ســاحــات الــقــتــال الــجــديــدة للــقــاعــدة

التنظيم الجهادي غير طرق عمله دون أن يسلم أسلحته قبل بضع سنوات، تمكنت مصالح الاستعلامات المغربية والفرنسية من تفكيك خلية للقاعدة في طنجة، كانت تحضر للقيام بعملية تفجيرية. المسؤولون عنها لم يأتوا من باكستان، حيث يختبئ أسامة بن لادن، لكن من المملكة العربية السعودية. في المغرب، استقطبت هذه العناصر "قوادا" كانوا يكافئونه بسخاء. "إن الإرهابيين مستعدون للتحالف مع أشخاص يتناقضون مع مبادئهم المفترضة". يقول أحد الجواسيس المحترفين. عشر سنوات بعد أحداث 11 شتنبر، يضيف صديقه الشرطي، "يواجه العالم دينامية من التهديدات المحلية التي تقف وراءها فروع للقاعدة في مختلف أنحاء العالم".بعد ملاحقتها من طرف القوات الأمريكية على الحدود الأفغانية الباكستانية، لم تعد قيادة القاعدة، وعلى رأسها أيمن الظواهري، بعد مقتل أسامة بن لادن، تشكل تهديدا رئيسيا للغرب. وأصبح التهديد يأتي، خصوصا، من فرعيها في شبه الجزيرة العربية والمغرب الإسلامي، "حيث تختلط نشاطاتها مع الجريمة المنظمة والتهريب بكل أنواعه"."أفغانستان ثانية"تحت ضغط تغير الظروف، تطورت أساليب العمل أيضا. كان ابن لادن يحلم بإعادة تنفيذ تفجير جديد ضخم كما تفجير 11 شتنبر. وبسبب قلة الموارد المالية، أصبح الإرهابيون يفضلون التفجيرات الانتحارية الفردية، سهلة التنفيذ، أو التسميم من خلال وصفة تم الحصول عليها عبر الأنترنت، أو الاختطاف وحجز الرهائن، وهي الوسيلة التي يبدو أنها في تطور في إفريقيا.من بين فروع المنظمة الإرهابية التي رأت النور في السنوات الأخيرة، يعتبر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، الأكثر خطورة، على الأمريكيين بشكل خاص. وذلك لأسباب تاريخية وجغرافية. اليمن، حيث وجد التنظيم مكانا مميزا له منذ 2009، هو أرض أجداد ابن لادن. زعيماه، ناصر الوحيشي وقاسم الرحيمي، كان أحدهما السكرتير الخاص لابن لادن والثاني إطارا عسكريا للقاعدة في أفغانستان في سنوات التسعينات. وأصبح اليمن يشكل "أفغانستان ثانية"، بفضل كهوفه وقبائله.في السنوات الأخيرة، خطط التنظيم لتفجيرين في مدن أمريكية، لكنه فشل، وأوحى إلى شاب أمريكي من أصول مسلمة، بقتل 13 عسكريا في قاعدتهم العسكرية.اليوم، تطمح المنظمة إلى إنتاج سم يوضع في القنابل الصغيرة، وتسعى إلى تنفيذ هجمات "صغيرة"، لكنها تزرع الرعب في المجتمع الأمريكي، وتؤثر بشكل كبير على اقتصاد، يجد نفسه مضطرا إلى صرف الكثير من الأموال من أجل تأمين النقل الجوي.ومن أجل تنفيذ هذه المهام من طرف إرهابيين من "أبناء الدار"، يعتمد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وزعيمه الأمريكي من أصل يمني أنور الأولاقي، على مجلته الالكترونية الناطقة بالانجليزية "إنسباير". وقام التنظيم بربط علاقة بالشباب الصوماليين في الضفة الأخرى من البحر الأحمر، حيث يتدفق الكثير من "الجهاديين المتدربين" القادمين من أوربا والولايات المتحدة الأمريكية. ومن بين ما يقلق الغرب إمكانية وجود تواصل بين التنظيم والقراصنة الذين ينفذون عمليات في خليج عدن. لكن التركيز على مكافحة الإرهاب في اليمن هي التي دفعت الأمريكيين إلى فك الارتباط مع الجارة السعودية، الهدف الثاني للتنظيم. ينشئ الجيش الأمريكي حاليا مطارا مخصصا للطائرات بدون طيار جنوب السعودية، غير بعيد عن الحدود اليمنية، من أجل عمليات مستقبلية في الجار "المشاغب"، الذي يعرف منذ ستة أشهر ثورة شعبية لا تعرف عواقبها بعد.عصابات وفدياتإذا كانت القاعدة في العراق تم إضعافها بشكل كبير، بفضل دعم القبائل، فإنها في إفريقيا تتغذى من اللصوصية والفديات التي تحصل عليها مقابل الإفراج عن الرهائن وأخيرا، بفضل المدافع والصواريخ أرض جو التي حصلت عليها من مخازن العقيد القذافي.وبعيدا عن أنشطة القاعدة في المغرب العربي وإفريقيا الغربية، ظهرت أخيرا «بوكو حرام» في نيجيريا، وهي عبارة عن جماعة متطرفة ترفض كل قيم المسيحية، الديانة السائدة في نيجريا، وأيضا القيم الغربية الأخرى. وكما في اليمن وأفغانستان، فإن «بوكو حرام» تتغذى من تفكك الدولة النيجيرية، وهي التي تبنت التفجير ضد مقر الأمم المتحدة في أبوجا، والذي أسفر عن مقتل 18 شخصا، قبل حوالي أسبوعين. إيران: حليف مؤقت كان أسامة بن لادن يردد دوما لحلفائه «هناك دول كثيرة لا يجب أن تكون هدفا لعملياتنا، خصوصا سوريا وإيران، لأنهما نقاط عبور للجهاديين في طريقهم إلى أفغانستان»، يتذكر ناصر البحري، الحارس الشخصي لابن لادن.إن القاعدة، الحركة الإرهابية ذات المرجعية السنية المتطرفة، تبغض، رغم ذلك، «الزنادقة» الشيعة المدعومين من طرف إيران. لكن القاعدة قررت أن لا تعادي إيران، عملا بالمثل الشائع في الشرق الأوسط «عدو عدوي هو صديقي». وللتصدي للعدو نفسه، الذي هو الولايات المتحدة الأمريكية، فضل ابن لادن والقادة الإيرانيون غض الطرف عن انقساماتهم والتعاون بدلا من المواجهة في ما بينهم.ويبدو أن هذا التحالف الغريب، الذي عقد أواسط التسعينات منذ لجوء ابن لادن إلى السودان، تقوى بعد تفجيرات 11 شتنبر. في قندهار، «ضاع» قياديون في القاعدة ولجأ ابن لادن إلى جبال أفغانستان، بينما سلكت بعض العناصر طريق إيران، من بينها المصري سيف العدل، رئيس الأمن بالقاعدة، وخبير التفجيرات أبو محمد المصري، اللذان كانا على اتصال بحراس الثورة الإيرانية قبل 2011. كما كانت إيران ملجأ لعدد من أبناء وبنات ابن لادن، من بينهم سعد وعثمان.

ســاحــات الــقــتــال الــجــديــدة للــقــاعــدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الـقاعـدة فـي الـمـغـرب الإسـلامـي... أي مـصـيـر؟

بعد عشر سنوات ... هل شُفي العالم؟

مقالات ذات صلة