الرباطيون يحصلون على “ضوئهم الأخضر”

نظام إشارات ذكي للتحكم في المرور يعد بتقليص ضحايا حوادث السير في الطرقات المزدوجة بضع علب صفراء صغيرة، كل منها مثبتة منتصف عمود الإشارات الضوئية، التي تتوزع على شارع الحسن الثاني، أحد أهم محاور عاصمة المملكة، وواحد من أهم منافذها على مدينة البيضاء أيضا، تجعل الشارع قبلة لمئات العربات يوميا، تعلوها لوحة خطت عليها بعض الإرشادات، نزلت بردا وسلاما على سكان الأحياء الممتدة على طول الشارع. العلب الصغيرة، التي لا يتجاوز عددها أربعــة صار لها مفعـول السحر على المارة، إذ تكفــي كبســة زر واحـــدة لجعــل حركــة الـمـرور تتـوقف في لمح البصر، مفسحة الطريق أمـام الراجلين لعبور أكثر أمانا، بعدما تحول الشارع، منذ إعادة تهيئته، وانتهاء أشغال مضاعفة ممراته إلى طريق للموت بامتياز. علب ذكية ويجري ذلك، في وقت تحولت شـوارع العاصمة في الشهور الأخيرة، إلى مقبرة للراجلين، بعدما تناسلت حوادث السير بها. وضع يعزوه مرتادو هذه الشوارع، التي يعد شارع الحسن الثاني والطريق الساحلية، أبرزها، إلى أشغال إعادة تهيئة، عمد القائمون عليها إلى توسيع الطرقات، وتحسين عبور العربات بها، في إغفال تام لأمن الراجل، الذي صار يواجه يوميا، طرقات الموت، غير بعيد عن مقر سكنه، أو عمله، بعدما تحول الشارع الذي يقيم به إلى ما يشبه الطريق السيار، من حيص صبيب السيارات التي تعبره يوميا، وسرعة قيادتها، "تقول راحنا فرالي، ماكاين غير الطيران"، يقول، علي، مقيم بإحدى الإقامات السكنية التي تطل على شارع الحسن الثاني، مضيفا أن رغم الانسياب المروري الذي أنهى حالة الاختناق الذي كان يعرفها الشارع قبل سنوات، إلا أن ذلك تم على حساب الراجلين، "فرغم وجود ممرات خاصة بهم، كافية على طول الشارع، إلا أن ثقافة احترام الراجلين، تكاد تكون منعدمة، ما يجعلهم إما مضطرين للانتظار فترات طويلة إلى أن تخلو الطريق، أو المجازفة بحياتهم، ومحاولة إرغام السائقين على التوقف". أربعة ممرات ولأنه "ليس في كل مرة تسلم الجرة"، لا تنتهي دوما محاولات إرغام السائقين على التوقف، بسلام، بل قد تنجم عنها حوادث سير خطيرة، تودي بحياة راجلين. حوادث كانت موضوع شكايات ورسائل، تناسلت على مجلس المدينة وعلى شركة الرباط للتهيئة، المكلفة بتنفيذ برنامج "الرباط مدينة الأنوار"، في شأن عدم احترام قواعد السلامة الطرقية في أوراشها، قبل أن تهتدي الشركة أخيرا إلى تزويد ممرات الراجلين بنظام جديد، يعد الأول من نوعه في المغرب، يتيح للراجلين التحكم في إشارات المرور لعبور بعض المحاور الطرقية التي تعرف حركية كبيرة. وتفاديا لحوادث السير، جهزت شركة الرباط للتهيئة، بعض ممرات الراجلين بنظام ذكي يتيح للراجلين التحكم في إشارات المرور لعبور بعض المحاور الطرقية، التي تعرف ازدحاما كبيرا، صمم أساسا لضمان مرور الراجلين بأمان في الشوارع ذات المرور باتجاهين، فمن خلال الضغط على زر يتوسط العلبة الصغيرة الصفراء، يمكن للراجل انتظار فقط ست ثوان حتى يتحول الضوء إلى أخضر، ومن ثم يمكن عبور الطريق بأمان، بعد أن يرسل الجهاز ذاته إشارات للسائقين بالتوقف، لمدة لا تقل عن 35 ثانية، يتحول بعدها ضوء الراجلين إلى الأحمر. ويتعين على الراغبين في العبور، انتظار مدة لا تقل عن ثلاث دقائق، بعد آخر استعمال لزر تشغيل الضوء الأخضر للراجلين، تفاديا لأي محاولة لعرقلة أو التلاعب في حركة السير. وحسب شركة الرباط للتهيئة، هم هذا المشروع، في مرحلة أولى شارع الحسن الثاني، بتجهيز أربعة ممرات للراجلين، على أساس تمديد المشروع ليتم تجهيز مختلف ممرات الشارع، في المقطع الذي يربط بين مداري "القامرة"، و"فيطا"، وفي مرحلة ثانية، تجهيز الطريق الساحلية، على أساس تعميم هذه المبادرة في المدى المتوسط لتشمل ممرات الراجلين بالعاصمة جميعها. هجر المغلي عمل تحت حرارة الشمس غير بعيد عن الممرات، يتحمل عدد من المستخدمين التابعين إلى شركة الرباط للتهيأة حرارة الطقس، مستعينين بقبعات وسترات تدل على اسم الشركة، يقدمون مختلف التوضيحات والشروحات، لكل راجل تساءل عن كيفية استعمال الجهاز، أو أي معلومة بخصوصه. "في الواقع، الجهاز، كان في البداية محط استغراب من المارة، لكن، يمكنني القول إن العديد منهم تكيفوا معه بسهولة، ومنهم حتى من لم يكن محتاجا لأي إرشاد أو توجيه منا، سيما أن لوحة الإرشادات مثبتة فوق الجهاز، وأن بعضهم على معرفة سابقة به، من خلال زيارات لإحدى الدول التي تعمل بنظام الإشارات الذكي، الأقلية فقط من كانت تسأل، وهم في الغالب أشخاص مسنون، يريدون معرفة ما إن كانت مدة عمل الجهاز ستسعفهم في الانتقال بين طرفي الشارع بأمان، وما إن كان يتعين انتظار تجمع عدد معين من الراجلين، أم أنه بإمكان أي كان استخدامه". هـ. م

الرباطيون يحصلون على “ضوئهم الأخضر”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تعبئة بيطرية قبل العيد بمكناس

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات