الإفلاس يهدد ميزانية البيضاء

عجز عن تحصيل المداخيل والرسوم يهدد أكبر مدن المغرب بكارثة مالية والمسؤولون يتفرجون فشل مجلس مدينة البيضاء، على بعد أشهر من انتهاء السنة المالية الحالية، في تحصيل 3.5 ملايير درهم من مداخيل الجبايات والرسوم والأراضي العارية والرسوم التجارية وباقي الضرائب الأخرى المستحقة لها. وبنى المجلس الحالي، الذي يقوده العدالة والتنمية، ميزانيته السنوية على توقعات شبه خيالية، بعد أن رفع تحدي الزيادة في المداخيل بـ10 في المائة، ما فشل فيه إلى حد الآن، إذ تواجه الميزانية العامة لأكبر مدن المغرب شبح الإفلاس، علما أن مجموع ميزانيتي التسيير والاستثمار لا يتجاوز 350 مليار سنتيم تقريبا. وتتجه الجماعة الحضرية إلى تكثيف جهودها وعقد اجتماعات متتالية مع الإدارات الجبائية على مستوى المقاطعات، أو على مستوى مجلس المدينة، لتحصيل أكبر عدد من الأموال من الملتزمين، وفرض غرامات على المتأخرين وتصفية المتأخرات لجلب أكبر قدر من الأموال إلى خزينة المدينة. وتعول الجماعة الحضرية على المرافق العمومية الكبرى، من قبيل سوق الجملة للخضر والفواكه، والمجازر الحضرية، وسوق السمك والدجاج وعدد من الممتلكات الجماعية للوصول إلى هدف 10 في المائة زيادة في المداخيل. ورسم المجلس هدفا للوصول إلى 16 مليار سنتيم مداخيل رسوم فقط في سوق الخضر والفواكه، دون استثمار أي درهم في هذا المرفق، حسب اتفاقية الانتداب الموقعة مع شركة البيضاء للخدمات وما رافقها من مشروع للتأهيل بغلاف 5 ملايير سنتيم. وتضغط الجماعة على التجار بشتى الوسائل للوصول إلى هذا الرقم ، مع تغييب مطلب إصلاح الرسوم الجبائية المفروضة على تجار الجملة، أو ما يسمى «العشار» الذي يطالب به هؤلاء. ولم يستوعب عدد من التجار كيف تقتطع ضرائب من رأسمالهم (7 في المائة) وليس من الأرباح التي يجنونها كما هو معمول به في جميع الأنظمة الجبائية في العالم. وأعطوا مثالا على ذلك أن الشاحنة المحملة ببضاعة تبلغ قيمتها الإجمالية 30 ألف درهم يؤدي صاحبها رسوما تصل إلى 2100 درهم، بدل احتساب اقتطاعات جبائية من الأرباح التي جناها في السوق، واصفين ذلك بالظلم الجبائي الذي يتطلب رفعه في أقرب وقت. ورفع حزب العدالة والتنمية، في وقت سابق، شعار «لا شفاعة في المداخيل»، معلنا عن خطة لتحصيل أكبر عدد من الرسوم المهنية ورسوم احتلال الملك العمومي والأسواق والمجازر البلدية والرسم على المشروبات، كما أعلن عدم تساهله مع الرسوم المفروضة على الممتلكات والأكرية والبنايات والأراضي غير المبنية واللوحات الإشهارية التي قال إنه توصل إلى تسوية بشأنها. وللوصول إلى هذه الغاية، يعمل الحزب وشركاؤه على تفعيل اتفاقية الشراكة مع الخزينة الجهوية وتحسين أداء التحصيل ووضع خطة عمل لتصفية الباقي استخلاصه المقدر بالملايين وتوسيع الوعاء الجبائي المحلي وتحيين المادة الضريبية للموارد الذاتية، وإعادة النظر في تدبير الأملاك الجماعية. وفي 2016، بدأت مداخيل الرسوم الضريبية والجبايات وباقي مستحقات الجماعة تتجه إلى الأحسن، إذ ارتفعت من 3128 مليون درهم إلى 3434 مليونا بزيادة بلغت 306 ملايين درهم، لكن غياب شروط العمل وانعدام الرؤية الواضحة جعلا الأمور تتراجع إلى الوراء، ما ينذر بكارثة مالية بالمدينة. يوسف الساكت

الإفلاس يهدد ميزانية البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختفاء موثقة نصبت على شركات

الوكيل العام يكشف دلائل تورط مجرمي "إكديم إزيك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات