استنفار بالجزائر لمحاصرة الوباء

وزارة الصحة حذرت من شرب المياه غير المعالجة ووزارة التعليم دعت مديري المدارس إلى تنظيف المراحيض تجتاح حالة من الهلع والخوف سكان الجزائر، بعد عودة وباء الكوليرا من جديد إلى الجارة الشرقية، إذ سجلت وزارة الصحة حالة وفاة ثانية بالمرض، فضلا عن تسجيل 46 إصابة منذ الجمعة الماضي، وفق ما نشرته الصحف الجزائرية. وقالت وزارة الصحة الجزائرية، في بلاغ عممته على وسائل الإعلام، إن أكثر من نصف الحالات المسجلة إلى حدود الساعة، سجلت في ولاية "بليدة" المحاذية للعاصمة، كما سجلت حالات أخرى في "تيبازة" التي تقع غرب العاصمة، وكذلك في "عين بسام" الموجودة في جنوب شرق العاصمة. واتخذت وزارة الصحة حزمة من الإجراءات الاحترازية الهادفة إلى محاربة الوباء القاتل، الذي اختفى من الجارة الشرقية منذ 1996، إذ وعد مختار حسبلاوي، وزير الصحة، بالقضاء على الكوليرا بشكل نهائي قبل انطلاقة الموسم الدراسي الجديد، لكن هذه التطمينات لم تنجح في تبديد مخاوف المواطنين، الذين طالبوا بتأجيل الدخول الدراسي في الولايات الموبوءة بالكوليرا. وحذرت وزارة الصحة من شرب المياه من مصادر غير مأمونة، داعية الناس إلى اتباع شروط السلامة الصحية، مثل الغسل الجيد بالماء النظيف والصابون عدة مرات في اليوم قبل لمس المواد الغذائية، ثم قبل الأكل وبعد الخروج من المراحيض، بالإضافة إلى غسل الخضر والفواكه قبل تناولها، سيما بعدما استبعدت السلطات فرضية انتقال الكوليرا عن طريق المياه، مبرزة أن الاحتمال الأكبر يتمثل في انعدام النظافة ببعض المواد المستهلكة، لذلك فإنها حذرت من استعمال المياه غير الخاضعة للرقابة (آبار، منابع، خزانات الماء...). وفي الوقت الذي تداولت فيه مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من التدوينات التي حذرت من شرب المياه المنزلية، بدعوى وجود جرثومة "الكوليرا" بها، لأن مصدر الوباء في الأصل هو تلوث أحد منابع المياه في جنوب البلاد، أكدت شركة "الجزائرية للمياه" أن المياه صالحة للشرب ولا داعي للتخوف من استهلاكها. بدورها، أعطت وزيرة التعليم تعليمات، وصفتها صحيفة "النهار" الجزائرية بالصارمة، إلى مديريات التربية، بهدف التوعية الواسعة بخطورة الوباء الذي ضرب بعض الولايات، خصوصا الجانب المرتبط بنظافة المؤسسات التربوية، إذ دعت المديرين إلى الحرص على تنظيف المراحيض وصهاريج المياه، كما حثتهم على توزيع المناشير التحسيسية في صفوف التلاميذ. في المقابل، وجهت الصحافة الجزائرية انتقادات لاذعة للمسؤولين في الحكومة، بسبب التعاطي الرسمي مع الكوليرا، قائلة إنها لم تعلن عن الوباء إلا بعد مرور أسبوعين من ظهوره بالبلاد، متهمين السلطات الصحية بالتستر على الموضوع وغيابها منذ بداية الأزمة، فكلما سئل وزير الصحة عن خطورته يجيب بلازمة "الوضع في تحسن". ويسود ارتباك كبير وسط الجزائريين، رغم تطمينات وزارة الصحة بأن "الوضع تحت السيطرة"، إذ يسارع السكان إلى اقتناء المياه المعدنية من المحلات التجارية، الأمر الذي تسبب في ندرتها، ما استغلته بعض اللوبيات من أجل رفع أسعارها، كما أعلنت شريحة عريضة من الجزائريين عن مقاطعة بعض الخضر والفواكه، خصوصا البطيخ الأحمر خوفا من الإصابة بالعدوى. من جهة أخرى، تشهد مختبرات التحاليل الطبية بالمستشفيات ازدحاما شديدا، قصد التأكد من أعراض المرض والوقاية منه. مصطفى شاكري

استنفار بالجزائر لمحاصرة الوباء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هـلـع الـوجـديـين

الكوليرا ... الموت القادم من الشرق

مقالات ذات صلة