لم يجد عامل المحمدية بدا من استقدام لجنة من الداخلية للتحقيق في خروقات تعمير مرصودة في ضواحي المدينة، خاصة في جماعات سيدي موسى المجدوب والشلالات وسيدي موسى بنعلي. وأعلنت حالة الاستنفار في العمالة بعد ورود تقارير عن وجود تواطؤ من قبل رجال السلطة، إذ أمر العامل بتخصيص قاعة بجوار مكتبه لاشتغال أعضاء اللجنة، تجنبا لأي تأثير عليها من قبل مسؤولين أفلتوا من التوقيفات الأخيرة، التي أسقطت قائد قيادة سيدي موسى بنعلي ورئيس دائرة زناتة، و رئيس مصلحة الشؤون العامة، بالإضافة إلى ثلاثة رجال سلطة في مناطق متفرقة من تراب العمالة. وينتظر أن تسقط عملية التمشيط الجوي رؤوس مسؤولين ومنتخبين، خاصة أن العامل يصر على أن تشتغل اللجنة باستقلالية تامة عن مصالح العمالة، بما في ذلك الكتابة العاملة، التي اكتفت بتزويدها بالوثائق والمستندات المطلوبة. وفي الميدان لم تكتف اللجنة المذكورة باستعمال الصور القديمة، التي على أساسها أجريت تتحقيقات سابقة برأت الجميع، بل لجأت إلى خدمة طائرات بدون طيار لتحيين المعطيات، ورصد الحجم الحقيقي لانتشار تجمعات مستودعات عشوائية تناسلت بذريعة أن الأمر يتعلق باستغلاليات فلاحية، في حين أنها محلات مزودة بعدادات كهربائية خاصة بالاستعمال الصناعي. وفي الوقت الذي عبر سكان الجماعات المعنية لـ"الصباح" عن ارتياحهم للمبادرة، بالنظر إلى الأضرار الناجمة عن ازدهار اقتصاد "الهانكارات"، من نفايات صناعية تؤثر سلبا على محاصيلهم الزراعية، والسطو على طرق رئيسية كما هو الحال في دوار "العثامنة"، سجلت مصادر "الصباح" تدخلات مشبوهة لأعوان سلطة من أجل تعديل مسار تحريات اللجنة على الأرض، وخاصة من قبل (م. خ) الموقوف أصلا بسبب الخروقات التي أسقطت القائد وتركت المقدم، المدعوم من قبل مافيا البناء العشوائي والمقرب من موظف نافذ في العمالة. وكثف عون السلطة المذكور تحركاته في محيط اللجنة من أجل إبعاد طائراتها عن بؤر من شأنها أن تورط مسؤولين في الإدارة الترابية بالتواطؤ مع بارونات المناطق الصناعية العشوائية. واتسعت دائرة غضب ضحايا البناء العشوائي بالمحمدية جراء ما وصفه سكان دواوير" بير المخزن" و" أولاد الحمص" و"مالين العرصة" و"العثامنة" بـ"الابتزاز، الذي يمارسه (م. خ) عون السلطة الموقوف منذ أكثر من ستة أشهر. وكشفت مصادر "الصباح" أن "المقدم" المذكور استغل توقيف قائد قيادة سيدي موسى بنعلي فبدأ يصور منازل أصحاب الشكايات، التي تسببت في توقيفه، مهددا إياهم بالانتقام منهم، ودس الصور ضمن تقارير عن البنايات الحديثة، التي يجب هدمها. ياسين قُطيب