وثائق الإقامة… العيش بكرامة

أفارقة تخلوا عن حلم الهجرة السرية إلى أوربا ويعيشون مع أسرهم في أحياء البيضاء 2014 هي المحطة الفارقة في حياة المهاجرين الأفارقة بالمغرب، لأنها السنة التي انطلقت فيها المرحلة الأولى من منح بطائق الإقامة لهذه الفئة، خاصة الفارين منهم من ويلات الحروب. لم يعد صامويل، مجرد مهاجر تطارده السلطات في حملات تستهدف الباعة المتجولين من حين إلى آخر في شوارع البيضاء، بل أصبح واحدا من تجار سوق السنغال بمشارف المدينة القديمة، يبيع، كما غيره من المهاجرين المقيمين بصفة رسمية بالمغرب، سلعه الإفريقية في محل مكترى. كما يعيش في شقة مع زوجته وشقيقيه، بصفة قانونية، بعدما كان هاجس الوقوع في قبضة الأمن يقض مضجعه. "أعيش كأي مغربي، تعلمت بعضا من الكلمات بالدارجة المغربية، وحتى زوجتي تعلمت بعض الأكلات المغربية من جارتنا"، يقول صامويل، وهو يردد عبارة الحمد لله باستمرار، قبل أن يضيف أنه حل بالمغرب لهدف واحد، وهو الهجرة إلى أوربا، "قطعنا مسافات طويلة، وحللنا بالمغرب عبر وجدة، عانينا طويلا. مكثت طويلا بالغابات، لكن استعصى علينا الوصول إلى إسبانيا، كانت الحراسة مشددة، وواجهنا متاعب حقيقية، قبل أن ألتحق ببعض أصدقائي بالبيضاء، حيث كنا نساعد بعضنا في ترويج بعض المنتوجات التي يحضرها سنغاليون على وجه الخصوص، وعملنا لصالح بعضهم، غير أن هذه الطريقة لم تكن تضمن مدخولا قارا". يضيف صامويل. لم يكن المهاجر يربح إلا 100 درهم في اليوم، توفر له بعض مطالبه، غير أن هاجس إلقاء القبض عليه، وترحيله كان يحول ساعات يومه إلى جحيم، "أغلب الذين ألقي القبض عليهم رحلوا، وهذا أمر كان بالنسبة إلي مستحيلا، لكن في فترة معينة انفرجت الأمور، وتغيرت حتى سياسة المغرب الرسمية تجاه المهاجرين الأفارقة، قبل أن يتم الإعلان عن حملة منحنا بطائق الإقامة، كانت تلك فرصة ذهبية لأستقر بشكل رسمي، بل تزوجت وتحسنت ظروفي كثيرا بعد كراء محل تجاري خاص بي وبزوجتي، ولشقيقي أيضا محلهما الخاص، لأن هناك إقبالا كبيرا على المنتوجات الإفريقية من قبل المهاجرين أنفسهم ومن قبل المغاربة أيضا". اسماعيل ليس واحدا ممن عاشوا مخاطر رحلة المشي للوصول إلى المغرب، بل حل به عبر مطار محمد الخامس، "أقبلت من السنغال، رغم ذلك لم تكن ظروفي جيدة، لأنني أطلت الإقامة في المغرب بدون وثائق رسمية، إذ كان حلمي كباقي المهاجرين هو الوصول إلى الضفة الأخرى، غير أن ذلك لم يتحقق، لأقرر الاستقرار هنا، وتحقق هذا الحلم بحصولي على وثائق الإقامة الرسمية، لأعود إلى بلدي لزيارة الأقارب، ثم عدت إلى المغرب من بابه الواسع". استفادة المهاجرين الأفارقة من وثائق إقامة خولت لهم عدة حقوق منها التطبيب والتعليم والتكوين المهني أيضا، إذ استفاد بعضهم من تكوينات في عدة مهن تخول لهم الاندماج في سوق الشغل المغربي، وهو ما أتاح لبعضهم البحث عن فرض عمل وهم يتأبطون دبلومات وشهادات التكوين. ضحى زين الدين

وثائق الإقامة… العيش بكرامة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتصار إستراتيجية الملك

بنحمو: العودة تطلبت سنوات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات