انتصار إستراتيجية الملك

جلالته فتح أجندة إفريقية تضمنت لقاءات ومشاورات وزيارات واتفاقيات كللت بالعودة إلى الاتحاد كشف الموساوي العجلاوي أستاذ التاريخ المعاصر بمعهد الدراسات الإفريقية أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ليست إلا حصاد 17 سنة من العمل الدؤوب، على اعتبار أن تنزيل التوجه الأفريقي بدأ منذ السنة الأولى لتربع الملك على العرش. وسجل العجلاوي أن الأشهر القليلة السابقة لقمة أديس أبابا شهدت رفع وتيرة تحركات الملك في إفريقيا، إذ لم تتوقف لأكثر من ثلاثة أشهر، ذلك أن جلالته فتح أجندة إفريقية منذ مستهل أكتوبر الماضي، تضمنت لقاءات ومشاورات وزيارات واتفاقيات، لا يجب ربطها بمسألة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي فقط. وأكد أستاذ التاريخ المعاصر وقوف وسائل إعلام عالمية على حقيقة مفادها أن أن الملك يتخذ من إفريقيا محورا لسياسته الخارجية وذلك منذ توليه الحكم، وللبرهنة على ذلك ربطت بين الخطابات الملكية، إذ قبل خطاب دكار لمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، نونبر الماضي، اعتبرت التقارير الدولية أن البداية كانت في فبراير 2003 بالرسالة التي وجهها إلى الاجتماع الثالث لقادة (سين-صاد) تجمع دول الساحل والصحراء، ثم توالت الرسائل بعد ذلك، من باماكو وأبيدجان وكيغالي التي رسمت ملامح البعد الإفريقي في شخصية الملك، لذلك لا يجب أن نستغرب هذا التحول الكبير في الوضع الإفريقي للمغرب، خاصة مع الدول "المقفلة" في وجهه. وأكد الملك في خطاب الانضمام إلى الاتحاد أن المغرب طور علاقات ثنائية قوية وملموسة بالدول الإفريقية منذ سنة 2000، وذلك بإبرامه حوالي ألف اتفاقية همت مختلف مجالات التعاون، مذكرا بأنه بين 1956 و1999، تم التوقيع على 515 اتفاقية، في حين أنه منذ 2000 إلى اليوم، وصل العدد إلى 949 اتفاقية، أي حوالي الضعف. وقال الملك لقادة إفريقيا إنه ارتأى منذ توليه الحكم أن يعطي دفعة ملموسة لهذا التوجه، وذلك من خلال تكثيف الزيارات إلى مختلف جهات ومناطق القارة، مسجلا أن في الزيارات الستة والأربعين أطلقت مشاريع إستراتيجية مهمة بالتوقيع مع 25 بلدا إفريقيا على العديد من الاتفاقيات في القطاع الخاص، وأنه أولى عناية خاصة لمجال التكوين، الذي يوجد في صلب علاقات التعاون مع البلدان الإفريقية الشقيقة، إذ تمكن العديد من المواطنين المتحدرين من البلدان الأفريقية، من متابعة تكوينهم العالي في المغرب، وذلك بفضل آلاف المنح التي تقدم لهم. وتجمع التقارير على أن عودة المغرب إلى المنتظم الإفريقي شكلت لحظة تاريخية ليس فقط للقارة الإفريقية بل وأيضا للمجتمع الدولي ، وذلك بالنظر إلى نجاعة النموذج المغربي في دعم التعاون بين دول الجنوب وتعزيز العلاقات المتعددة الاهتمامات بين شمال الكرة الارضية وجنوبها. واعتبر أبرز المتخصصين في الشؤون الافريقية ،أن "الرؤية الواضحة للملك ورغبته الكبيرة في دعم الدول الافريقية وفتح مجالات للتعاون قائمة على الربح المشترك ستمكن القارة السمراء من الاستغلال الأمثل لثرواتها وتطوير إنتاجها وتنمية علاقاتها الاقتصادية البينية وحل معضلة البطالة، خاصة في صفوف الأجيال الصاعدة، والحد من الهجرة نحو الخارج وتحسين ظروف عيش السكان المحليين. ياسين قُطيب

انتصار إستراتيجية الملك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مسار العودة إلى الاتحاد الإفريقي

وثائق الإقامة… العيش بكرامة

مقالات ذات صلة