تفاصيل نهاية “الهروب الكبير” لإلياس المالكي

اليوتوبر الشهير سقط في سد إداري للدرك ويطمع في تنازل من البورقادي بعد أن ظل متواريا عن الأنظار لفترة دامت 227 يوما، عاش خلالها تحت ضغط هاجس السقوط في قبضة العدالة، سيما أنه كان يعرف جيدا أنه منذ واقعة الاعتداء على غريمه "سيمو البورقادي"، أضحى موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني، ومطلوبا بإلحاح من قبل الأجهزة الأمنية، التي كانت تحت إلحاح أصوات عديدة انتصرت للبورقادي وطالبت بضرورة الإسراع، في وضع حد لهروب المالكي، سقط الجمعة الماضي في قبضة رجال الكولونيل ماجور عبد المجيد الملكوني، الذين سلموه لأمن الجديدة ، فكانت نهاية قصة هروب طويل وبداية شوط مثير في ما أضحى يعرف بقضية " إلياس المالكي والبورقادي". عبد الله غيتومي (الجديدة) في يوم 25 من شتنبر الماضي تقدم اليوتوبر محمد الطويل المشهور في الفضاء الأزرق بـ"سيمو البورقادي" بشكاية إلى أمن الجديدة أرفقها بفيديو يوثق لواقعة الاعتداء عليه من قبل اليوتوبر الشهير إلياس المالكي ، وأفاد بأنه وتحت جنح الظلام استدرج من قبل شخص إلى كورنيش الجديدة على شارع النصر، قبل أن تتوقف سيارة ودراجة نارية ، وتعرض إلى اعتداء من قبل أشخاص ضمنهم إلياس المالكي بالضرب والجرح بالسلاح الأبيض، وأنه تعرض لسرقة هاتفه المحمول و1000 درهم ونظارة طبية ونعل، وأن المدعو إلياس المالكي نشر واقعة الاعتداء عليه على خاصية السطوري، مشهرا به ومزهوا بما أتاه في حقه من تحقير عندما خاطبه ملوحا بنعله "حتى تتأدب ... وجي خوذ صندالتك". وألقى أمن الجديدة القبض على ثلاثة شباب كانوا مشاركين للمالكي في الاعتداء على البورقادي، وجهت لهم النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، تهما ثقيلة ضمنها السرقة الموصوفة ليلا وتعدد الجناة واستعمال ناقلة ذات محرك والتهديد بالسلاح الأبيض والضرب والجرح بواسطته، والتقاط وبث تركيبة من أقوال شخص وصورته دون موافقته من أجل المساس بالحياة الخاصة والتشهير والمشاركة، وبعد عدة جلسات ساخنة اقتنعت بهيجة شفاري رئيسة غرفة الجنايات باستئنافية الجديدة بالمنسوب إليهم وعاقبتهم بثلاث سنوات حبسا نافذا لكل واحد منهم ، وفي المرحلة الاستئنافية أسقط عنهم سعيد الدشراوي السرقة الموصوفة وخفض عقوبتهم إلى ستة أشهر لكل واحد ، خاصة بعد أن أدلوا بتنازل من سيمو البورقادي ، وظل التساؤل الكبير هل التنازل يسري كذلك على المالكي، ولو كان كذلك لماذا استمر متواريا عن الأنظار ولم يقدم نفسه لأمن الجديدة؟. الاعتداء والاختفاء بمجرد شيوع واقعة الاعتداء التي نشرها إلياس المالكي على خاصية السطوري، ظهرت ردود أفعال قوية من رواد التواصل الاجتماعي، قاسمها المشترك إدانة واسعة للاعتداء على البورقادي والمطالبة بإنزال أقصى العقوبات على اليوتوبر الشهير، لحظتها استشعر المالكي جسامة ما ينتظره من عقاب، وعندما جاءت شكاية الضرب والجرح مقرونة بالسرقة الموصوفة، لحظتها أدرك أيضا أن حبال الفصل 509 من القانون الجنائي المغربي، ستلف عنقه لفا، فقرر أن يغادر الجديدة في تلك الليلة بالضبط هاربا من صك متابعة طويل إلى وجهة مجهولة تضاربت بشأنها الأقوال. سقوط المالكي في سد إداري شاع الخبر الجمعة الماضي بنزول إلياس المالكي في ضيافة أمن الجديدة، وتناسلت روايات عديدة بشأن ذلك منها أن أمن الجديدة أوقف اليوتوبر الشهير، ومنها أنه لما أدرك أن صك الاتهام الثقيل أضحى اليوم مخففا بسقوط تهمة السرقة الموصوفة منه، وخروج أصدقائه من السجن بعد أن استنفدوا عقوبتهم السجنية، فضل هو كذلك إنهاء قصة الهروب بمتاعبها ، سيما وأنه اشتاق إلى رواده في العالم الأزرق، وأنه قدم نفسه طواعية إلى إحدى الدوائر الأمنية بالبيضاء، والتي أخطرت أمن الجديدة بذلك فانتقل فريق منه لتسلمه ومباشرة الاستماع إليه في محضر رسمي، بمقر ولاية الأمن. والحقيقة أن قصة نهاية الهروب الكبير للمالكي ليست كما روج لها على نطاق واسع، فمنذ أن غادر الجديدة عاش متخفيا ومتواريا عن الأنظار متنقلا بين البيضاء وسيدي رحال وطماريس، وكان يتابع لحظة بأخرى تفاصيل محاكمة شركائه في قضية الاعتداء السالفة الذكر، وأنه اتخذ كافة الاحتياطات اللازمة حتى لا تلتقطه شباك مذكرة البحث على الصعيد الوطني الصادرة في حقه، ولم يكن يدري أنه سيسقط في قبضة رجال الكولونيل ماجور عبد المجيد الملكوني، فعندما كان يقود سيارة أوقفه دركيون في سد إداري بطماريس الجمعة ليلا فترجل للسلام عليهم، لكن فطنتهم أشعرتهم أن الواقف أمامهم ليس سوى " اليوتوبر الشهير» إلياس المالكي، والذي يعد مطلوبا للعدالة بإلحاح، فبعد أن نقطوه على الناظم الآلي لم يخب ظنهم، لقد كان هو بالفعل بنظارته السوداء لحظتها أشعروه بأنه سيحل ضيفا عليهم إلى حين حلول فريق أمني من الجديدة، يواصل معه بحثا وتحقيقا في قضية اعتداء على سيمو البورقادي. التوقيف في وسائل التواصل بمجرد شيوع خبر إلقاء القبض على إلياس المالكي وتنقيله نحو ولاية أمن الجديدة، تواترت ردود أفعال في وسائل التواصل الاجتماعي ، فقلة قليلة هي التي طالبت بعدم التساهل معه وإنزال أقصى العقوبات به، لأنه وضع نفسه فوق القانون عندما اعتدى على البورقادي ووثق لواقعة الاعتداء ونشرها على خاصية السطوري في تحد سافر لدولة الحق والقانون، حسب رأيها، كما انتصب أتباع له كثيرون يلتمسون له عودة سريعة لمعانقة الحرية، لأنهم افتقدوا كثيرا صاحب صرخة "واحسن»، واشتاقوا إلى حضوره القوي في خرجاته على الفضاء الأزرق التي تحظى بمتابعة واسعة خاصة من فئات عمرية شابة، بل هناك من روج في أوقات سابقة وعلى نطاق واسع لبراءة صاحب النظارة السوداء. سعي حثيث لتنازل من البورقادي سعى دفاع إلياس المالكي طيلة فترة حراسته النظرية وقبل تقديمه صباح إول أمس (الأحد) أمام الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، بالتهم نفسها التي كان تقدم بها مشاركوه في واقعة الاعتداء على سيمو البورقادي، إلى انتزاع تنازل من محامية البورقادي، لكن يبدو أن الأمر تعذر بسبب أن البورقادي يمضي عقوبة حبسية مدتها ثمانية أشهر في قضية أخرى ضد امرأة وشقيق المالكي، وجهت له فيها تهم توزيع ادعاءات كاذبة بقصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير والإخلال العلني بالحياء، وكان البورقادي قال بصددها إنها شكاية انتقامية للتأثير عليه كي يتنازل عن متابعة غريمه إلياس المالكي. وطفت أخبار أن دفاع المالكي أدلى لحظة الاستماع إليه بنسخة تنازل من البورقادي، كان أرسلها عبر محاميته إلى الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالجديدة، يهم ملف جنايات ابتدائية رقم 2023/2610/439 ، لكن التنازل خص فيه فقط أسماء مشاركيه الثلاثة في الاعتداء دون أن يمتد التنازل ليشمل المالكي كذلك، وهو ما جعل دفاع المالكي يستبق زمن مثوله أمام النيابة العامة ومعه تنازل البورقادي ، أملا في الإفراج عنه والإحالة على جلسة المحاكمة في حالة سراح .. تقديم مشوب بترقب في الساعة العاشرة والنصف من صباح أول أمس (الأحد)، ولجت سيارة تابعة لأمن الجديدة، رجحت مصادر رسمية أنها تحمل «اليوتوبر» إلياس المالكي، الذي مثل أمام استئنافية الجديدة وأساسا أمام رشيد البوري نائب الوكيل العام للملك، الذي سيكيف المتابعة في حقه ويقرر أيضا إحالته على الجلسة، ولم يتم استبعاد أن يتابع «اليوتوبر» الشهير في حالة سراح، إذا كان دفاعه فعلا نجح في الإدلاء بتنازل من سيمو البورقادي، وإن كان مصدر أكد استعصاء ذلك، فيما يرى متتبعون أن حجم القضية وما رافقها من ردود أفعال قوية على جدران التواصل الاجتماعي، يؤزم وضعية المالكي ومن المحتمل أن يحل نزيلا على السجن المحلي بسيدي موسى، في انتظار شوط مثير من محاكمته. ووسط الاحتمالين معا وما أثارته «الصباح» بشكل لافت للانتباه، أن المالكي قدم أمام جنايات الجديدة صباح أول أمس (الأحد) في صمت رهيب ، يشعر فعلا أن متابعيه والمعجبين به ويعدون بالملايين ، اكتفوا بمتابعة أخبار إيقافه والدعوات له بالسراح العاجل على الفضاء الأزرق فقط، وكأنهم يرددون "واحسن ... نحن معك في محنتك ولو من بعيد".

تفاصيل نهاية “الهروب الكبير” لإلياس المالكي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لمعتديين على مراقب الكهرباء

دوار الحركة... الإزعاج المزمن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات