الوطني للأحرار وكذلك مناضلين من أحزاب أخرى، ومواطنين غير منتمين سياسيا، مشيرا إلى أن معدل الحضور في لقاءات 100 يوم 100 مدينة كان يناهز 350 مواطنا عن كل لقاء إلى 400. وفي مارس 2020 وبعد 58 مرحلة، توقف البرنامج مع ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس "كوفيد 19"، وتم استئنافه في ماي عبر تقنية المحادثة المصورة، إذ مكنت هذه التقنية من الحفاظ على روح وأهداف البرنامج، وهي الإنصات للسكان، والتحاور حول مشاكلهم. الصحة والشغل والتعليم شكل قطاع الصحة موضوعا محوریا في جمیع اللقاءات التي عقدت مع المواطنين، بنسبة 80 في المائة، قبل جائحة كورونا وبعدها، يليه قطاع البحث عن الشغل لأجل الاندماج في المجتمع، والتوفر على دخل قار وذلك بنسبة 53 في المائة، فطلب جودة التعليم العمومي، لأجل كسب المعارف والتربية على القيم الحضارية بنسبة 49 في المائة، وتحسين ظروف العيش ماديا ومعنويا في فضاءات عمومية قابلة للعيش بنسبة 42 في المائة، والبنية التحتية من شبكة طرقية وأرصفة بنسبة 10 في المائة، والولوج إلى السكن بنسبة 9 في المائة، وتحسين خدمات الإدارة العمومية تجاه المواطنين بنسبة 8 في المائة، ومحاربة الفساد بالنسبة نفسها 8 في المائة، وإعطاء الأهمية للثقافة والفن والرياضة بنسبة 7 في المائة، وتزويد السكان بالماء الشروب بنسبة 6 في المائة. 5 فئات من المدن مكن تجميع مقترحات المشاركين من رسم 5 فئات للمدن المتوسطة التي شملها برنامج 100 يوم 100 مدينة، تتوزع على مدن تواجه صعوبات اقتصادية، ومدن هشة، ومدن نائية، ومدن ذات طابع فلاحي، ومدن نشيطة، ومدن كبرى. وأتاح هذا البرنامج، عبر مبادرة الإشراك والإنصات تحدید ما یجمع سكان المدن المتوسطة من تحدیات عدیدة، بغض النظر عن الاختلافات بینها، والتي يمكن تلخيصها في التطلع لغد أفضل واستغلال المميزات التي تتوفر عليها هذه المدن قصد المشاركة في تحديد أولوياتها. وستشهد المراحل المقبلة تقديم خلاصات "100 يوم 100 مدينة" على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية الرسمية للحزب، بالإضافة لتقديم كتاب "مسار المدن" بشكل تدريجي، إذ بحلول 2030 من المرتقب أن تضم المدن المتوسطة 40 في المائة من سكان الحواضر، ما يجعل الثقل الكبير عليها في تدبير حاجيات المواطنين على المستوى التنموي. خلاصات لتحسين وضعية المدن توصلت الدراسة إلى 10 خلاصات يحتاج إليها الفاعل السياسي، والوزير والمنتخب المحلي، والجهوي والمسؤول بالولاية والإقليم والبلدية، لتفادي المشاكل، وتتجلى الخلاصة الأولى في أن سكان المدن غير راضين عن وضع مدنهم، ویتطلعون إلى غد أفضل. وتتمثل الخلاصة الثانية في غياب الإنصات، إذ اشتكى 93 في المائة من السكان هذا الأمر، و97 في المائة من السياسيين ليست لديهم معرفة بوسائل الحصول على المعلومات لتدبير مدنهم. فيما تظهر الخلاصة الثالثة في دور الاقتصاد الذي يشكل أولوية رغم أن الدراسة أكدت أنه لن يكون حلا لكل المعيقات، إذ التمس 53 في المائة من المستجوبين بحث فرص عمل لهم، عبر إحداث مناطق صناعية، ولولا التضامن الأسري لتفاقم المشكل أكثر. ويرتبط الشعور الإيجابي للمواطن في قدرته على الانخراط في الحياة الاجتماعية، وهذا مربط فرس الخلاصة الرابعة، عبر تأكيد رسوخ العلاقات الاجتماعية وفرص الانخراط في المدينة، والشعور القوي بالهوية. ويحتاج الشباب إلى فضاءات للتعبير عن أنفسهم، وفق ما توصلت إليه الخلاصة الخامسة، عبر تعلم معارف واكتسابها، وصيانة أماكن التعبير الثقافي والفني والرياضي. ويطالب المواطنون بإحداث بنية تحتية جديدة، التي تعد من صلب اهتمامهم كخلاصة سادسة، كما هو الحال بالنسبة إلى الصرف الصحي، ومیاه الشرب والكهرباء. وركز المواطنون على مطلب تشييد مدارس لمحاربة الاكتظاظ. وتتجلى الخلاصة السابعة في ضمان حسن اشتغال البنيات التحتية القائمة، إذ تتعلق إشكالية الصحة في نقص الأطباء بنسبة 40 في المائة، والمعدات الطبية بنسبة 36 في المائة، وطرق تعامل الأطر مع المرضى بنسبة 30 في المائة، وسيادة الرشوة والفساد الإداري بنسبة 18 في المائة. أما الخلاصة الثامنة فتتمثل في حدوث تغيير أحوال الناس نحو الأفضل عبر الاستجابة لحاجياتهم وترتيب الأولويات، والمشاركة في المشاريع التنموية وتنفيذ السياسات العمومية. وتمتلك المدن مميزات لا بد من استغلالها بشكل أفضل، تضيف الدراسة في خلاصة تاسعة، إذ أبان المواطنون عن حس وطني عال ووعي تام بأهمية التعامل مع التراث اللامادي لمدنهم، خاصة في مجالات السياحة الثقافية والعمرانية، والاقتصاد الاجتماعي المحلي. ودعا المواطنون إلى الأخذ بعين الاعتبار مقترحاتهم في وضع برامج تنموية محلية، كخلاصة أخيرة من الدراسة، إذ يظهر نوع من التباين بين ما يرغبون فيه، وما تسطره المجالس الترابية المنتخبة.

“الأحرار” يرسم تشخيصا دقيقا لـ 100 مدينة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إجبار طبيبة مريضة على العمل!

التخليق وإعادة النظر في السياسة الجنائية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات