استغلال الحركة للبناء العشوائي والمطالب الشخصية

قدمت حركة 20 فبراير خدمة غير محسوبة للوبيات الفساد، التي استغلت ظروف الفقر والفاقة والحاجة للركوب على المطالب الشعبية من أجل الاغتناء غير المشروع.وظهرت ببعض المدن في غفلة من السلطات التي انشغلت بتتبع الاحتجاجات وتبريد الأجواء، أو بتواطؤ مع بعض المنتسبين إلى الجماعات الحضرية وأعوان السلطة، أحياء إسمنتية اتخذت من الملك العام أرضية لتقسيم بقع وتشييد مبان عليها.وكانت مدينة أكادير النموذج الأكبر للترامي على الملك الغابوي وملك الدولة عموما، ولم يكتف أباطرة البناء العشوائي، بتشييد منازل متواضعة، بل بإقامة عمارات سكنية ومنازل صيفية شاهقة وغيرها من الأبنية التي تكلف غلافات مالية كبيرة، لا يقوى عليها البسطاء من المطالبين بالحقوق الاجتماعية المنضمين إلى حركة 20 فبراير.وتجلى ذلك أكثر في الإحصائيات التي قدمها وكيل الملك لدى ابتدائية أكادير، والتي أبانت بوضوح بشاعة استغلال لوبيات البناء العشوائي لظرفية الربيع العربي، إذ كشف وكيل الملك توصله بأزيد من 3050 ملفا للبناء العشوائي بدائرة محكمته، وأزيد من160 شكاية حول بناء عمارات بتجزئات سكنية غير قانونية، وتساءل عن كيفية وطريقة بناء أزيد من 900 بناية فوق الملك الغابوي. ورغم عمليات الهدم التي باشرتها السلطات العمومية، وهمت أزيد من 1200 بناية بالحي المحمدي ببلدية أكادير، و200 بناية من أربعة طوابق شيدت بشاطئ أغروض، مازالت مافيا مشكلة من سماسرة ووسطاء ومضاربين ولوبي عقاري، الذين اغتنوا على حساب الظرفية، تنتظر استمرار الاحتجاجات لمواصلة الاحتلال غير المشروع للأملاك العمومية، خاصة الملك الغابوي والبحري. ولم يتوقف الأمر عند أكادير، بل انتقلت العدوى إلى العديد من المدن، في استغلال واضح لظرفية التغيير، بل تفاقم الأمر أكثر عندما وقعت مواجهات بين القوات العمومية أثناء الهدم والمستفيدين من البناء العشوائي، الذين استغلوا من قبل اللوبيات سالفة الذكر، والتي سبق أن طمأنتهم بأن لا مكروه سيقع لهم وأن الدولة ستعجز عن هدم كل الأبنية التي شيدت دون قانون.وعاشت المحمدية والجديدة وغيرها من المدن الظاهرة نفسها، واستفاقت السلطات على تشويه المجال العمراني لتحاول استرجاع هيبتها وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه، ورغم ذلك مازالت احتجاجات بعض الذين هدمت منازلهم يجوبون الشوارع في مسيرات متفرقة للمطالبة بالتعويض!وانتقلت المطالب الشخصية التي استغلت الظرفية المتسمة بالاحتجاجات، إلى الاعتداء على حرية الآخرين، إذ ظهرت فوضى في الشوارع والطرقات بمعظم المدن، أبطالها أشخاص يدعون أنهم باعة متجولون، فيما الواقع أنهم احتلوا مساحات كبيرة وعرضوا عليها سلعا، توازي تلك التي تعرض في الأسواق أو تضاهيها، مانعين السيارات والدراجات وحافلات النقل الحضري من المرور، لدرجة أن أصحاب سيارات الأجرة أصبحوا يمتنعون عن التوجه إلى الأماكن التي يوجد فيها هؤلاء الباعة.ورغم الإجماع على أن حركة 20 فبراير حركت المياه الراكدة وعجلت بانطلاق أوراش الإصلاح، فإن هناك من اتخذها مطية لتحقيق مآرب شخصية، بل إن البعض حاد عن الهدف الأسمى من الاحتجاج السلمي، مستغلا الوضعية لاقتراف سرقات وعمليات سطو وتخريب ممتلكات عامة وخاصة، وكانت أغرب صورة التقطت خلال إحدى المسيرات الاحتجاجية امرأة لها نزاع مع الجيران رفعت بدورها لافتة تطالب فيها بسجن جيرانها وأخذ حقها. المصطفى صفر

استغلال الحركة للبناء العشوائي والمطالب الشخصية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العدل والإحسان بين الاختراق والانسحاب

20 فبراير والسلطات الأمنية...لحظات انفلات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات