الـقاعـدة فـي الـمـغـرب الإسـلامـي… أي مـصـيـر؟

تنامي الخشية من انتشار الأسلحة وامتداد نفوذ التنظيم مع سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وسيطرة الثوار الليبيين على مدينة طرابلس، أخذ الحديث يزداد حول إمكانية أن يفتح هذا الانتصار الباب أمام تغلغل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في ليبيا، هذا إذا لم يكن تغلغل أصلا في الصحاري الليبية خلال الستة أشهر من اندلاع الثورة.هذه المخاوف التي تنامت في المنطقة وفي الدول الغربية، وعبرت عنها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربية، قللت من شأنها فرنسا، إذ صرح وزير دفاعها، جيرار لونغيه، أخيرا، لجريدة «ليبراسيون» ردا على المخاوف المحتملة من استفادة تنظيم القاعدة من الظروف الليبية الحالية لتعزيز قوته، بأن فرنسا بصدد تحديد التدابير التي ستتخذ لوقف انتشار السلاح، وأضاف الوزير «سنعول على دور دول الجوار، فالنيجر وموريتانيا ومالي ترفض أن تتحول إلى رهائن في أيدي الإرهابيين».ورغم ذلك، فإن لهذه التخوفات ما يبررها، والتي يظل انتشار السلاح، حسب المراقبين، أبرزها، وإمكانية وصول عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى مخازن الأسلحة، التي تضم أسلحة صغيرة ورشاشات وصواريخ أرض جو، قد تشكل خطورة حقيقية ونقلة في طريقة عمل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي ظلت عملياتها محصورة بين التفجيرات، والاختطافات واحتجاز الرهائن.ويشدد منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوربي جيل دو كيرشوف في بروكسل، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، على الخطر المتنامي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في ظل التغيرات التي عرفتها دول المنطقة أخيرا، باعتبارها، أي القاعدة، مجموعة تدخل في النمط الإفريقي وتسعى إلى توسيع منطقة نفوذها، وتجاوز حلقة الساحل بعدما ظلت نشاطاتها مركزة بشكل خاص في النيجر ومالي وموريتانيا، حيث تستفيد من أموال الفديات وتأمين الطريق لتهريب المخدرات، والعلاقات الجيدة التي تربطها مع السكان المحليين، من خلال توفير خدمات قد لا توفرها السلطات المركزية والحكومات.واستغل التنظيم ضعف السيطرة الأمنية لحكومات الساحل على مساحات شاسعة من الصحراء الإفريقية من تعزيز وجودها بالمنطقة التي تسمى ب»إمارة الصحراء» التي يرأسها يحيى جوادي، وتشمل منطقة شاسعة ما بين مالي والنيجر وليبيا ونيجيريا والتشاد ومويتانيا، بالإضافة إلى الجزائر، التي تعتبر المعقل الأصلي للتنظيم، ومسقط رأس زعيمه عبد الملك درودكال وعدد من القيادات الكبرى، بينما ظل وجودها في المغرب أضعف من ذلك، واقتصر الوجود التونسي على بعض أعضاء التنظيم الذين يحملون الجنسية التونسية، ليوجه درودكال، في شهر يناير الماضي، رسالة صوتية عند اندلاع الثورة التونسية، يدعم فيها المتظاهرين.واستطاع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في السنوات الأخيرة، أن يؤسس لنفسه بنية مهيكلة جعلته يعمل باستقلالية عن تنظيم القاعدة المركزي، كما هو الحال بالنسبة إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وإن كان هذا الأخير أكثر تأثرا وارتباطا بالتنظيم الأم الذي عمل منذ سنوات تحت إمرته، بينما انبثق تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عن تنظيم مركزي، يتعلق الأمر بالجماعة السلفية للدعوة والقتال.ويرى المراقبون في هذه اللامركزية التي نهجها التنظيم في السنوات الأخيرة استراتيجية ذكية حتمتها الظروف الأمنية الدولية والضربات التي تلقاها التنظيم، لكنها ساهمت، في الآن نفسه، في تقوية وجوده وانتشاره عبر العالم، كما أنها حمته من التأثر بالضربات التي تلقاها التنظيم المركزي، والحرب التي شنت عليه، وأدت، أخيرا، إلى قتل زعيمه أسامة بن لادن، والذي قلل أغلب المحللين من إمكانية تأثيره الفعلي على تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، في الوقت الذي أصبحت فيه القاعدة مجرد «مرجع روحي» لفكر جهادي قتالي انتشر عبر العالم.

الـقاعـدة فـي الـمـغـرب الإسـلامـي… أي مـصـيـر؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: الظواهري.. سليل القاعدة

ســاحــات الــقــتــال الــجــديــدة للــقــاعــدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات