قاصرون يتقنون لغة الجريمة

أحدهم قتل ابنة أخته بعد هتك عرضها وحدثان اقتتلا بصفرو والمحكمة تمتعهم بظروف التخفيف يستفيد الأحداث المتورطون في أفعال جرمية مختلفة، من ظروف تخفيف ترتبط بحداثة سنهم ودرجة خلو سجلهم العدلي من السوابق من عدمه، وتسهيلات ذات علاقة بظروف اعتقالهم بالجناح الخاص بسجن بوركايز ضاحية فاس أو إيداعهم بمؤسسات إصلاحية. عدة شباب من الجنسين، لم يبلغوا سن الرشد، تورطوا في جرائم أكبر من سنهم صدفة أو عن سبق إصرار، قبل أن يجدوا ذواتهم أمام العدالة يحاكمون في ملفات جنحية أو جنائية، تقيد حريتهم لمدد متفاوتة يقضونها في الإصلاحيات أو جناح «بيبي» قبل رشدهم وقضائهم بقية العقوبة بالسجن كما باقي السجناء الراشدين. وفي قصة ابن دوار الزغاريين بجماعة الرتبة بغفساي ناحية إقليم تاونات، الذي هتك عرض ابنة أخيه الصغيرة وخنقها بحزام سرواله محاولة لإخفاء معالم جريمته ودفن فضيحته دون أن تنفع محاولته طمس الحقيقة. المحكمــة متعته بظــروف التخفيف، دون أن ينفــع ذلك فــي تضميد جــرح انحفر في أفئــدة كل العـــائلـــة التـــي لم تنـــس إبــادة حق الصغيرة في الحياة من قبل عم غدر بثقة الضحية التي طــــالما رافقتــــه إلـــى متجــر الدوار طمعا في قطــع حلـــوى يغـــدق بها عليهـــا، دون أن يــدري أحد أن نزوته الجنسية ستعميه عن حب طفلة لعمها القاصر. الحق في الحياة أقدس الحقوق أجهضها هذا الشاب كما تلميذ ركل زميله في حجره بعد اقتتالهما لسبب تافه مرتبط بمن يثبت ذاته وسط أقرانه بمدرسة ابتدائية بالإقليم نفسه، دون أن يتوقع رد فعل الضحية الذي رماه بحجر أصابه في رأسه بكيفية كانت كافية لإزهاق روحه ليجد نفسه متابعا بجريمة ارتكبها صدفة. جريمة قتل أخرى أكثر بشاعة بطلها طفل لم يكمل ربيعه الثالث عشر، أجهز في لحظة غضب، على نديمه الذي يكبره بنحو سنة، بعدما رماه بحجر أصابه في رأسه بسبب نزاع تافه حول من له الأحقية والأسبقية في استخلاص ثمن ركن سيارة مصل قرب مسجد بحي الرفايف بصفرو، تزامنا مع صلاة الجمعة. هذه الجريمة ارتكبت صدفة دون سابق إصرار أو ترصد، عكس قتل شاب في نزاع دام شهده شارع السنابل بمقاطعة زواغة بفاس، من قبل طفل في منتصف عقده الثاني، قادته «رفقة السوء» إلى المساهمة في هذه الجريمة المتعددة الأطراف، ليتابع في ملف جنائي منفصل عن باقي المتهمين الراشدين الثمانية، أدينوا فيه. وبغض النظر عن جرائم القتل التي تورط فيها أحداث في ظروف وحيثيات مختلفة، فإن جرائم هتك العرض بالعنف وبدونه والاغتصاب والاعتداءات الجنسية المختلفة والسرقة، من بين أهم الجرائم التي يتورط فيها أطفال قاصرون من الجنسين، وترهن حريتهم لمدد مختلفة إن بمختلف الإصلاحيات بفاس أو في السجن. ومن أشهـر الملفات الجنائية التي تتبعها الرأي العام بفاس، وعرضت على أنظار غرفة الجنايات، تورط أربعة أحداث في صنع عبوات بطريقة تقليدية، وتفجيرها قرب ثكنة عسكرية محاذية لمنطقة ظهر المهراز، احتفالا بعيد ديني على طريقتهم الخاصة، دون أن يقدروا عواقب الأمور وتبعاتها. عدة قنينات محشــوة بالأسيــد والألمنيوم ومواد متفجــرة، جلبت لهم ولعائلاتهم الفقيرة الويلات بعدما وجدت وأبناءها أسيري متابعة قضائية بتهم جنائية ثقيلة، سبقها تفتيش دقيق لمنازلهم من قبل الأجهزة الأمنية التي استنفرت عناصرها للبحث في الحادث الذي أبدعه الصغار وألم الكبار. ومن أشهر ملفات السرقة المتورط فيها أحداث، تك التي طالت منزلا بحي وادي فاس سرقت منه حلي ومجوهرات، وسيارة مسؤولة بجمعية بتاونات، ومن بين المشتبه فيهم ابنها القاصر، على غرار قاصرين عادة ما يسقطون ضحايا استغلال بشع من قبل لصوص كبار متمرسين يستعملونهم وسيلة للكسب بالسرقة. ومن آخر القاصرين المتورطين في قضـــايا مماثلة، اثنان اعتقـــلا من قبــل شرطة دائرة الحي الحسنــي ببن دباب، أحدهما مبحوث عنه لأجل محاولة هتك عرض بالعنف والثاني متورط في قضايا السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض والسكــر العلنــي البين، كمـا قاصر آخر تورط في ســرقــة قطــع غيــار لسيارات مستعملة. حميد الأبيض (فاس)

قاصرون يتقنون لغة الجريمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مخدرات وقتل بمراكش

30 سنة لقاتل نديمه بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات