شهد العالم خلال الآونة الأخيرة فيروس يسمى كورنا كوفيد 19 والذي أدى إلى وفاة المئات من البشر وإصابة الملايين من الناس ، فهو يصيب الجهاز النفسي لذى الناس فيقوم بتذميره ، كما أن هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة خلق هلع وخوف عالمي ، بل أدى كذلك إلى خسائر اقتصادية كبيرة وإضعاف الاقتصاد العالمي. وعليه فما هي تداعياته الاقتصادية ؟ ‘وما هي التدابير التي اتخذتها دول العالم للحد من نزفيهاالإقتصادي جراء فيروس كورونا ؟ تداعيات فيروس كورنا على الاقتصاد العالمي فيروس كورونا لا يهدد صحة الإنسان فقط ، بل قد يكون تهديدا اقتصاديا أكبر من الأزمة المالية في سنة 2009 ، ويخشى المستثمرون من أن يؤدي تفشي وباء كورونا إلى تدمير النمو الاقتصادي، وألا تكون الإجراءات الحكومية كافية لوقف التراجع. واستجابة لهذا الوضع، قررت البنوك المركزية في العديد من الدول خفض أسعار الفائدة. ومن المفترض أن تؤدي هذه الخطوة نظريا إلى تقليل تكلفة الاقتراض، وبالتالي تشجيع الإنفاق، ثم تعزيز حالة الاقتصاد. كما شهدت الأسواق العالمية تعافيا، بعد أن أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون المساعدات المالية لمواجهة وباء كورونا، بقيمة 2 تريليون دولار لمساعدة العمال والشركات. لكن مع هذا حذر بعض المحللين من أن الأسواق، قد تشهد تقلبا إلى أن يتم احتواء الوباء. ووصل عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانة البطالة إلى مستوى قياسي في الولايات المتحدة، مما يشير إلى نهاية عقد من التوسع لأكبر اقتصاد في العالم. قطاع السفر بين الأكثر تضررا تعرضت صناعة الطيران لأضرار بالغة، مع تراجع حركة الطائرات، وخفضت شركات الطيران الرحلات الجوية، وألغى المسافرون حجوزات رحلات العمل والعطلات. كما فرضت الحكومات حول العالم قيودا على السفر في محاولة لاحتواء الوباء. وحظر الاتحاد الأوروبي دخول المسافرين القادمين من خارج دول الاتحاد لمدة 30 يوما في خطوة غير مسبوقة لإغلاق حدوده بسبب وباء كورونا. وفي الولايات المتحدة، منعت إدارة الرئيس دونالد ترامب دخول المسافرين القادمين من المطارات الأوروبية إلى الأراضي الأمريكية. وتكشف البيانات المستمدة من خدمة تتبع الرحلات الجوية Flight Radar 24 أن عدد الرحلات التجارية على مستوى العالم قد تأثر سلبا بشكل كبير. كما أعرب خبراء صناعة السفر في بريطانيا عن مخاوفهم بشأن عدم استقبال السياح الصينيين. فخلال 12 شهرا انتهت في سبتمبر الماضي، زار بريطانيا حوالي 415 ألف صيني. وينفق المسافرون الصينيون ثلاثة أضعاف ما ينفقه أي زائر أو سائح آخر في بريطانيا، بمتوسط 1680 جنية استرليني في كل زيارة. وبعيدا عن التراجع، سجلت المتاجر، وخدمات التوصيل عبر الإنترنت نموا كبيرا في الطلب، مع اتجاه المستهلكين إلى تخزين السلع، وخصوصاً ورق التواليت والأرز وعصير البرتقال مع استمرار التحذير من امتداد مدة العزل المنزلي وتنامي انتشار الوباء. تأثير الإغلاق واضح على الاقتصاد أدت القيود آلتي فرضت على التنقل والسفر مشكلة كبيرة للشركات والأعمال ، التي تحتاج إلى نقل بضائعها وموظفيها من مكان إلى آخر ، ويؤثر هذا في سلسلة من إمدادات التي تحتاجها الشركات والمصانع حتى تواصل أعمالها ، وسوف يؤدي هذا إلى تعطيل وصول البضائع والامتدادات في أوقاتها ، وهذا بدوره في يؤدي إلى ارتفاع في أسعار بغض السلع تباطؤ المصانع في الصين في الصين، حيث ظهر وباء كورونا المستجد كوفيد-19 لأول مرة، انخفض الإنتاج الصناعي والمبيعات والاستثمار في أول شهرين من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. وتستحوذ الصين على ثلث التصنيع على مستوى العالم، وهي أكبر مُصدر للسلع في العالم. وأثرت الإجراءات الصارمة على سلسلة التوريد للشركات الكبرى مثل الشركة المصنعة للمعدات الصناعية JCB وشركة إنتاج السيارات. وشهدت المتاجر وشركات بيع السيارات انخفاضا واضحا في الطلب. على سبيل المثال، انخفضت مبيعات السيارات الصينية بنسبة 86 في المائة في فبراير، واتجهت شركات مثل تسلا أو جيلي، لبيع السيارات الآن عبر الإنترنت حيث يبتعد العملاء عن صالات العرض. حتى الاستثمارات "الأكثر أمانا" تأثرت عندما تحدث أزمة، يختار المستثمرون في الغالب استثمارات أقل مخاطرة. ويعتبر الذهب تقليديا "ملاذا آمنا" للاستثمار في أوقات الشك والاضطرابات. ولكن حتى سعر الذهب تراجع لفترة وجيزة في مارس، وخشي المستثمرون من الركود العالمي. وبالمثل، تراجع النفط إلى أسعار لم تشهدها الأسواق منذ يونيو2001. ويخشى المستثمرون من أن الانتشار اللامحدود للوباء سيضرب الاقتصاد العالمي والطلب على النفط. وكانت أسعار النفط تعاني بالفعل بسبب الخلاف بين منظمة أوبك وروسيا. وتسبب الوباء في انخفاض جديد للأسعار. تراجع ملحوظ في الاقتصاد العالمي ويشير البنك الدولي إلى أنه يمكن أن يقلل من النمو العالمي بنسبة 5% . وتوقعت دراسة أخرى خسارة تزيد على 12% في الدخل القومي الإجمالي على المستوى العالم. بما في ذلك خسائر تزيد على 50% من الدخل القومي الإجمالي للدول ذات الدخول المدنية كما نشرة وكالة bloomberg تقريرا تتحدث فيه أن فيروس كورونا يتحول إلى فيروس عالمي ويمكن أن يؤدي بالاقتصاد العالمي إلى طريق مسدودة كما قد يؤدي الفيروس على المستوى العالمي ركودا اقتصاديا في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان . كما سجلت الصين أقل معدل تم في تاريخها ، ما مجموعه 2.7 تريليون دولار من الناتج المفقود أي ما يعادل إجمالي الناتج المحلي . كما أن يابان هبط مؤشر أسعار الأسهم في سوق نيكي بنسبة 2% . وفي أسواق السلع هبطت أسعار النفط والنحاس ، لتوقيع التجارة تضاؤل الطلب العالمي عليها. بحيث انخفض سعر نفط الخام بنسبة 2.2% بسبب المخاوف العميقة من الطلب على الطاقة ، بالرغم من محاولات وزير الطاقة السعودية تخفيف التوثر في السوق. ناهيك عن انخفاض أسعار النحاس في لندن بنسبة 1.9% لأدنى مستوى خلال ثمانية أسابيع. تأثير وباء كورونا على الشركات التجارية العالمية لقد أعدت صحيفة بلومبرغ ملخصا بما تقوله الشركات التجارية الكبرى ، حتى الآن حول تأثير هذا المرض على أعمالها. مجموعة بي اس أي: قالت الشركة الفرنسية لصناعة سيارات بيجو وغيرها من العلامات التجارية إنها ستقوم بإجلاء موظفيها الأجانب وعائلاتهم من منطقة ووهان ، وموضحة في بيان أن 38 شخصا سيغادرون المدينة. هين آخد موريتس إيه بي : أغلقت متاجرها بيع الملابس المعروفة باسم إيتش آند إم ما مجموعه 13 متجر بالمنطقة ، علما بأن الصين خامس أكبرسوق لهذا الشركة من حيث العائدات . ريمي كوبتروس إس إي : قالت صحيفة بلومبرغ إن شركة كونياك الفرنسية خفضت من توقعتها لهذا العام بعد تراجع مبيعاتها في عونو كونا بسبب تفشي فيروس كورونا الذي يهدد الأعمال بالصين مصدر 20% من أرباحها. شركة ماكدونالدز : قالت صحيفة بلومبرغ إن شركة الوجبات السريعة العملاقة التي كان لديها حوالي ثلاثة آلاف متجر في الصين بنهاية عام 2018 أغلقت مواقعها مؤقتا في خمس مدن بمقاطعة هوبي يسبب الفيروس. هل هناك مكاسب لبعض الشركات ؟ بالرغم من تلك العواقب الوخيمة التي تسبب بها فيروس كونا على بعض الشركات التي تأثر مدخولها بشكل سلبي ، إلا أن هناك بعض الشركات استفادت من هذا الفيروس وخاصة الشركات التي تعمل في قطاع صناعة الأدوية ، رغم أن الأدوية المتاحة حاليا هي مسكنات أعراض الإصابة. وتجدر الإشارة أنه في الآونة الأخيرة ازداد الطلب كثيرا على الأقنعة ، والقفزات البلاستيكية الوقائية من الفيروس ، وأدوات التطهير ، وارتفع بالفعل أسهم الشركات الصينية وغيرها التي تصنع تلك الأدوات والأدوية. التدابير التي اتخذتها بعض الدول لمحاربة التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا أخدت مجموعة من دول تدابير احترازية لتخفيف التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا: حيث قامت فرنسا بتأمين شوكتا كما جاء على لسان وزير الاقتصاد الفرنسي ، برونو لوزير ، خلال مؤتمر صحافي بالفيديو إن فرنسا مستعدة للجوء إلى كل وسائل بما فيها تأمين الشركات من أجل حماية الشركات الفرنسية المهددة من قبل فيروس كورونا. وكانت الحكومة الفرنسية أعلنت تخصيص مبلغ مالي ضخم بقيمة 45 مليار يورو ، لمساعدة الشركات والموظفين والعمال في مكافحة فيروس كورونا والولايات المتحدة الأمريكية أعلنت تخصيص مبلغ 50 مليار دولار أمريكي لا احتواء الوباء. كما قامت جميع الدول بتعليق رحلاتها الداخلية والخارجية. وغالبية الشركات تطالب موظفيها بالعمل في المنازل إذا لم تدعي الضرورة العمل في الشركة بسبب طبيعة العمل . كما قام المغرب بتعليق سداد قروض المقاولات واعفائها من المتأخرات ومنح الأسر مبالغ مالية لمواجهة هذا الوباء .وغيرها من التدابير. توفيق الخمالي طالب باحث بماستر المنازعات القانونية والقضائية بسلا