دوار الحركة… الإزعاج المزمن

الشعور بالغثيان والدوخة من أهم الأعراض يتخوف الكثير من الأشخاص من السفر، بسبب شعورهم بالغثيان والدوخة خلال الرحلة، وهو ما يسبب لهم إزعاجا كبيرا. فالأشخاص الذين يعانون هذه الأعراض، مصابون بما يعرف بدوار السفر أو الحركة. في هذه الورقة، نقدم مجموعة من المعطيات حول دوار الحركة منها الأسباب التي تؤدي إليه، والفئات الأكثر عرضة للإصابة. من محاور هذه الورقة أيضا، سبل الوقاية والعلاجات الممكنة إلى جانب تقديم نصائح أخرى. في ما يلي التفاصيل: نظام التوازن وراء التعرض له دراسات قالت إنه ينتج عن عدم تطابق المعلومات مع حواسنا أكدت عدة دراسات أن الباحثين لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد سبب قدرة البعض على القراءة وممارسة الألعاب على هواتفهم أثناء رحلة طويلة بالسيارة، بينما يقضي الآخرون المسافة في محاولة يائسة ألا يمرضوا. كما أنه ليس من الواضح سبب إصابة البعض بدوار الحركة فقط في أنواع معينة من وسائل النقل دون غيرها. وتقول إحدى الدراسات أن هناك نوعين من النظريات التي قد تساعد على تفسير ما يحدث. وتقترح نظرية الصراع الحسي أن السبب الرئيسي في دوار الحركة، هو نظام التوازن لدينا، إذ لا يتم الحفاظ عليه بواسطة عضو حسي واحد فقط. وبدلا من ذلك، فهو يجمع ما نراه ونشعر به مع المعلومات من عضو التوازن في آذاننا الداخلية، ما يساعد نظام التوازن لدينا على تحديد مكاننا بالضبط. وإذا كانت المعلومات الواردة من أعيننا وآذاننا الداخلية وحواس اللمس والضغط لا تتطابق، فيمكن أن تجعلنا نشعر بعدم التوازن أو عدم الاستقرار. ولهذا السبب يعتقد أن دوار الحركة، أو داء السفر، ناجم عن عدم تطابق المعلومات مع حواسنا، حيث تخبر أعيننا وآذاننا الداخلية أجسامنا بأننا نتحرك، رغم أننا نجلس في حالة ثبات. وأوضحت الدراسة ذاتها أن هذا هو السبب أيضا في أنه كلما قل عدم التطابق الحسي الذي نواجهه في السيارة، قل احتمال تعرضنا لدوار الحركة. إذ مثلا يؤدي السفر في سيارة على طريق سلس ومستقيم إلى عدم تطابق حسي أقل من السفر على طريق متعرج به الكثير من الحفر. وتعد هذه النظرية حاليا أقوى تفسير لدوار الحركة، رغم أننا ما زلنا نحاول فهم آليات الدماغ التي تسبب دوار الحركة. وتشير نظرية بديلة (لكنها ذات صلة) إلى أن الأمر كله يتعلق بالتحكم في الموقف. وبحسب هذه النظرية، لا يحدث دوار الحركة فقط بسبب عدم تطابق المعلومات الحسية. وبدلا من ذلك، فإن عدم قدرتنا على ضبط وضعنا لتقليل عدم تطابق المعلومات الحسية، هو الذي يجعلنا نشعر بالغثيان. في حين أن هذا الأمر منطقي، خاصة أننا لا نستطيع دائما التنقل أثناء السفر، إذ لا توجد الكثير من الأدلة لدعم هذه النظرية. ويؤثر دوار الحركة على الأشخاص بشكل مختلف، ولا يوجد سبب واحد يجعل البعض يعانونه أكثر من غيرهم. ولكن الاختلافات في مدى جودة عمل أنظمة الرؤية والتوازن لدى الشخص، ستؤثر على شعوره في أنواع مختلفة من وسائل النقل. أمينة كندي لمعلوماتك < دوار يعرف دوار الحركة أو داء الحركة بأنه الشعور بالغثيان، وربما القيء والدوخة عند ركوب السفن والقوارب، أو السيارة، أو الطائرة، أو حتى ركوب الألعاب في الملاهي، بل أحيانا عند مشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد، وهو ما يطلق عليه دوار الحركة الرقمية. < ارتباك يمكن أن تتسبب الإشارات المتضاربة التي تصل المخ في الشعور بدوار الحركة، فإذا كان الشخص على متن طائرة أو في السيارة يشعر الجسم بالحركة، بينما العين ترى منظرا ثابتا، ما يسبب ارتباكا في المخ ينتج عنه الغثيان أو القيء. < أعراض عادة ما يتحسن داء الحركة بمجرد انتهاء الرحلة، وغالبا ما تختفي الأعراض تماما في غضون 24 ساعة، ولكن ينبغي مراجعة الطبيب إذا طالت مدة داء الحركة بعد انتهاء الرحلة، مثل استمرار أي من الأعراض أو لوحظ تأثر السمع أو ألم في الصدر. 4 فئات أكثر عرضة للإصابة يمكن أن يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة لدوار الحركة بالمقارنة مع الآخرين، إذ أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و12 سنة فئة يعتبرون أكثر الفئات معاناة للدوار خلال السفر. ومن الفئات الأكثر عرضة للإصابة، الأشخاص الذين يعانون نوبات الشقيقة أو مصابون بالتهاب التيه وهو اضطراب يصيب الأذن الداخلية. كما أن الحوامل أو النساء اللواتي يستخدمن موانع الحمل الهرمونية، من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بدوار السفر، علما أن الخوف والقلق والتهوية السيئة تزيد من الميل نحو حدوث دوار الحركة، والشيء ذاته بالنسبة إلى العوامل الوراثية، التي تزيد من الاستعداد لدوار الحركة. وغالبا ما تتراجع أعراض دوار الحركة مع التقدم في السن أحيانا، وتكون الإصابة بحالة جديدة من دوار الحركة أمرا غير شائع بعد عمر 50 سنة، كما يعد دوار الحركة نادرا عند الرضع، الذين تقل أعمارهم عن سنتين. إيمان رضيف الموسيقى للوقاية ينصح الاختصاصيون باتباع مجموعة من الخطوات للوقاية من دوار الحركة. ومن النصائح لتخفيف الأعراض، الجلوس في المقاعد الأمامية عند ركوب السيارة أو الحافلة، واختيار مقعد بجوار النافذة أثناء ركوب الطائرة أو القطارات. وينصح أيضا بالاستلقاء أو إغلاق العينين، أو التحديق في الأفق، ما يساعد على تخفيف دوار الحركة في السفر، مع الحرص على الحفاظ على ترطيب الجسم عن طريق شرب الماء، وتقليل شرب الكحول والكافيين. ويمكن تخفيف أعراض دوار الحركة، من خلال تناول عدة وجبات صغيرة، بدلا من الوجبات الكبيرة، مع تجنب التدخين، محاولة لإلهاء النفس بالأنشطة الأخرى، مثل الاستماع إلى الموسيقى، واستخدام مستحلبات منكهة، مثل حلوى الزنجبيل. إ.ر نتـيـجـة لتـيـه الــدمـاغ قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب عام، وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن دوار السفر، يكون نتيجة لنوع من التيه يصيب الدماغ، ويجعله لا يعالج المعطيات الواردة عليه بصورة جيدة، إذ أن الأذن الداخلية ترسل إشارات عصبية على الثبات، في حين أن العين ترسل أخرى تفيد أن الجسم يتحرك بسرعة، ما يؤدي إلى تضارب في تلك المعطيات. في ما يلي نص الحوار: < يمكن القول إن دوار السفر، أو الدوخة التي تصيب بعض الأشخاص أثناء ركوبهم وسائل النقل، هي ظاهرة طبية يعانيها الكثير من الأشخاص، خاصة الأطفال، علما أن الأطفال أقل من سنتين لا يعانونها، لكن الذين يفوقون العامين والمراهقين وحتى بعض البالغين يصيبهم هذا الدوار، خاصة عندما يكون السفر عبر منعرجات، أو تكون وسيلة النقل التي يركبونها تمر من منطقة مرتفعة ويليها منحدر أو العكس. < من المعروف أن الأذن الداخلية للإنسان، هي التي تمنح التوازن اللازم للدماغ، إذ تكلف بالإشارات العصيبة التي ترسل إلى الدماغ، وعندما يكون الشخص مسافرا يكون هناك تضارب بين الإشارات العصبية، التي تأتي من العين، والتي ترسل من الأذن الداخلية، إذ تخبر الأذن الدماغ بأن الشخص جالس لا يتحرك، والعين من خلال المناظر التي تصورها، تخبر الدماغ بأن الجسم يتحرك بسرعة، وهو ما يؤدي إلى تضارب في المعلومات التي ترد على الدماغ، وتصيبه بنوع من التيه في معالجة تلك المعطيات. < تظهر عبارة عن ألم في البطن، ويشعر الشخص بالغثيان وربما بالقيء، وألم في الرأس، ويمكن أيضا أن تظهر على شكل اصفرار وتعرق، لكن بمجرد النزول من وسيلة النقل بدقائق تزول الأعراض. ويمكن أن يتعرض الشخص لهذه الأعراض في السيارة أو القطار أو الطائرة، ويمكن أن تظهر بحدة في الباخرة، بسبب الأمواج. < عكس الاعتقاد السائد، الذي يقول إنه يجب السفر دون تناول الأكل تفاديا للقيء، يجب أن يتناول الشخص القليل من الطعام دون أن يكثر، لأن الجوع يفاقم الأعراض، ومن الأفضل تجنب النظر إلى الهاتف أو قراءة كتاب أو النظر من النافذة، بل يفضل تركيز النظر على نقطة بعيدة في الأفق، ما يعطي الانطباع للعين أنها ترى شيئا ثابتا، والأذن بدورها تعطي إشارة الثبات للدماغ، وبالتالي لا يقع هناك تعارض. وينصح أيضا أن يجلس الأشخاص الذين يعانون هذا الدوار في المقاعد الأمامية للسيارة أو الحافلة، ليتمكنوا من النظر في الأفق. وبالنسبة إلى الأطفال يفضل جعلهم ينشغلون باللعب أو الغناء لثنيهم عن النظر من النافذة، كما أنه من الضروري التوقف بين الفينة والأخرى، من أجل الاستراحة والمشي قليلا، وهناك أدوية يمكن للشخص أن يتناولها قبل السفر، تمنع ظهور تلك الأعراض. أجرى الحوار: عصام الناصيري في سطور - طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية - رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب - نائب رئيس الفدرالية الوطنية للصحة

دوار الحركة… الإزعاج المزمن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفاصيل نهاية "الهروب الكبير" لإلياس المالكي

برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى الملك من أسرة القوات المسلحة الملكية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات