“التعليم بالدارجة”…آخر مسمار

فاعلون تربويون يفضحون الأهداف التخريبية للتخلي عن الفصحى قال فؤاد بوعلي رئيس الائتلاف من أجل اللغة العربية، إن إصلاح التعليم ينبغي أن ينطلق من التساؤل حول ماذا نريد منه، هل منح المواطنين آليات لفك الخط أم نرغب في نقل المعارف والعلوم الحديثة وإنتاج مواطنين صالحين. وأضاف بوعلي في تصريح ل"الصباح"، أن المسألة اللغوية هي جزء من إشكاليات التعليم المتعددة التي من بينها الموارد البشرية والبنية التحتية والمناهج والمقررات الدراسية ومجموعة من الإشكاليات التي ينبغي أن تعالج. وأوضح المتحدث نفسه، أنه في الجانب اللغوي هناك قضايا محسوم في أمرها بالنسبة إلى الخبراء، أهمها أن تدريس اللغة ونقل المعرفة لا يمكن أن يتم إلا باللغة الوطنية التي لا تتمثل في اللهجة العامية. وأشار بوعلي إلى أن تقارير التنمية البشرية ومجتمع المعرفة التي صدرت عن الأمم المتحدة تقول بما لا يدع مجالا للشك بأن نقل المجتمعات العربية نحو مجتمع المعرفة لن يتم إلا باللغة العربية، فأي لغة قد تنقل التقنيات والعلوم ومجموعة من الأمور، لكن توطين المعرفة لا يتم إلا عن طريق اللغة العربية وهو الحاصل في جل دول العالم العربي التي توجد فيها المعرفة لكنها غير موطنة لأن المجتمع بعيد عن هذه المعرفة، مضيفا "وتجد أن بعض من أفراد المجتمع يفوزون بجوائز عالمية لكن المجتمع مازال متخلفا وفي بعض المناطق ينتمي إلى عصور قديمة ويعيش أمورا تعود إلى ما قبل التاريخ. واعتبر رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، اعتبار مبادرة عيوش والمدافعين عنها أن الطفل المغربي لا يمكن أن يستوعب ما يدرسه في مرحلة التعليم الابتدائي إلا عن طريق "الدارجة" التي هي لغته الأم والتي يتحدث بها في بيته، مغالطات كبيرة يتم الترويج لها. وأضاف بوعلي "في أي دولة في العالم لم تكن لغة الشارع هي لغة التدريس، وهؤلاء لا يستوعبون أن استخدام إحدى اللغتين في غير محلهما لا يمكن أن يكون، فلغة الشارع لها قدرات تعبيرية وشروط تواصلية مختلفة ولا يمكن أن تكون هي البديل أثناء التدريس الذي تعتبر لغته أداة للعلم والمعرفة". وأشار "المدافع" عن اللغة العربية إلى أن هناك جدولة وظيفية للغات والألسن، فكل لسان له وظيفته المحددة، وبالتالي لا يمكن للغة العربية أن تحل مكان لغة الشارع، مضيفا "وهنا يمكن انتقاد حتى أولئك الذين يدعون إلى فرض اللغة الفصحى في الشارع وهو الطرح نفسه الذي يرغب في فرض العامية في التعليم، ولهذا فكل نسق لساني له وظيفته وله دوره واختصاصاته ولا يمكن أن نستبدل هذا بذلك، "لأن العامية التي أعطتنا الملحون والفن الشعبي وخيرة أنواع الفنون والإبداع لا يمكن استبدالها باللغة العربية الفصحى التي لها أدوار أخرى تتجلى في العلم والمعرفة وهي المتخصصة في دورها". وكشف بوعلي أن أي نجاح في المستوى التعليمي وحتى في النقاش العام فهو رهين بمدى قدرتنا على تقديم خريطة وظيفية للغات في المغرب. واعتبر فؤاد بوعلي مبادرة نور الدين عيوش المبنية على إدخال لغة الشارع في التعليم المغربي، أنها ليست بالمشروع التربوي، مضيفا "عيوش ومن يدور في فلكه لم يقصدوا من وراء مبادرتهم إنقاذ التعليم في المغرب وإنما هو مشروع لهدم كل ما تبقى من قيم التعليم وللإجهاز على المدرسة المغربية". وأوضح رئيس الائتلاف من أجل اللغة العربية أن مشروع العامية بدأ منذ نهاية القرن التاسع عشر في المشرق العربي ورد عليه العلماء والسياسيون ونخبة الأمة بالرفض وبالآليات والدوافع نفسها التي واجه بها الائتلاف الوطني للدفاع عن اللغة العربية والمغاربة مشروع عيوش. وتساءل بوعلي هل يمكن لنور الدين عيوش ومن يدور في فلكه أن يتحدث بالعامية؟ وهل يمكن له أن يدرس أبناءه بالعامية؟ أعرف أن أبناءه درسوا في فرنسا ودرسوا لغتها رغم أنه ليس لدي اعتراض على الأمور الشخصية لأنها خيارات، لكن لا يمكن أن تفرض على أبناء الشعب ما ترفضه في ممارساتك اليومية. وختم فؤاد بوعلي رئيس الائتلاف من أجل اللغة العربية، إذا كانت لعيوش قناعة بأن العامية هي التي ستنقذ المجتمع فالبدء الأولي يجب أن ينطلق من البيت، فالمشروع ليس الغرض منه النهوض بالتعليم وحل إشكالية المدرسة بل هو مجرد محاولة لتأزيمها واجترار نقاشات فارغة لن تؤدي إلى إنقاذ المدرسة والنهوض بها، فالعامية دائما كانت تطرح كمنافس للغة العربية وإن كانت إلا نتاجا ولهجة من لهجات العربية. محمد بها

“التعليم بالدارجة”…آخر مسمار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البادية... التعليم بيد الله

متولي: لن أضحي من أجل الرجاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات