الأمن والاستخبارات … الريادة

أربع سنوات من توحيد قطبي الاستخبارات والأمن وحموشي رفع الإيقاع على كافة المستويات شكل التعيين الملكي لعبد اللطيف حموشي، في 15 ماي 2015، في منصب المدير العام للأمن الوطني، مع احتفاظه بمهمته الأولى مديرا عام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني محطة مفصلية ومنعطفا فارقا في تاريخ المديرية العامة للأمن الوطني، إذ أنه سابقة في تاريخ المؤسسة الأمنية، جمع فيها مسؤول واحد بين الأمن العام جهازا مكلفا بإنفاذ القانون وبين مراقبة التراب الوطني جهازا استخباراتيا مكلفا بالشؤون الداخلية للدولة. وطرح تعيين حموشي على رأس المديرية العامة تساؤلات عدة من قبل الرأي العام الوطني، وفي صفوف المهتمين بالشأن الأمني، إلا أن النتائج الإيجابية سرعان ما طفت على السطح، وبدا هذا الجمع والمزاوجة بين المديريتين في شخص عبد اللطيف حموشي بأنه قرار إستراتيجي لا يروم فقط إصلاح جهاز الشرطة وإنما تطويره وتحديثه وجعله قادرا على مواكبة تزايد الطلب العمومي على الأمن، ومسايرة التحديات الأمنية والتهديدات المحدقة في محيط إقليمي ودولي موسوم بالعديد من المخاطر الإرهابية وصور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية. أربع سنوات من العمل المتواصل، حاولت "الصباح" رصد أهم المنجزات التي تم تحقيقها فيه سواء للمواطن عبر تطوير جهازه الأمني، أو للموظف بالنظر إلى المكتسبات التي تم توفيرها لمنتسبي هذه المؤسسة تحقيقا لأمن الوطن وسلامة المواطنين. عـنــايــة مــلـكـيـة تدشين جلالته مركزا للفحص بالأشعة والتحاليل الطبية بالرباط يعتبر هدية قبل ذكرى احتفالات تأسيس الأمن الوطني شكل تدشين الملك محمد السادس، مركزا للفحص بالأشعة والتحاليل الطبية للأمن الوطني، بحي الرياض بالرباط، أبريل الماضي، أهم الأحداث التي عرفتها أسرة الأمن الوطني قبل الاحتفال بذكرى تأسيسها السنوي، باعتباره يكشف بجلاء التقدير الذي تكنه أعلى سلطة في هرم الدولة لرجال ونساء الأمن. ويتجسد حرص الملك على صحة موظفي الأمن الوطني، من خلال إشرافه على تدشين هذا المرفق الصحي الكبير لتمكين المؤسسة الأمنية من الوسائل الضرورية للقيام بواجبها الوطني والمهني، وهو المشروع الذي يعزز الجهود المتواصلة التي يبذلها جلالة الملك، من أجل توفير مناخ اجتماعي منسجم يضمن لموظفي الأمن، ظروف حياة كريمة، وتغطية صحية، ومكتسبات مادية ومعنوية. ويندرج إنجاز هذا المرفق الصحي الكبير في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تدعيم وتحديث الخدمات الطبية الاجتماعية المقدمة لعائلة الأمن الوطني، تقديرا لحس الواجب والتضحية الذي أبان عنه رجال ونساء هذه المؤسسة على امتداد تاريخ المملكة. ويهدف مركز الفحص بالأشعة والتحاليل الطبية الجديد، إلى تعزيز عرض العلاجات لفائدة موظفي الأمن الوطني، الممارسين أو المتقاعدين، وكذا أسرهم، عبر تطوير مشاريع طبية من المستوى الثاني. ويأتي أيضا لتعزيز شبكة خدمات الصحة والعلاجات من المستوى الأول للأمن الوطني، الموجودة بالتراب الوطني. ويشتمل المرفق الصحي، الذي يأتي للمساهمة في النهوض بالحماية الاجتماعية لأفراد عائلة الأمن الوطني الكبيرة، والذي تم تشييده على ثلاثة مستويات (الطابق تحت الأرضي والطابق الأرضي والطابق الأول)، فوق قطعة أرضية تبلغ مساحتها ألف متر مربع، على مركز للفحص بالأشعة، ومختبر للتحاليل الطبية ومستشفى مجهز بمعدات وتجهيزات من الجيل الجديد. ويشتمل مركز الفحص بالأشعة على قاعات معيارية للفحص البانورامي بالأشعة للأسنان، والفحص بالموجات فوق الصوتية، والتصوير الرقمي الإشعاعي للثدي (الكشف المبكر)، وقياس كثافة العظام، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وجهاز سكانير بدقة 32 شريحة و64 مقطعا. وبخصوص مختبر التحاليل الطبية، فهو يحتوي على وحدات لأخذ العينات، ووحدة للميكروبيولوجيا (الكشف عن الجراثيم والفطريات والطفيليات والفيروسات)، وأمراض الدم الوراثية، والمناعة (الفصائل والمجموعات الدموية، واختبارات الحساسية، واختبارات المناعة الذاتية)، وأمراض الدم (فحص الدم، وفحص النخاع الشوكي، وفحص تخثر الدم). ويضم هذا المختبر وحدة للكيمياء الحيوية، من أجل الفحوصات الروتينية (تحليل تركيز الإلكتروليتات، وفحص الكبد، وتوازن الدهون، وفحص الكلي، وفحص نسبة الحديد في الدم، والغازات في الدم) والفحوصات التخصصية (فحوصات هورمونية، وفحوصات الخصوبة، وعلامات الأورام وعلامات أمراض القلب، وتوازن الفيتامينات، والأمصال المعدية). أما مستشفى النهار، فيحتوي على 8 غرف فردية، مخصصة للاستشارات الطبية العامة والمتخصصة، والرعاية الإسعافية للأمراض الأكثر شيوعا. ولأداء مهمته على أكمل وجه، يتوفر مركز الفحص بالأشعة والتحاليل الطبية، ضمن أطره الطبية وشبه الطبية على أربعة أطباء من تخصصات مختلفة، وثمانية من تقنيي المختبرات، وأربعة تقنيين متخصصين في أجهزة الفحص بالأشعة، وأربعة ممرضين للتخدير وأخذ العينات، فضلا عن أربعة ممرضين متعددي التخصصات، وأربعة أطر إدارية وعشرة موظفين من الأعوان والمساعدين. تدخلات جراحية آنية يتوفر المركز الجديد على وحدتين طبيتين متنقلتين مجهزتين بالمعدات اللازمة، انطلاقا من الرفع والنقل وصولا لعمليات الإنعاش والتدخلات الجراحية الآنية، بغية ضمان نقل طبي ذي جودة للمريض، ويعتبر هذا المشروع الصحي من بين المشاريع الكبرى التي أشرف عليها الملك في عدد من المدن المغربية، تجسيدا للعناية الموصولة بموظفي الأمن الوطني. محمد بها تـألـــق دولـــــي الشرطة المغربية تقدم صيدا ثمينا للعديد من أجهزة الأمن عبر العالم سطر عبد اللطيف حموشي، مند اليوم الأول لتعيينه، الإصلاح العميق والشامل للمرفق العام الشرطي، خيارا إستراتيجيا لم يقتصر فقط على الصعيد الوطني، بل تعداه إلى المستوى الدولي، إذ أصبحت الشرطة المغربية في الأربع سنوات الأخيرة فاعلا مهما في تنشيط آليات التعاون الأمني الدولي سواء في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، أو في مجال ملاحقة الأشخاص المبحوث عنهم دوليا، أو في مجال إعمال تقنيات البحث الخاصة مثل التسليم المراقب للمخدرات والتحقيقات المشتركة مع العديد من الأجهزة الأمنية الدولية، خاصة الأوربية. وفي هذا الصدد، استطاعت الشرطة المغربية أن تقدم صيدا ثمينا للعديد من أجهزة الأمن عبر العالم، من خلال إيقاف أشخاص كانوا يتزعمون شبكات إجرامية دولية وكارتيلات لتجارة المخدرات. ومن ضمنها قضية الإيطالي أنطونيو برينو، 44 سنة، الذي أوقف بمراكش في 18 مارس الماضي، وذلك باعتباره أحد قادة الشبكة الإجرامية المعروفة باسم مازاريلا والتابعة للتنظيم الإجرامي "Comorra". ووصف وزير الداخلية الإيطالي الإيقاف بأنه «هدية» من جانب الشرطة المغربية. وتم إيقاف المشتبه فيه بمنطقة أوريكة بضواحي مراكش، تنفيذا للنشرة الحمراء الصادرة في حقه من قبل المنظمة الدولية للشرطة الجنائية، لتورطه في قضية تتعلق بالقتل العمد وحيازة أسلحة نارية بدون سند مشروع. ثم الإسباني الملقب ب إل ريسو، الموقوف بتطوان في بتنسيق مع عناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ويعد أشهر المطلوبين قضائيا للسلطات الأمنية الإسبانية. إذ أن المعني بالأمر كان محكوما ب 58 سنة سجنا في إسبانيا في قضايا تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والاختطاف والاحتجاز والهروب من مؤسسة سجنية، وكان قد استعمل العنف عند فراره من قبضة الحرس الوطني الإسباني في فاتح نونبر 2018. ثم المافيوزي النرويجي المسلم السبت الماضي، لأوسلو، والذي كان مبحوثا عنه على الصعيد الدولي بمقتضى برقية صادرة عن الشرطة الجنائية الدولية «أنتربول» لتورطه بمشاركة عدة أشخاص آخرين، في جرائم خطيرة، ضمنها محاولة قتل وإعاقة تحقيق رسمي عن طريق طمس الأدلة، والمشاركة مع أفراد عصابة متخصصة في الاختطاف والاحتجاز، إذ تكلف بالتنفيذ المادي لبعض العمليات الإجرامية ضمنها تعنيف أحد الضحايا وضعه في الصندوق الخلفي لسيارته ونقله إلى شقة لاحتجازه واتظار تعليمات زملائه في التنظيم الإجرامي. وفر المتهم إلى المغرب ليستقر بمراكش، حيث تم إيقافه في 25 شتنبر الماضي، بعد ثلاثة أيام فقط عن وضع اسمه في قائمة المبحوث عنهم من قبل النائب العام بأوسلو. المصطفى صفر الاستخبار الجنائي عرف مخطط مكافحة الجريمة تطورا لافتا منذ مطلع 2016، وهو تاريخ بداية تنزيل الإستراتيجية الأمنية الجديدة التي اعتمدها عبد اللطيف حموشي بوصفه مديرا عاما للمديرية العامة للأمن الوطني. وتعليقا على هذا الموضوع، يكشف مصدر أمني أن الشرطة المغربية استطاعت في السنوات الأربع الأخيرة استجلاء حقيقة جميع الجرائم البالغة التعقيد التي تم تسجيلها، بينما بلغ مؤشر الزجر 92 في المائة بالنسبة إلى المظهر العام للجريمة بالمغرب. عمليات مشتركة لمحاربة الجريمة واستطرد المصدر الأمني قائلا: إن الدعم الكبير الذي قدمته المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لجهاز الشرطة في مجال الاستخبار الجنائي، مكن من تحقيق نتائج مهمة، تمثلت أولا في تحصين المغرب ضد رغبة كارتيلات أمريكا اللاتينية التي كانت تراهن على غرب إفريقيا معبرا جديدا ضمن جغرافية المخدرات لتهريب أطنان الكوكايين نحو أوربا. أيضا، ساهم هذا الإسناد في تجفيف منابع المؤثرات العقلية وتحقيق خطوات كبيرة في مجال مكافحة أقراص الهلوسة، التي كانت تعتبر المسؤول الأول عن الجرائم الفظة والعنيفة. وفي هذا الصدد، عرفت الثلاث سنوات الأخيرة حجز أكثر من ثلاثة ملايين ونصف من الأقراص المخدرة، أكثر من نصفها يتعلق بمخدر الإكستازي المعروف أنه من المخدرات التركيبية التي تستهدف التمييز والإدراك لدى المتعاطي وتسوقه لارتكاب جرائم خطيرة. وهو مخدر يتم تصنيعه في مستودعات في هولندا ويهرب نحو المغرب. كما ساهمت العمليات المشتركة بين الشرطة ومراقبة التراب الوطني في بلوغ نسب حجز قياسية لمخدر الكوكايين، إذ تخطى سقف الحجز 6 أطنان منه في السنوات الثلاث الأخيرة. وعلى صعيد آخر، أثبتت الجهود المشتركة بين الأمن ومراقبة التراب الوطني فعالية كبيرة في كشف خفايا أكثر الجرائم غموضا، مثل حادث إطلاق النار على شاحنة لخفر الأموال والودائع بطنجة في سنة 2016، وإيقاف المتورطين في حادث مقهى لاكريم، وضبط المتورطين في قضية إطلاق النار على النائب البرلماني مرداس.... كريمة مصلي

الأمن والاستخبارات … الريادة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دليلك لجني الأموال من الأنترنت: "الستريمينغ" ... السوق الممنوعة

تاريخ العبيد في المغرب ... "موضة" بإقامات علية القوم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات