البادية… التعليم بيد الله

قلة الأطر التربوية وغياب المراقبة وراء الهدر المدرسي "ماكينا لا قراية لا والو"، جملة غالبا ما يرددها الآباء في البوادي تلخيصا للواقع اليومي لمعاناتهم مع تعليم أبنائهم، والذي يزداد سوءا سنة بعد أخرى بسبب اللامبالاة التي يواجهون بها في حال التشكي عن ذلك الواقع المزري، بسبب الغياب المستمر للأطر التربوية والتي ما إن يلتحق بعضها بمكان عمله إلا ويغادره في اليوم الموالي لأيام أو شهور بعذر المرض، ولا يتم تعويضه كما هو الحال الذي عاشته مدرسة بجماعة بني هلال بإقليم سيدي بنور السنة الماضية، حينما غابت المعلمة لشهور ولم يتم تعويضها إلا مع قرب نهاية الموسم الدراسي، ما أضاع على التلاميذ فرصة التعلم الذي يحلمون به. المدارس في تلك المنطقة وإن على قلتها إلا أنها لا تتوفر على أبسط الشروط الواجب توفرها، ولم تخضع للإصلاح أو ترميم منذ مدة رغم الشكايات المتواترة لأولياء الأمور. الواقع المزري يحكيه فلاح من المنطقة كان حلمه الوحيد أن يلج أبناؤه المدارس ويحصلون على تعليم شأنهم شان أبناء عمومتهم في المدينة. حلم أجهض مع ابنه البكر الذي لم يكتب له الاستمرار في الدراسة، فنقل حلمه إلى ابنه الثاني الذي لمح فيه حبه للتعلم، وقرر أن يخوض المعركة من أجله رغم قصر ذات اليد وحاجته له لمساعدته في الحقل، إلا أنه رفض ذلك وأصر على إدخاله إلى المدرسة، غير أن الواقع أبان له العكس فرغم أن ابنه يقطع مسافة طويلة كل يوم للوصول إلى المدرسة إلا أن الغياب المتكرر للمعلم يدفعه إلى العودة مر أخرى إلى منزله يجر أذناب الخيبة الشيء الذي أثر على نفسيته ورفض الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى، وضع دفع والده إلى الاحتجاج لكن دون جدوى لانعدام التواصل، لأن عددا من المعلمين والأطر التربوية يعتقدون أن ما يقومون به من عمل في القرى والبوادي يشكل إحسانا منهم، وهي معظلة كبرى يجب الوقوف عليها من قبل المسؤولين. هذه الحالة هي من بين الحالات التي يعيشها التعليم في البوادي والتي تسائل المسؤولين وعلى رأسهم وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، عن واقع التعليم في البادية، عن الغاية من وجود مدارس في البوادي إذا لم تؤد دورها التربوي. ويعتبر التعليم بالنسبة إلى متمدرسي العالم القروي معاناة لا تنتهي فهي تسبب لهم إرهاقا غير محتمل، ما ينعكس على تحصيلهم الدراسي، فهم يصلون المدرسة وقد أخذ منهم التعب كل مأخذ فيضعف تركيزهم، كما أنهم بعد عودتهم يحسون بالإجهاد فيعجزون عن إنجاز فروضهم، سيما إذا كان الوالدان أميين. أمام كل هذه المعطيات فإن متمدرسي العالم القروي معرضون أكثر من غيرهم لآفة الهدر المدرسي لأسباب عديدة يمكن تلخيصها في أمية معظم الآباء والأمهات، والفقر وتشتت المساكن وبعدها عن المدرسة، ومساعدة الأهل في الأعمال الفلاحية، وعدم توفر وسائل النقل المدرسي بالشكل الكافي. كريمة مصلي

البادية… التعليم بيد الله

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هكذا ستواجه الأندية البطولة الجديدة

"التعليم بالدارجة"...آخر مسمار

مقالات ذات صلة