التشهير الالكتروني … النميمـة بـ”كـليك”

عالم الاجتماع بلمير اعتبرها خطيرة بسبب تطورها السريع مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، تحولت هذه الفضاءات الافتراضية إلى مكان لتصفية الحسابات عبر نشر النميمة والإشاعات، إذ يكفي كتابة خبر زائف أو اتهامات لمسؤول أو شخصية عمومية وإرسالها إلى المقربين، لتجد مكانا لها لدى كافة المواطنين. والمثير أن الجميع سيصدقها دون تردد. بالنسبة لفؤاد بلمير، باحث في علم الاجتماع، فالنميمة والوشاية، مسألة طبيعية لدى البشر، ظهرت منذ ظهور الإنسان، وتختلف بين المجتمعات والأشخاص، لكنها في الوقت الحالي، ظهرت بشكل كبير، وانفجرت بانفجار التطور التكنولوجي ووسائل التواصل، وتحققت على أرض الواقع، مقولة عالم الاجتماع "ماكلوهان" أن العالم قرية صغيرة. أتاحت المواقع الاجتماعية لأي شخص، التعبير عن ذاته، والتحدث ومخاطبة الآخرين بعد أن كان مستهلكا يتلقى المعلومة، بل بسبب سرعة تطور هذه التكنولوجيا، صارت له وجهة نظر يعبر عنها. وأكد عالم الاجتماع أن النميمة والتحدث بسوء عن الآخرين، تستهدف على الخصوص الأشخاص الناجحين، لهذا عليهم التهيؤ لهذا الوضع الجديد من الناحية النفسية وأن يتقبلوا أن ما يتعرضون له من نميمة هو ضريبة الشهرة والنجاح، وإن كان في بعض الأحيان أن هذا التشهير والسب والقذف، لا يضر شخصا واحدا بل قد يمس العائلة وحتى المجتمع. ويعطي بلمير مثالا على ذلك، بالقول إنه في حال تشهير شخص بزميله، داخل ملعب كرة قدم يضم الآلاف من الجماهير، فإن هذا التشهير ينتشر بقوة بين الحضور، لكن الملاحظ حسب قوله، أنه عندما يتم ضبط المتورط أو المحرض، يعتذر ويطالب بإسقاط المتابعة في حقه، في حين عليه أن يقدم هذا الاعتذار أمام ذلك الحشد من المواطنين بشكل علني. وأشار بلمير إلى أن القوانين تحاول قدر المستطاع مواكبة التطورات التكنولوجية، لكنه اعتبر الأمر صعبا، لأن هذه التكنولوجيا تتطور بشكل سريع ومتلاحق، وبالتالي لا يترك الوقت للتشريعات والقوانين لمواكبتها بشكل مواز، مشددا على أن كلامه لا يعني أن القانون عجز عن التصدي لهذا التطور. ونبه الباحث في علم الاجتماع إلى أننا انتقلنا اليوم من تكنولوجية عادية إلى أخرى جد متطورة وسريعة، ومثال على ذلك، أن جهاز الراديو احتاج لأزيد من 70 سنة ليدخل كافة بيوت المغاربة، والتلفزة أيضا، والتي كان عدد مشاهديها لا يتجاوز في ستينات القرن الماضي ألف أسرة فقط، واحتاجت سنوات لتعمم لدى كافة الأسر المغربية، لكن تطور وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"واتساب" لم يتطلبا سوى سنوات معدودة لم تتجاوز خمسا، لتنتشر بين المواطنين، ما جعل المغاربة يعيشون حالة ارتباك، أسقطتهم في أمور محرجة من قبيل التشهير بالآخرين. لهذا يوضح بلمير أنه على المغاربة، التأكد من المعلومات التي يتوصول بها من قبل هذه التكنولوجيا، موضحا أن هناك حلولا آنية للتصدي لهذا الوضع، على رأسها القانون، وأخرى إستراتيجية أساسها مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وعلى الخصوص المدرسة، عبر بناء مواطن مغربي يتمتع بعقل نقدي، يخضع كل شيء لأحكام العقل، دون إغفال دور المساجد، من خلال الدروس والخطب، التي تتم داخلها من اجل إعادة القيم للمغاربة. مصطفى لطفي

التشهير الالكتروني … النميمـة بـ”كـليك”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نبض الشارع

إجراءات صارمة للسيارات بباب سبتة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات