التوجيـه التربـوي ثانـوي

قلة الأطر المكلفة وغياب التكوين عند الأساتذة وضعف التأطير العائلي عوامل حدت من تطوير قدرات التلميذ قال محمد بوفريوة، الكوتش في التوجيه التربوي، إن موسمية التوجيه واقتصاره على آليات تحسيس بسيطة و بمقاربة كلاسيكية من أهم الأسباب التي لا تجعل التوجيه يقوم بدوره الكامل، إضافة إلى ضغط ترتيب الأولويات في المراحل الأخيرة ما قبل الباكلوريا. وكشف بوفريوة في حوار مع «الصباح»، أن العامل الأساسي لإعداد التلاميذ والطلبة لسوق الشغل، تكوين الأساتذة في هذا المجال و تدعيم الأسر ومدها بالأدوات الفكرية اللازمة للعمل على مواكبة أبنائها والخروج من دائرة الضغط، التي يشكلها عامل التقويم إلى دائرة الأمان، التي تجعل الكل يؤمن أن داخل كل شخص مشروعا فريدا يجب إبرازه. في ما يلي تفاصيل الحوار: أجرى الحوار: محمد بها < ما هي قراءتكم لأزمة التوجيه في المغرب؟ < التوجيه الناجع هو الطاقة النابعة من داخل الشخص والتي تجعله ينخرط في البحث بشغف وإلحاح وباستمرار عن ضالته إلى أن يتمكن من تحقيق الهدف المنشود. ويمكن القول إن الدراسة لم تعد غاية في حد ذاتها، بل وسيلة أساسية ذات معنى عميق للوصول للمبتغى، و هو ما ليس متوفرا حاليا بالشكل السليم في نظامنا التربوي والتعليمي بالمغرب. < لماذا التوجيه المدرسي في المغرب يقتصر على الشهور الأخيرة من مستوى الباكلوريا ؟ < لا شك أن موسمية التوجيه واقتصاره على آليات تحسيس بسيطة و بمقاربة كلاسيكية لا تحرك بالشكل الكافي الشخص وتجعله أكثر إلحاحا وإلهاما و تولد لديه الطاقة الكافية لأجل البحث عن الوسائل الناجعة لبلوغ المراد، لذلك فهي من أهم الأسباب التي لا تجعل التوجيه يقوم بدوره الكامل، إضافة إلى ضغط ترتيب الأولويات في المراحل الأخيرة ما قبل الباكلوريا. ولا ننسى أن هناك أيضا عوامل بنيوية لنظامنا التربوي والتعليمي تتجلى في قلة الأطر المكلفة بالتوجيه وغياب التكوين في المجال عند الأساتذة وضعف التأطير العائلي في المجال. < ما مدى مسؤولية الآباء وأولياء الأمور في سوء التوجيه لدى التلاميذ؟ < إن مسؤولية الآباء وأولياء الأمور تخلق الفارق بين تلميذ وآخر، وهذا يظهر من خلال الولوج إلى المدارس والمعاهد العليا، وفيه نوع من عدم تكافؤ الفرص يجعلنا نسائل جدوى نظامنا التعليمي في خلق الظروف الطبيعية لإبراز مؤهلات التلاميذ بغض النظر عن محيطهم العائلي. < كيف تنظر إلى أولئك الأشخاص الذين لا يتحسن مستواهم إلا بعد الباكلوريا؟ < وماذا يقع بعد الباكالوريا لنقول إن المستوى تحسن ؟ هل هو دافع البحث عن العمل أم حسن اختيار المسار أم التخلص من ضغط نظام التقويم. يمكن القول إن جلها اعتبارات غير كافية، إن لم يكن هناك أصلا مشروع ذاتي يحمله الشخص معه ولم تكن الظروف مواتية لبزوغه وهذا هو عمق التوجيه وأصله. < هل يمكن القول إن أزمة التعليم والتشغيل التي توجد في المغرب تفرض إعادة النظر في مسألة التوجيه لدى التلاميذ؟ < أكيد، إذا نظرنا إلى نظامنا التربوي والتعليمي من ناحية التوجيه سنجد أن ما هو أساسي هو حاضر و عابر للمقررات بشكل لافت، ويبقى الملهم خارج التغطية إلا من رحم ربك. نركز على المحتويات أكثر ولا نلامس سر الأشياء مما يجعلنا نفرخ تقنيين لا مفكرين يسعون للبحث و التطوير والتجديد. اللغة والروح المرحة و المناخ داخل القسم أساسيات داعمة لهذا الطرح. وفي غياب هذه الضروريات يغيب المعنى ويصبح التوجيه ثانويا و مسؤولية ذوي الاختصاص على ندرتهم. < كيف تنظرون إلى فشل التلميذ أو الطالب في الاستجابة لمتطلبات سوق الشغل رغم تفوقه الدراسي ؟ < بكل بساطة إنه الفرق الشاسع بين مجال الشغل والمدرسة. المدرسة تركز أكثر على المحتويات رغم أهميتها وبطريقة تفرغها من عمقها و تجعل التلميذ سجينا لها، وهو ما يتناسب وواقع مجالات في العمل في مستويات معينة. هذا ما يسائل قدرة الشخص على التكيف وعالم الشغل ومتطلباته المتزايدة وغير ثابتة باستمرار. وهنا تكمن أهمية تطوير الكفاءات الحياتية التي لا مكان لها بالقدر اللازم في نظامنا التربوي والتعليمي الحالي. < كيف ذلك؟ < هي ورش أساسي يجب الاعتناء به أساسا من التعليم الأولي بالقدر الكافي واللازم وتطويره باستمرار بارتباط دائم مع ميولات الشخص وخاصياته، لأن يكون محافظا داخل إطار عام على مشروعه الحياتي المتميز. < هل يعود ذلك إلى سوء الاختيار أثناء التوجيه أم لعدم توفره على مؤهلات شخصية ؟ < للأسف هما عاملان مرتبطان والأصل ثابت. ويتجلى ذلك في نظري في غياب هذا المشروع الحياتي الذاتي بالقدر الكافي من الأساس، وتحيينه والعمل على إغنائه بتجارب وممارسات بشكل مستمر ينمي التقدير الذاتي للشخص ورصيده من الثقة بالنفس لحسن الاختيار وتطوير الموارد الأساسية لفرض ذاته والتأثير في محيطه الخاص أو المهني. وهذا أصلا ما يجعل الشخص أكثر ثقة في خلق فرص كفيلة بتشغيله، بل بناء مشروعه الذاتي والحر. دبلوم في الماجستير في الإدارة > دبلوم عالي من التدريب المهني > أستاذ ومستشار في العديد من الدورات والمؤسسات والتداريب الخاصة بالكوتشينغ > أكثر من 20 سنة من الخبرة في خدمة الشركات، من خلال الاستشارات والتداريب والكوتشينغ

التوجيـه التربـوي ثانـوي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

18 مليون مسافر عبر المطارات

الزودي: جودتنا في خريجينا

مقالات ذات صلة