العدالة والتنمية وخطر المواجهة المفتوحة ضد النظام

رئيس الحكومة يواجه تحدي التخلص من ازدواجية الخطاب داخل حزبه التي تعطي الانطباع بصراعه ضد المؤسسة الملكية كشفت استراتيجية التصريحات والتصريحات المضادة التي ينهجها وزراء العدالة والتنمية، سواء في مواجهة وزير الداخلية امحند العنصر أو جهات أخرى في الدولة سماها بنكيران "العفاريت والتماسيح"، عن عودة قوية للحزب إلى ازدواجية الخطاب التي كانت سببا في سوء علاقته بالدولة أيام المعارضة، وهو ما يشكل خطرا على استقرار الوضع السياسي بالبلاد في وقت تعيش الأخيرة على إيقاع الأزمة الاقتصادية المهددة لقطاعات حيوية بالشلل التام، فلم يعد من الممكن إذن أن يستمر صب الزيت في النار في ظل وضع اجتماعي واقتصادي هش يتطلب من حكومة بنكيران التزام الصمت والتفرغ لإدارة شؤون البلاد بدل البوليميك السياسي الذي أثبت عقمه وتأثيره السيئ على تهييء شروط أفضل لعمل الحكومة وقبل ذلك انسجامها، بل إن تصريحات وزراء حزب العدالة والتنمية وقيادته ما فتئت تؤدي إلى خلق انطباع سلبي لدى الرأي العام الداخلي والخارجي بوجود مواجهة مفتوحة بين رئيس الحكومة وأعلى سلطة بالبلاد، الشيء الذي يختفي حينا بإظهار بنكيران تودده للملك، ونفيه وجود خلافات مع محيطه، التي تؤكدها خرجاته الإعلامية السابقة التي فكت شفراتها بوضوح تصريحات قياديين في الحزب من قبيل افتاتي وبوانو وحامي الدين.ومن شأن ضبابية المواقف هاته أن تؤدي إلى زعزعة علاقة الثقة بين رئاسة الحكومة والمؤسسة الملكية وتصل بالتعايش بين المؤسستين إلى الباب المسدود. وما يزيد تأكيد صحة هذا الطرح "النيران الصديقة" التي يطلقها قياديو الحزب بين الفينة والأخرى في مواقفهم من المؤسسة الملكية ومحيطها، ما يجعل تبعاتها وخيمة سياسيا على حزب العدالة والتنمية الذي ربما يجد نفسه في آخر المطاف في مواجهة حالات عدم استقرار مؤسساتي قد تؤدي بالبلاد إلى وضع سياسي وأمني منفلت، بالنظر إلى خطورة الاتهامات الصادرة عن قيادته ومساهمتها في زرع بؤر التوتر والفتنة داخل المجتمع والدولة معا. ولعل بنكيران يجد نفسه اليوم مطالبا ببحث سبل التخلص من رواسب هذه الثقافة السياسية داخل حزبه التي تزيد في عرقلة عمل حكومته وتخلق ظروفا مشبوهة تشكك في ولاء الحزب لثوابت البلاد ومؤسساته، بل تعطي الفرصة لخصومه لتهييء نعشه السياسي بسبب اندفاع غرائزي شعبوي لقيادته، كما أن أجواء من هذا القبيل تزيد من مظاهر التشويش داخل الأغلبية، خاصة بعد حادث منع شبيبة الحزب بطنجة من التظاهر في الشارع بقيادة أمين عام الحزب، ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الذي يلام على أنه لم يتخلص من معطف الداعية السياسي بعد، الذي كان يرتديه أيام المعارضة، وهو حريص على قيادة الحملة الانتخابية لمرشحي الحزب في الدوائر التي أسقطها المجلس الدستوري أخيرا. رشيد باحة

العدالة والتنمية وخطر المواجهة المفتوحة ضد النظام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الـ"بيجيدي" يخوض جولة جديدة من الصراع مع الدولة

الداخلية و"البيجيدي"... صراع أجهزة الدولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات