“مهند” و”لميس” يرفعان أعداد السياح المغاربة إلى تركيا

رجل أعمال يحول قصر "نور" إلى مزار سياحي ووزارة السياحة تترجم موقعها إلى العربية لم يكتف المغاربة بتحويل مشاهدة المسلسلات والدراما التركية إلى قصة عشق يومي، وقطعة أساسية من الديكور المميز لجلسات وسهرات عدد كبير من الأسر والعائلات بالمدن والمراكز شبه الحضرية، بل قرروا تعقب هذه الأعمال التلفزيونية الضخمة إلى مسقط إنتاجها الأصلي، عبر تنظيم رحلات سفر وسياحة مكثفة إلى تركيا، يتضمن برنامجها الأساسي، وجوبا، الوقوف، عن كثب، على عدد من المناظر الطبيعية والمآثر والقصور والواجهات المعمارية والسياحية التي شكلت خلفيات لمسلسلات تحفر في الذاكرة، مثل "نور" و"سنوات الضياع" و"العشق الممنوع"، وحاليا "بائعة الورد" و"الأوراق المتساقطة" و"حريم السلطان" و"ماتنسانيش" و"فاطمة".لقد ساهمت الدراما في رسم صورة راقية عن المجتمع التركي، بسبب التقارب الكبير بين عادات وتقاليد الأتراك والمجتمعات العربية، كما أذكت الحماس في نفوس الكثيرين لزيارة هذا البلد عن قرب قصد التجول في أسواقه الشعبية والتمتع بمنتزهاته وجباله وثلوجه وغاباته الفسيحة وأريافه ومزارعه ومناظره الخضراء طيلة أيام السنة، والتذوق من صنوف الأكل والأطعمة في المطبخ التركي العريق الذي يضرب بجذوره في التاريخ، والوقوف على مآثره التاريخية ومزاراته التراثية التي تعكس غنى ثقافيا وفنيا وتاريخيا لـ"شعب طيب وأصيل ومسالم ومحب للخير ومقدر للنساء وللعلاقات الإنسانية والعاطفية ومشاعر الحب والوفاء"، ما رسمته هذه الأعمال التلفزيونية عن جدارة، وحمس عددا من المغاربة، والعرب عموما، لـ"مشاهدة" أسلوب متفرد في الحياة خاص بالأتراك عن طريق العرض الحي.بفضل أسعارها التفضيلية، وعدم اشتراط التأشيرة لدخول أراضيها، وغنى البرامج وتنوع المحطات السياحية (طبيعية وتاريخية وثقافية)، وتقريبها المعلومات من السياح (رابط باللغة العربية بموقع وزارة السياحة التركية)، ظلت تركيا الوجهة المفضلة لعدد كبير من السياح المغاربة، حتى من ذوي الدخل المتوسط الذين تغريهم فرصة قضاء أكثر من عشرة أيام بهذا البلد بكلفة مالية لا تتجاوز في بعض الأحيان 10 آلاف درهم تشتمل على ثمن التذكرة، ذهابا وإيابا، والرحلات السياحية داخل إسطنبول والمبيت والإفطار. ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية تفيد عدد السياح المغاربة الذين توجهوا إلى تركيا، فإن هناك مؤشرات تدل على وجود إقبال غير مسبوق من طرف المغاربة على زيارة تركيا خلال فترة الصيف وشهر رمضان، بنسبة تقديرية تناهز 80 في المائة، مقارنة مع الوجهات السياحية الأخرى.وحسب مسؤولي وكالات سياحية، انضمت المسلسلات التركية إلى لائحة المميزات السياحية بتركيا، وتحول الرغبة في الإطلاع الحي على أبطال هذه الأعمال الدرامية وزيارة أماكن التصوير إلى نقطة جذب إضافية بالنسبة إلى عدد المغاربة، إذ تتحدث بعض الأرقام عن زيادة بلغت 51 في المائة، مقارنة مع وجهات أخرى.في يوليوز الماضي، نشر الموقع الإلكتروني للأسفار عبر الإنترنت "جو فواياج. ما"، بلاغا رسميا أكد فيه أن الحجوزات، التي توصل بها الموقع، بينت أن تركيا تعتبر الوجهة السياحية الأولى التي يختارها أغلب المغاربة، نظرا لعدم اشتراط التأشيرة للدخول إلى هذا البلد الغني بمؤهلاته السياحية والحضارية والثقافية. وبعد تركيا تأتي تايلاند وجمهورية دومينكان.ويتفاخر كثير من السياح المغاربة ، اليوم، ويتباهون أمام أصدقائهم زملاء العمل بأنهم وضعوا أقدامهم في القصر الأثري العريق الذي دارت فيه أحداث مسلسل «نور»، وتجولوا في ردهاته وغرفه ومرافقه الفسيحة وحدائقه وشرفه المطلة على شاطئ مضيق البوسفور، كما جلسوا على الأرائك نفسها التي جلس عليها بطل الفيلم مهند وزوجته نور والجد فكري، الرجل الثري، الذي أدى دوره الممثل التركي القدير أكرم بورا.وقد بدأ تحويل قصر مسلسل نور إلى معلمة سياحية من مجرد فكرة يقف خلفهارجل أعمال تركي من أصل سوري يدعى سردار المشهداني، شرع، منذ ثلاث سنوات، بتنظيم رحلات سياحية منتظمة تحمل عشاق «نور» و»مهند» في مختلف البلدان العربية، إلى زيارة قصر «محمد عبود أفندي»، الذي أصبح اسمه السياحي العربي «قصر نور التركي»، الذي ظل مهملا ومغلقا على مدار عقود.وذكر سردار المشهداني، في عدد من اللقاءات الصحافية أنه لا يجد غضاضة في الترويج لمشروع «زيارة المكان الحقيقي الذي تم تصوير مسلسل نور فيه، والتنزه بحرية كاملة في ردهاته»، مشيرا إلى أنه بذل «مجهودا خارقا من أجل إقناع مالكه الأصلي باستئجاره لفترة محدودة يتوقع أن يستقبل خلالها الآلاف من السياح العرب». يوسف الساكت

“مهند” و”لميس” يرفعان أعداد السياح المغاربة إلى تركيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طالبات يطاردن فارس الأحلام بين الأتراك

أتراك المحمدية... مجون وعربدة ما وراء البحار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات