الذهب … الاستثمار في السبائك أكثر ضمانا

الذهب مقياس لصحة الاقتصاد العالمي وعندما تسوء أحوال الأخير يرتفع سعره قال عبد النبي أبو العراب، أستاذ باحث في الشؤون الاقتصادية، إن سعر الذهب يعتبر من الناحية العملية مقياسا لصحة الاقتصاد العالمي، إذ عندما تسوء الأحوال الاقتصادية يرتفع سعره، وعندما تتحسن، تتراجع قيمته. وهي القاعدة، يضيف أبو العراب، التي يمكن ملاحظتها بشكل واضح من خلال تحليل العلاقة بين سعر الذهب والأزمات الاقتصادية من جهة والاستقرار الاقتصادي من جهة أخرى. تفاصيل أخرى في الحوار التالي: من أين يستمد الذهب القيمة التي تجعل الناس يتهافتون عليه؟ يعتبر الذهب من أرفع المعادن بامتياز، وذلك منذ قديم الزمان، إذ امتلك على مر الحضارات البشرية قيمة مادية ورمزية متميزة. ويتوفر لذلك على دعائم قوية، يستمدها من الأدوار المتعددة التي يلعبها. فهو بداية مادة أولية تستعمل في عدد من الصناعات العالية التقنية والحساسية، كصناعة الطائرات والأقمار الاصطناعية... إلا أنه نظرا لقيمته الاجتماعية، فهو كمادة أولية يستعمل بالخصوص في عالم التزيين والمجوهرات، كتعبير عن الرفاهية والمكانة الاجتماعية. وللذهب دور آخر يتمثل في استعماله كعملة للتبادل التجاري، وهو دور لعبه منذ اكتشافه نظرا لخصائصه المعدنية النادرة. واستمر هذا الدور ولا يزال حتى يومنا هذا، إذ يجري الحديث مثلا الآن عن استعماله كعملة في سوق النفط، بدلا عن الدولار الذي يعرف انهيارا لقيمته. وأخيرا، يلعب الذهب دور الخزان للقيمة، إذ يستعمل وسيلة للادخار، وهو ما يفسر التصاعد الكبير الذي عرفه سعر الذهب في السنوات الأخيرة، فإزاء الشكوك التي تحيط بالدولار والأورو كعملات مرجعية، صار الذهب ملجأ للمدخرين الراغبين في الحفاظ على قيمة مدخراتهم. وفي هذا الإطار، يعتبر سعر الذهب من الناحية العملية مقياساً لصحة الاقتصاد العالمي، فعندما تسوء الأحوال الاقتصادية يرتفع سعره، وعندما تتحسن، تتراجع قيمته. وهذه القاعدة يمكن ملاحظتها بشكل واضح من خلال تحليل العلاقة بين سعر الذهب والأزمات الاقتصادية من جهة والاستقرار الاقتصادي من جهة أخرى، إذ يلاحظ أنه كلما ارتفعت ثقة المستثمرين في الاقتصاد والنظام المالي، انخفض سعر الذهب، وكلما تدهورت الأوضاع المالية والاقتصادية، ارتفع سعره. وهذا ما يفسر الارتفاع الهائل الذي يعرفه سعر الذهب في العالم حاليا، إذ في ظل انهيار اقتصاديات الدول المتقدمة وتراجع الثقة في الأسواق المالية، يتم اللجوء إلى الذهب كملجأ للحفاظ على قيمة المدخرات، خاصة من طرف الدول النامية كالصين والبرازيل، والتي سارت تبحث عن بدائل لمدخراتها عوض الدولار. ما هي النصائح التي توجهونها لمن يريد الاستثمار في الذهب ؟ الاستثمار في سوق الذهب في المغرب محدود بالآليات التقليدية التي تطبعه، إذ لا يتوفر الراغب في الاستثمار في هذا السوق إلا على خيارين أساسيين. أولهما، أن يشتري الذهب على شكل مجوهرات يتم تخزينها، والحفاظ من خلالها على قيمة مدخراته. إذ تلعب المجوهرات دورا مزدوجا، وهي من جهة لها دور شخصي واجتماعي كتعبير للإنسان عن شخصيته ومكانته الاجتماعية، ومن جهة أخرى تشكل أداة للادخار وتخزين القيمة. إلا أنه يجب التنبيه أن هذا الخيار له سلبية كبيرة تتمثل في الخصم من القيمة الذي يقوم به الوسطاء عند إعادة البيع، والذي يصل أحيانا إلى 30 في المائة، خاصة في ما يتعلق بالمجوهرات التي يعاد تركيبها. أما الخيار الثاني، فيتمثل في شراء سبائك الذهب (Lingot d’Or) وتخزينها وتحفيظها سواء بشكل شخصي أو بالاستفادة من خدمات البنوك على هذا المستوى. إلا أنه إذا كان هذا الخيار يوفر ضمانات أكبر في الحفاظ على قيمة الذهب المدخر، فإنه لا يخلو من التعقيدات، تتمثل خصوصا في إيجاد الوسيط الثقة وتحمل تكاليف الحفظ. ومن اللازم الإشارة في هذا الإطار إلى أنه في الأسواق المالية الدولية، يتم تداول الذهب على شكل أوراق مالية Titres، تتيح للمستثمر إمكانية الاستثمار في الذهب دون الاضطرار إلى التعامل مع الذهب المعدني. إلا أن هذه الإمكانية لا توفرها حتى الآن السوق المالية المغربية. ما الذي يمكن أن تحذروا منه الناس خلال شراء الذهب أو التعامل به؟ نظرا للقيمة العالية للذهب والحساسية التي يكتسيها شراؤه وتخزينه، لابد من الأخذ ببعض عناصر الحيطة والحذر والتي من شأنها أن تمكن من تأمين المعاملات أثناء بيعه أو شرائه. أولها أن من اللازم الإصرار عند شراء الذهب على شكل مجوهرات من الحصول على فاتورة بيع، فهي ضمانة عند إعادة البيع ضد البخس الذي يمارسه الوسطاء. ولابد من الشراء عند وكلاء وموزعين يمكن الوثوق بهم، ذلك أن سوق الذهب بالمغرب يعرف عمليات تهريب واسعة لهذا المعدن من دول أخرى، وهذا الذهب المهرب لا تتوفر فيه كل شروط الجودة المعدنية المتعارف والمتعامل بها في بلادنا. هذا عند الشراء، أما عند البيع، فمن الضروري كقاعدة عامة أن يطلب البائع عروضا متعددة تمكنه من المقارنة والحصول على ثمن تنافسي. أجرى الحوار: محمد أرحمني عبد النبي أبوالعراب, أستاذ باحث في الشؤون القتصادية بجامعة Mundiapolis

الذهب … الاستثمار في السبائك أكثر ضمانا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجار الذهب الصغار ضحايا غلائه بالسوق العالمية

منـاجـم الـذهـب بالمـغرب ... خـارطة سـرية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات