الأحياء الهامشية تحت حكم “الحياحة”

دواوير في ضواحي المدن يستعملها تجار الانتخابات للتحكم في رقاب المرشحين في اللعبة الانتخابية كل الأسلحة متاحة، إذ يحتدم الصراع بين الأحزاب على الأحصنة الرابحة، أي المرشحين الناشطين كائنات انتخابية في المدن والبوادي، يستطيعون تعبئة الناخبين وتجميع أكبر عدد من الأصوات، وبالتالي ضمان حصة في سوق الدوائر والمقاعد، إلا أن محددات الفوز لا ترتبط بالمنظور المثالي، القائم على البرنامج ودفتر التحملات والتعاقد الاجتماعي بين المرشح والناخبين، وإنما بالتدبير الذكي لـ”الحملة”، الذي يمر عبر ضمان أصوات “الخزانات” الانتخابية، وهي عبارة عن أحياء صفيحية منتشرة وسط وأطراف المدن الكبرى، وذات كثافة سكانية عالية. “كاريانات” الرحمانة والمزابيين والمكانسة والغابة، تمثل الوجهة المفضلة لحملات المرشحين قبل تشريعيات 7 أكتوبر، إذ تنطلق عملية تعبئة الناخبين في هذه الفضاءات، مقابل وعود انتخابية فريدة، لا ترتبط برفع معدل النمو الاقتصادي أو تقليص معدل البطالة أو تحسين المؤشرات الماكرو اقتصادية، وإنما بمنحهم شهادات سكن، وتمكينهم من بعض الوثائق الإدارية والخدمات الأساسية، علما أن سلوك التصويت لدى قاطني هذا النوع من الأحياء “معد” بطبيعته، باعتبار أن غالبيتهم لا يتوفرون على مستوى تعليمي ووعي سياسي عاليين. ويراهن المرشحون، حسب بعض الفاعلين السياسيين، على “الحياحة” أو سماسرة الانتخابات، من أجل تعبئة الأصوات في دواري المزابيين والمكانسة مثلا، من أجل ضمان دائرة عين الشق، ذلك أن الدوار الأول يحوي وحده خمسة آلاف صوت، وهي الحصيلة التي تتيح للمرشح الفوز براحة. وسطاء الانتخابات معروفون في الدواوير المذكورة، ويمثلون صلة الوصل بين المرشح والناخبين، فينشطون قبيل الانتخابات في سياق ما يشبه التسويق الشبكي، من خلال توظيف وسطاء صغار، أغلبهم من النساء، يحفزن الناخبين على التسجيل في اللوائح الانتخابية، والتصويت لصالح المرشح المرغوب، مقابل مغريات بحل مشاكل خاصة لهذا الناخب أو ذاك، أو للحي بشكل عام. المرشحون أكثر ارتباطا بالأحياء الصفيحية أفاد حسن، فاعل جمعوي في منطقة ابن مسيك بالبيضاء، أن أغلب المرشحين يراهنون على أصوات “الخزانات” الانتخابية، خصوصا في الدوائر التي تعتبر راقية نوعا ما، مثل عين الشق، التي تضم حي كاليفورنيا الشهير، إذ يتحكم الحي الصفيحي في نجاح هذا المرشح أو ذاك، باعتبار الحجم الكبير من الأصوات التي يضمنها لفائدته، علما أنه يتم توظيف بعض الجمعيات المحلية لهذه الغاية، من خلال دفعها نحو تعبئة أكبر عدد من الناخبين لفائدة المرشح المرغوب، وضمان الاتصال بها بعد ذلك، في إطار “حملة” انتخابية قائمة على مدار السنة. ويضيف الفاعل الجمعوي، أن منطق “الحملة” في معاملة “الخزانات” الانتخابية، تغير مقارنة مع السنوات السابقة، إذ أصبح المرشحون أكثر ارتباطا بالأحياء الصفيحية، عبر وسطاء وجمعيات، بما يتيح لهم ضمان ولاء هذه المناطق عند كل اختبار تشريعي، الأمر الذي يفسر ارتباط بعض المرشحين بدوائر معينة، لا يجرؤ أعتى السياسيين منازلتهم فيها، ذلك أنهم استثمروا في هذه القواعد الانتخابية طيلة سنوات. بدر الدين عتيقي

الأحياء الهامشية تحت حكم “الحياحة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الكاك" في مفترق الطرق

‎خرفان النصارى تكسر الأسعار بالريف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات