رجال سلطة وراء تفشي البناء العشوائي بسلا

سكان يؤكدون دفع مبالغ مالية كبيرة للشروع في البناء وقائد المنطقة ينفي كشفت مجموعة من سكان حي العنق بمنطقة القرية بسلا، الذين تعرضت منازلهم للهدم بدعوى بنائها بشكل عشوائي ومن دون ترخيص، أنهم سلموا قائد المنطقة ومقدمها مبالغ مالية تتفاوت في قيمتها ليغضا الطرف عن عمليات البناء، التي انطلقت منذ قرابة الأربعة أشهر. وأوضح أحد هؤلاء السكان، الذين صاروا يقضون ليلهم في العراء أو يتكومون في بيوت أقارب لهم، أنه سلم قائد المنطقة مبلغا ماليا قيمته 2000 درهم ليأذن له بالشروع في بناء منزله، مؤكدا أنه سلم المبلغ إلى مقدم حي عنق الجمل الذي يتكفل بإيصاله إلى القائد، وقال إن الأخير طمأنهم بأن «لا يخشوا شيئا».وكشف، في اتصال هاتفي ب»الصباح»، أن القائد المذكور كان يقوم بجولة في حي العنق ليلة الأحد الماضي (أي 12 ساعة قبل الشروع في عمليات الهدم)، ولكنه «لم يبادر إلى تحذيرنا، أو إخطارنا أن هناك قرارا للهدم»، يقول المتضرر نفسه، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، خشية أي إجراءات انتقامية في حقه.وتحدثت «الصباح» إلى متضررين آخرين أكدوا لها الرواية نفسها، إذ كشف أحدهم أنه دفع مبلغا وصل إلى خمسة آلاف درهم لقائد حي عنق الجمل، الذي شهد عمليات بناء عشوائي مكثفة خلال الأشهر الماضي، مقابل السماح له بإقامة «الصندوق» (السور الخارجي للمنزل).وأكد المتحدث ذاته أن بعض جيرانه ومعارفه دفعوا مبالغ تصل إلى عشرة آلاف درهم نظير حصولهم على تزكية من قائد حي عنق الجمل ودفعه إلى غض الطرف عن عمليات البناء العشوائي، التي كانت تتم أمام مرأى من القائد ومقدم الحي.وقال شخص آخر، رفض بدوره ذكر اسمه لحساسية الموضوع، إنه اضطر إلى المساهمة بمعية خمسة من جيرانه لجمع مبلغ ثلاثة آلاف درهم لدفعها إلى القائد المذكور مقابل أن يدعهم يواصلوا البناء دون عرقلة، وأوضحوا أن الأسر التي يتعسر عليها دفع هذه «الإتاوات» كانت تتلقى تهديدات مستمرة بهدم منازلها العشوائية.وأجمع كل من تحدثت إليهم «الصباح» على أن المبالغ التي دفعوها لقاء السماح لهم بمواصلة البناء كانوا يسلمونها إلى مقدم الحي، والأخير يتولى إيصالها إلى القائد. كما أكدوا أن وتيرة البناء العشوائي تزايدت بشكل ملحوظ في الفترة التي تزامنت مع انطلاق الحملة الانتخابية ل25 نونبر الماضي، مشددين على أنهم كانوا يتلقون باستمرار تطمينات من قائد الحي بأن «عمليات الهدم لن تطولهم» وهو ما شجع الكثيرين على اقتراض مبالغ مالية من أقاربهم لدفعها إلى القائد من أجل غض الطرف.من جهته، نفى قائد الملحقة الإدارية أولاد هلال احصاين، التي يتبع لها حي عنق الجمل، أن يكون تلقى أي مبالغ مالية من أي من سكان الحي المذكور، وقال، في تصريح ل»الصباح»، «إن الأمر كلام فارغ وهو مجرد اتهامات مغرضة، وأنا أنفيه جملة وتفصيلا»، مؤكدا أنه أنجز مجموعة تقارير حول تفشي البناء العشوائي بالمنطقة ورفعها إلى رؤسائه. وأضاف أن انجاز هذه التقارير أعقبه عقد عدة اجتماعات ضمت عمالة المدينة ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، وخلصت إلى ضرورة تسريع وضع مخطط إعادة الهيكلة الذي يسمح لأصحاب البقع الأرضية في المنطقة بالشروع في البناء، وذلك بحلول شهر مارس المقبل.واتهم القائد ما أسماها «اللوبيات، التي يقودها المجزئون السريون، بالوقوف وراء انتشار البناء العشوائي بشكل مكثف في المنطقة»، وأضاف أنهم عملوا على بث إشاعة تقول إن الملك «أذن لهم بالبناء دون تراخيص أو تصاميم». إلى ذلك، خلفت عمليات الهدم، التي انطلقت صباح الاثنين الماضي وتواصلت إلى حدود الأربعاء الماضي، وفق تأكيدات شهود عيان ومصادر حقوقية ومصادر من السلطة المحلية، أزمة إنسانية حقيقية أبرز مظاهرها تشريد أسر كاملة، أصبحت تعيش في العراء في هذه الفترة شديدة البرودة من السنة، فيما اضطر آخرون إلى التوجه إلى بيوت أقاربهم في انتظار إيجاد بيت يأوون إليه من العراء ويصون كرامتهم. محمد أرحمني

رجال سلطة وراء تفشي البناء العشوائي بسلا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يطمح إلى استقبال أزيد من 230 ألف سائح إيطالي

صفقة الشخصي تثير جدلا حول وضعية الكاك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات