مناورات لعرقلة عضوية المغرب بالاتحاد الإفريقي

الجزائر وجنوب إفريقيا تتبادلان أدوار تعطيل عودة الرباط مع اقتراب القمة الإفريقية بعد أن فشلت كل مناورات الجزائر في عرقلة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، دخلت حليفتها جنوب إفريقيا على الخط، حيث استقبل الرئيس زوما، المتهم في قضايا فساد مالي وإداري، زعيم جبهة بوليساريو، في زيارة رسمية يقوم بها برعاية من النظام الجزائري. ويقوم الطرفان بلعبة تبادل الأدوار في مسلسل تعطيل استعادة الرباط للعضوية داخل الاتحاد الإفريقي، ذلك أنه بعد فشل كل المحاولات، سواء التي قادتها الجزائر أو التي باشرتها رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي دلاميني زوما، جاء الدور على جنوب إفريقيا من أجل وضع عراقيل أمام المغرب، ومحاولة التأثير على الدول المقربة منه، بعد أن اتضح أن الرباط ربحت مساحات كبيرة داخل القارة الإفريقية. ومع اقتراب موعد انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي، التي يرتقب أن تبث في الطلب المغربي لاستعادة عضوية الاتحاد، بدأت المناورات الجديدة لأعداء الوحدة الترابية في إفريقيا، ذلك أنه وبعد أن أحبطت الرباط كل المحاولات الجزائرية وفضحت مناورات رئيسة المفوضية الإفريقية، وبعد أن بدأت الجارة الشرقية تروج لسحب ترشيح وزير خارجيتها، رمطان لعمامرة، من السباق على رئاسة مفوضية الاتحاد، تحاول جنوب إفريقيا استلام مهام العرقلة اليوم، من خلال تنظيم استقبال رسمي لزعيم جبهة بوليساريو، ردا على إعلان مجموعة من الدول الإفريقية دعمها لعودة المغرب إلى هياكل الاتحاد، خاصة البلدان التي ظلت محسوبة على التيار المناهض لمغربية الصحراء، بعد أن رحبت نيجيريا بالقرار المغربي. وتشير الوقائع الدبلوماسية إلى حالة الانحسار التي تعيشها أطروحة بوليساريو، إذ منذ إعلان المغرب قراره العودة إلى الاتحاد الإفريقي، لم تقو الآلة الدبلوماسية الجزائرية على مجاراة الإستراتيجية المغربية، واكتفت بترتيب زيارة لوزيرة خارجية كينيا إلى تندوف، التي تروج لترشيحها لرئاسة المفوضية الإفريقية وتعول على دعم الجزائر لها، ثم تلاها لقاء سري بين قيادة المخابرات الجزائرية وزعيم جبهة بوليساريو لإطلاعه على مستجدات تعليق عضوية «الجمهورية الصحراوية» داخل الاتحاد، ثم الترتيب لزيارة رسمية لزعيم الجبهة إلى جنوب إفريقيا قصد التسويق الإعلامي لوجود داعمين داخل إفريقيا. ويبدو من خلال هذه التحركات أن خصوم المغرب يلعبون آخر أوراقهم، قبل موعد قمة أديس أبابا نهاية يناير الجاري، وذلك بعد أن بعثت الرباط إشارة قوية من القمة السابقة بالعاصمة الرواندية «كيغالي»، حين وقعت 28 بلدا إفريقيا على طلب تجميد عضوية «الجمهورية الصحراوية» وفتح الباب أمام هيأة الأمم المتحدة التي تدير الملف بحثا عن حل سياسي متوافق عليه، وهي الرسالة التي تلتها تحركات مغربية قوية في القارة الإفريقية انتهت بشراكات اقتصادية وتقارب سياسي في غرب ووسط وشرق إفريقيا، حيث نشطت الدبلوماسية الملكية في السنة الماضية. وتؤشر المعطيات الحالية على وجود مناورات جديدة تستهدف المغرب، تقودها جنوب إفريقيا التي تحاول التأثير على حلفائها القدامى من الأصدقاء الجدد للمغرب، واستباق انعقاد القمة الإفريقية للخروج بأقل الخسائر بعد قرار عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي. إحسان الحافظي

مناورات لعرقلة عضوية المغرب بالاتحاد الإفريقي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الفاو" توصي المغرب خيرا بالزيتون

"مطفية" ترسل سبعة تلاميذ إلى المستشفى

مقالات ذات صلة