إدارة ترامب تلعب ورقة مينورسو

كثفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطاتها على الأطراف المعنية بنزاع الصحراء، من خلال المطالبة بربط قرار تمديد مهمة بعثة مينورسو، بالتقدم في العملية السياسية. واستبقت الإدارة الأمريكية موعد اجتماع مجلس الأمن المقرر نهاية الشهر الجاري، لتمديد مهمة البعثة، لتباشر سلسلة لقاءات همت الأربعاء الماضي أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، لبحث قضية المدة الزمنية التي ينتظر الاتفاق بشأنها بالنسبة إلى عمل البعثة الأممية في الصحراء. وسعى المسؤول الأمريكي إلى إقناع الأمين العام بتمديد مهمة البعثة لمدة ستة أشهر فقط، عوض سنة التي اقترحها غوتيريس، من أجل منح الوقت لمبعوثه الخاص من أجل إنجاح المهمة، بتزامن مع الاتصالات التي يقوم بها المبعوث الخاص من أجل استئناف المفاوضات بين أطراف النزاع، وفق مقاربة جديدة. و تهدف الولايات المتحدة بالضغط على الأمم المتحدة بورقة مينورسو إلى حمل أطراف النزاع على تجاوز حالة الجمود التي تميز ملف الصحراء، في ظل رفض الجزائر وبوليساريو لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، والذي وصفته الدول الكبرى بالمقترح الجدي. وعقد المسؤول الأمريكي، بداية الأسبوع الجاري، لقاءين، الأول مع السفير الجزائري ، والثاني مع للا جمالة العلوي سفيرة المغرب بواشنطن، قالت بعض المصادر إنهما تناولا مهمة البعثة ومسلسل التسوية السياسية الذي يقوده الألماني كولر، والذي يرتقب أن يدشن بلقاء جنيف في دجنبر المقبل. وفي الوقت الذي يؤكد المغرب أن الأمر لا يتعلق بتفاوض مباشر مع بوليساريو، لأن تجربة مانهاست باءت بالفشل، تصر الجزائر على اعتبار نفسها جارا وليس طرفا أساسيا في النزاع، في الوقت الذي يراهن المبعوث الشخصي على تعاون جدي من قبل موريتانيا والجزائر، لتسجيل تقدم في مخطط التسوية، وإيجاد حل سياسي متوافق عليه بين جميع الأطراف ينهي النزاع. ويرى البشير الدخيل، الناشط الصحراوي، وأحد القادة السابقين لبوليساريو أن معركة مينورسو والمناقشات التي تثار كل سنة حول التمديد، تظل هامشية وغير قادرة على الذهاب إلى جوهر النزاع، موضحا أن المبعوث الأسبق للامين العام أكد أن جوهر الخلاف يتعلق بطبيعة الجسم الصحراوي، إذ لا يمكن التقدم في التسوية، في ظل اعتبار بوليساريو التي لا تشكل سوى أقلية صغيرة طرفا، في مقابل أغلبية ساحقة من الصحراويين، توجد في الأقاليم الجنوبية. وأكد الدخيل أن الأمم المتحدة إذا كانت تؤمن بالديمقراطية، عليها أن تعترف بأن بوليساريو ليست طرفا وحيدا ولا تمثل الصحراويين، وعليها أن تسمح لآلاف الصحراويين لا علاقة لهم بالجبهة بالتعبير عن رأيهم. وقال الدخيل، في حديث مع «الصباح»، إن ورقة «مينورسو» هامشية، ولا تجدي نفعا في النزاع، سواء تم التمديد ستة اشهر أو سنة، بل لا بد من الحديث عن حل يراعي الوضع العام بالمنطقة، ويشرك كل الأطراف، بعيدا عن استغلال مآسي الصحراويين في المخيمات والمتاجرة بها. واستبعد الدخيل أن يشكل لقاء جنيف مدخلا للتسوية، في ظل المواقف المعبر عنها لحد الساعة، والتي لا تحمل أي جديد، محذرا من تكرار تجربة روس بطريقة أخرى. وقال القيادي السابق في بوليساريو إن مشكل الثقة يظل مطروحا بين الصحراويين، الذين يئسوا وتعبوا من الوضع المحجوز الذي دخلت فيه القضية، محملا المنتظم الدولي المسؤولية في التناقض الذي يطبع التعامل مع ملف الصحراء، من خلال طرحه في مجلس الأمن وفي اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار. برحو بوزياني

إدارة ترامب تلعب ورقة مينورسو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخلفي: حكومة جطو سبقتنا إلى الخوصصة

العثماني يفشل في "ترويض" الرميد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات