الرباط تنهج سياسة ضبط النفس

حكام الجزائر يعملون من خلف الستار على تأجيج الخلافات بين المغرب وموريتانيا ينهج المغرب سياسة ضبط النفس تجاه كل الاستفزازات المتكررة التي تصدر عن حكام موريتانيا دون سبب معقول، اللهم خدمة أجندة حكام الجزائر لأسباب لم تعد خفية على أحد. واختارت الدبلوماسية المغربية لأكثر من مناسبة نهج سياسة الصمت، وعدم الرد على بعض القرارات المستفزة الصادرة عن صناع القرار في نواكشوط، وفي ذلك عبرة وحكمة، وليس ضعفا من كبار الدبلوماسيين المغاربة. وتمر العلاقات المغربية الموريتانية بأزمة صامتة، وأضحت تعيش على وقع سجالات سياسية ومماحكات تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، في إطار الفعل ورد الفعل، ومحاولة كل طرف إبراز الأوراق الضاغطة التي بحوزته، استعراضا للخيارات المتاحة، وفي إطار سياسة شد الحبل بين البلدين اللذين لم تتدهور العلاقات بينهما إلى هذا المستوى من الحدة، التي شهدت على مدار العقود الماضية حالات مد وجزر، تبعا لطبيعة الأنظمة الحاكمة في موريتانيا. واستبعد محللون سياسيون مهتمون بالعلاقات الدولية، أن تشهد العلاقات بين البلدين في الأعوام المقبلة، حالة من الجمود الذي قد يصل إلى حد التشنج، أو التهديد بحمل السلاح، في عهد الحكام الحاليين الذين يكنون العداء المجاني للمغرب، عكس فترة الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وفيها حاولت موريتانيا أن تلتزم الحياد الإيجابي، محتفظة بعلاقات متميزة مع جميع الفرقاء، كما شهدت علاقاتها مع المغرب، على وجه الخصوص ازدهارا كبيرا وتنسيقا عاليا، دون الإخلال بواجبات الحياد، وكان المغرب متفهما لوضعية موريتانيا ضمن هذه المعادلة، ولم يكلفها أكثر مما أبدته، وهو ما عكس تجاوبا كبيرا بين البلدين. وتفسر الأزمة بين المغرب وموريتانيا التي تتخذ في بعض الأحيان طابع العلنية، بأن الرباط لم تستسغ التحول في مواقف النظام الموريتاني، الذي ظل يعتبره بوابته نحو بلدان جنوب الصحراء، بالإضافة إلى دخول الجزائر على خط الأزمة ونجاحها في تعميق هوة الخلاف بين المغرب وموريتانيا. وكرست الجارة الشرقية للمغرب كل "نضالها" من أجل استغلال حالة التوتر بين البلدين، بهدف الدفع بها إلى القطيعة، لكن دون جدوى. ورغم ردود الأفعال بين البلدين، إلا أن المراقبين يستشعرون حرص الطرفين على عدم قطع شعرة معاوية بينهما، لأنهما يدركان خطورة الوصول إلى مرحلة اللاعودة، وانعكاساتها الآنية والمستقبلية، الأمر الذي يفسره صمت الدبلوماسية المغربية إزاء العديد من المواقف الاستفزازية التي تصدر من حين لآخر ضد المغرب. وما لا يريد حكام موريتانيا فهمه أو إدراكه، هو أن حكام الجزائر يعملون من خلف الستار على تأبيد أجواء الخلاف، وتغذية الصراع، في أفق أن يدفع البلدان كلفته الاقتصادية التي قد تكون ثقيلة. ويرى أكثر من مهتم بشؤون العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا، أن التطورات المتصاعدة في علاقات البلدين التي عاشت أبهى مراحلها الذهبية في العقود الماضية، يستشف أنهما مطالبان بتفهم إكراهات ومتطلبات كل طرف، بعيدا عن سياسة المحاور، ومنطق "معي أو ضدي"، خصوصا من الطرف الموريتاني الذي رفع من وتيرة استفزازاته تجاه المغرب. محور الجزائر نواكشوط ما يزيد الأمور تعقيدا في العلاقات المغربية الموريتانية، هو التقارب الملحوظ في السنوات الأخيرة بين نواكشوط والجزائر، والزيارات المكوكية المتبادلة، والتنسيق المستمر في قضايا الإرهاب، والذي غالبا ما يتم استبعاد المغرب منه. وفي هذا الإطار، لا يمكن للمغرب أن يغفر لموريتانيا أنه في عهد رئاستها للاتحاد الإفريقي، تم تعيين مندوب إفريقي مكلف بقضية الصحراء المغربية. وبالمختصر المفيد، يمكن القول إن عقد التاريخ وحساسيات الجغرافيا، وتقلبات الدبلوماسية، لا يجب أن تغفل حقيقة لا جدال فيها، وهي أن موريتانيا والمغرب بلدان جاران بشعبين تجمعهما الكثير من العوامل المشتركة، ويجب أن يتجاوزا كل المطبات التي من شأنها أن تعيق المسيرة نحو مزيد من التآخي والتكاثف. عبد الله الكوزي

الرباط تنهج سياسة ضبط النفس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فيديو ..."بي إن سبور" تحلل لائحة الأسود لكأس إفريقيا

حرب بالوكالة في "الكركرات"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات