الخوف من التصويت العقابي

3 أسئلة < قدم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أول أمس (الأربعاء)، التصريح الحكومي أمام أعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين، وذلك بعدما تأجل موعد معركة التنصيب البرلماني، هل في ذلك مؤشر على صعوبة التوافق بين الحلفاء حول البرنامج الحكومي؟ < لابد أن المسار العسير، الذي مرت منه الحكومة قبل تشكيلها، سينعكس على عملها، ولا يمكن أن نستثني من ذلك البرنامج الحكومي، على اعتبار أن كل حزب سيحاول فرض مقتضيات برنامجه الانتخابي وكذلك إبراز القطاعات التي يتولى حقائبها، من خلال الحرص أن تكون بصمته حاضرة في الوثيقة التي يفترض أن ترسم خارطة طريق عمل الحكومة طيلة سنوات ولايتها، وبالتالي سترفض الأحزاب أي حيف يمكن أن يؤثر على مشاركتها الحكومية منذ البداية. وبغض النظر عن المعطيات السياسية فإن البرنامج الحكومي يكتسي كذلك صبغة تقنية أكثر تعقيدا، لأنه يرسم مسار السياسات العمومية في شتى تجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وما يمكن أن يحدث بين الأحزاب التي تتبنى توجهات إيديولوجية متناقضة، وأقصد هنا التموقعات المفترضة في أحزاب الائتلاف الحكومي على المسرح السياسي يمينا و وسطا ويسارا. < هل تعتقدون أن الأحزاب المشاركة في حكومة العثماني بدأت منذ الآن تعمل لتجنب التصويت العقابي؟ < طبعا هناك التشنجات الخاصة بالسياق السياسي، والتي لا علاقة لها بالمحددات الإيديولوجية، بمعنى أنها تدخل إلى إطار العراك السياسي /الانتخابي، وهي التي يمكن أن تهدد الحكومة الجديدة ليس فقط في مرحلة التنصيب البرلماني وتقديم التصريح الحكومي أمام أعضاء مجلس النواب ومجلس المستشارين، ولكن يمكن أن ترهن مستقبلها إن لم نقل قد تتسبب في سقوطها بانفراط عقد الأغلبية كما حصل في الولاية السابقة. وما يؤشر على صعوبة ما ينتظر رئيس الحكومة أنه يبدأ كل تصريحاته منذ بداية مشاوراته مع الحلفاء بالتشديد على الانسجام الحكومي، وأنه اضطر إلى تأجيل موعد المثول أمام البرلمان، وسط تسريبات تشير إلى وجود خلافات ليس فقط في ما يتعلق بالتوجهات الكبرى، بل أساسا بخصوص آليات التدبير المالي وتفعيل الأجندات القطاعية. < لكن يبدو أن هناك حسابات أكبر من الدفاع عن البرامج الانتخابية، ألا تعتقدون أن شبح مواجهات الولاية السابقة خاصة بين التجمع الوطني للأحرار، والعدالة والتنمية، سترخي بظلالها على الحكومة الحالية؟ < تجربة الحكومة السابقة علمت الأحزاب أن «بيجدي» كان هو المستفيد من عمل وزرائها، على اعتبار أنه كان يقود الحكومة في شخص أمينه العام عبد الإله بنكيران الذي عرف كيف يستثمر الحصيلة الحكومية في معترك صناديق الاقتراع، والدليل على ذلك أنه حرص على وضع الوزراء في مقدمة لوائح المرشحين للانتخابات التشريعية السابقة. وبالفعل فقد حققت الأسماء الحكومية أعلى النتائج وتمكن أغلب الوزراء من ضمان أكثر من مقعد بالدوائر التي ترشحوا فيها. وحتى لا تتكرر العملية تتشبث الأحزاب الحليفة للعثماني برسم الحدود وتوضيح الصلاحيات. * أستاذ القانون بجامعة محمد الخامس بالرباط أجرى الحوار: ي . قٌ

الخوف من التصويت العقابي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مصرع عاملين بسد بتطوان

15 سنـة للشرطـي قاتـل زوجتـه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات