تاريخ العبيد في المغرب … “موضة” بإقامات علية القوم

تاريخ العبيد في المغرب 3 يلف الظلام والغموض تاريخ العبودية، أو تاريخ العبيد في المغرب الحديث، رغم الدراسات القيمة التي أنجزت على مدار عشر سنوات الماضية، وحللت الظاهرة من زوايا مختلفة، أهمها الزاوية الاجتماعية التي انكبت على دراسة فئات المجتمع ونشاطها وأدوارها وحركيتها وعلاقتها بمكونات المجتمع داخل إطار تاريخي محدد، والعبيد دخل في علاقة مع السلطة السياسية والمخزنية بحكم انتشاره في مؤسساتها الإدارية والعسكرية.تتطرق هذه الحلقات، لظاهرة العبيد في قصبات قواد القبائل بالجنوب المغربي ودور هذه الفئة في الأنشطة الاقتصادية بالمدن والقبائل، كما تناولها الباحث محمد أبيهي في دراسته "العبيد في التاريخ المعاصر"، وتعود إلى فترة السلطان مولاي إسماعيل الذي كان يشتري العبيد من السودان لإدماجهم في جيش عبيد البخاري، من خلال البحث الذي أنجزه الدكتور خالد الصقلي بكلية الآداب بفاس. إعداد: يوسف الساكت تحدثت مصادر التاريخ عن ظاهرة الاسترقاق بالمغرب، وانتقدت أغلبها هذه التجارة، وأثير حولها نقاش فقهي. وقدر لويس دوشنوي، القنصل الفرنسي بفاس، عدد جيش البخاري في عهد مولاي إسماعيل بـ100 ألف جندي. وأصبحت فئة العبيد جزءا من المجتمع المغربي في تلك الحقبة التاريخية، واستطاعت تحقيق الاندماج مـع الخصوصـيات المحلية، إذ وجد عدد كبير منهم في الزوايا الدينية وفي دار المخزن وقصبات قواد القبائل والباشوات. وقال المؤرخ الفرنسي دانييل شروتر إن العبيد أتوا إلى الصويرة بعد تأسيسها، ليكونوا عنصرا فاعلا في الحياة الاقتصادية التجارية بالمرسى، إلا أن وجودهم عرف انتشارا واسعا بدار القيادات المحليـة، واشتغلوا في الحقول والأعمال الشاقة، كما شكلوا يدا عاملـة عنـد الأسر القائدية المخزنية بحكم نفوذها المادي والسلطوي بالقبائل، وانخراط العبيـد في الحيـاة الاقتصادية. كما ساهم العبيد في معظـم الأنشــطة الزراعيــة والحرفية والتجارية، لكن الموضوع ظل يثير فضول البحث المتخصص في بعض جوانبه، التي ما تزال في حاجـة إلى التقصي والبحـث مثل أعداد العبيـد وأنواعهم، وطبيعة أعمالهم، ومتى انتهت العبودية في المغرب؟ وهل استمرت العلاقات العبودية القديمة إلى وقت متأخر ومحدد في تاريخ المغرب المعاصر؟ واحتضنت القيادات المحلية في مقر إقامتها خدما من العبيد يزيد عددهم أو ينقص حسب ثروة القائد ونفوذه وعدد نسائه، وهذا يؤدي حتما إلى شراء عدد كبير من العبيد من أجل الخدمة المنزلية، كما هو حال قياد متوكة، كمسعود المتوكي وعبد المالك المتوكي الذي يزيد عدد نسائه عن الأربعة. وجاء على لسان الحسن الأول مخاطبا حاجبه باحماد بخصوص نفوذ مسعود المتوكي قائلا: "أنظر إلى أملاكه الكثيرة وممتلكاته الثمينة، وأراضيه ذات القيمة الكبيرة وفي الحقيقة لا يجب اعتباره عدوا للمخزن بل دعامة له، فعلينا تركه في أمان، ونستقبل قبيلته دائما بارتياح أكبر...". وهذا في الحقيقة مظهر من مظاهر حياة الترف والجاه التي عاشها هؤلاء القياد بسبب التحايل على الرقابة المخزنية، وتقوية نفوذهم وثرواتهم والزيادة من عدد العبيد في دار المخزن، فهي حسب الرواية الشفوية مصدر الأحكام الخاصة بتنظيم شؤون القبائل والمتحكمة في فعالياتها التنظيمية من تحصيل الضرائب والجبايات، وإقامة المواسم في القبائل، علما أن فئات العبيد تعامل بشتى أساليب الاستغلال. وارتبط العبيد بالليالي الكناوية التي اعتاد عبيد البخاري المجندون زمن المولى إسماعيل إحياءها في القصبات والحصون العسكرية، الموزعة على امتداد البلاد المغربية والمسماة بالقصبات الكناوية. ففي موكادور، تأسست زاوية سيدنا بلال أو زاوية كناوة التي ظلت مأوى لإقامة العبيد، وتقام كذلك مواسم اسمكان بالقبائل المجاورة التي عرفت قديما استقرار العبيد، وارتبطت بظاهرة الرق التي عرفها الجنوب المغربي منذ وصول أحمد السعدي إلى ممالك إفريقيا الغربية. وتعود الأصول الثقافية لرقصة كناوة إلى إفريقيا جنوب الصحراء، وتعتمد على الحركات والغناء الجماعي الذي يعبر في مجمله عن معاناة الرق وحياتهم اليومية بأوراش العمل. وترتكز رقصة اسمكان ذات الأصول الإفريقية، مثلا، على طقوس وحفلات تقام على شرف ملوك وملكات الجان، إذ تحظى بطابع القداسة تعزز بعملية ذبح الذبيحة في مكان يسمى تاكركورت. ويعتبر الباحث الأنتروبولوجي "جورج لاباساد" من السباقين للاشتغال على هذه الظاهرة الغنائية، في دراسة للأصول الإفريقية لموسيقى كناوة، واعتبرها إرثا غنائيا جسد معاناة العبيد بالمغرب.

تاريخ العبيد في المغرب … “موضة” بإقامات علية القوم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمن والاستخبارات ... الريادة

اختطاف الرضع ... اختطف وليدته لابتزاز زوجته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات