“الكاك” في مفترق الطرق

الأزمة المالية أبرز إكراهات الرئيس الجديد وخيبة أمل بعد انطلاقته الخاطئة يعيش النادي القنيطري على صفيح ساخن وحالة طوارئ قصوى، بعد انطلاقته الخاطئة في الموسم الكروي الجاري، إذ تعرض لهزيمة مذلة أمام الرجاء الرياضي بأربعة أهداف لصفر، وانهزم أمام الفتح الرياضي بهدفين لواحد، في ذهاب ثمن نهائي كأس العرش. وتعرض الفريق القنيطري ومدربه جمال فوزي والمكتب المسير، الذي ترأسه محمد الحلوي للعديد من الانتقادات في الفترة الأخيرة، بسبب الأداء غير المقنع أمام الرجاء الرياضي، وعدم قدرة الفريق على الحفاظ على توازنه، الذي أظهره في ذهاب الموسم الماضي، تحت قيادة المدرب سمير يعيش، رغم غياب الحوافز والإصابات وتمرد اللاعبين. الزعاف لإنقاذ الفريق ارتأى منخرطو النادي القنيطري والعديد من المحبين ضرورة ضخ دماء جديدة في تشكيلة المكتب المسير، وتعزيزه بكفاءات قادرة على تقديم الإضافة النوعية، لهذا ارتأوا تحويل الجمع العام العادي إلى استثنائي، لانتخاب رئيس ومكتب جديدين. ووقع الاختيار على عبد الودود الزعاف، لرئاسة النادي القنيطري، علما أن انتخابه أثار جدلا قانونيا بسبب عدم أهليته، خاصة أنه وكيل للاعبين ورئيس لفريق النهضة القنيطرية. ولم يجد المنخرطون بدا من انتخاب الزعاف، وذلك لغياب بدائل مؤهلة سواء من الناحية المهنية أو «الكاريزماتية». ويرى مؤيدو الزعاف أنه الأنسب لرئاسة الفريق في هذه الظرفية الحرجة، التي يمر منها النادي، سواء على مستوى النتائج، أو المشاكل المالية. اكتتاب لجمع المال لجأ مكتب النادي القنيطري إلى نهج سياسة الاكتتاب لجمع قسط من المال، قصد تدبير شؤون الفريق في بطولة الموسم الماضي. وبادر خمسة منخرطين إلى منح 50 ألف درهم لكل منهم هبة للنادي خلال الجمع العام المنعقد الأربعاء الماضي، كما أبدى بعض المحبين رغبة في تقديم مساعدات مالية في القريب العاجل. من جهته، اشترط عبد الودود الزعاف، الرئيس الجديد، على أعضاء المكتب المسير بدعم الفريق ب10 ملايين سنتيم، مقابل ضمه إلى تشكيلة المكتب المسير. وتحدثت مصادر مقربة، أن الرئيس الزعاف أراد من خلال هذا القرار إلى قطع الطريق على بعض المسيرين، ممن لم يقدموا أي إضافة في السنوات الماضية الأخيرة. ويراهن المكتب الحالي على جمع ما يناهز 150 مليونا على الأقل لإنقاذ الفريق القنيطري من السكتة القلبية، وإيجاد السيولة المالية لتدبير مصاريفه الآنية، في ظل عدم التوصل بمنحة الجامعة. استنفار بسبب منحة الجامعة يسابق النادي القنيطري الزمن لوضع لائحة أعضاء مكتبه المسير لدى السلطات المحلية في القنيطرة من أجل الحصول على وصل إيداع قانوني. ويعول المكتب المسير المنتخب على هذا الوصل من أجل التوصل بمنحة الشطر الأول للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي علقت، بسبب عدم عقد الفريق القنيطري جمعه العام في يوليوز الماضي، كما كان متوقعا. ويعيش فريق النادي القنيطري أزمة مالية خانقة، إذ لم يتوصل اللاعبون براتبين والعديد من منح المباريات منذ الموسم الماضي، إضافة إلى الشطر الأخير من منحة التوقيع، كما لم يتوصل مدربو وأطر مدرسة النادي بمستحقاتهم المالية منذ ثلاثة أشهر. واضطر بعض اللاعبين، ممن أنهوا ارتباطهم بالنادي، إلى وضع شكايات لدى لجنة النزاعات لدى الجامعة، من أجل استخلاص مستحقات عالقة مازالت في ذمة الفريق القنيطري منذ الموسم الماضي، ما يعرضه لاقتطاعات. 120 مليونا... علامة استفهام لم يتطرق التقرير المالي إلى مبلغ 120 مليون سنتيم، الذي سبق أن رفع سعيد الخيال بسببه دعوى قضائية ضد الرئيس محمد الحلوي، والتمس فيها من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في القنيطرة، التدخل للتدقيق في مالية النادي ومتابعة كل من ثبت تورطه في اختلاس أموال عمومية. واستغرب عديدون عدم إدراج منحة الجامعة المحددة في 120 مليون سنتيم في التقرير المالي، إبان فترة أمين المال السابق أحمد الأطرش، وذلك لإثبات مصاريفها. ولم يناقش المنخرطون مصير 120 مليون سنتيم، إذ ظل المبلغ غامضا، خاصة أن المنخرط الخيال فضل التنازل عن الدعوى القضائية ضد الرئيس محمد الحلوي وعدم متابعته في هذه القضية مقابل التنحي عن الرئاسة، ليظل هذا المبلغ مجهولا ودون تبرير مصاريفه، في ظل صمت المنخرطين، وعدم إثارة الموضوع مجددا، بحجة حاجة النادي إلى توافق وصلح قبل أي شيء آخر. ملعب التداريب...المحنة المتجددة يعاني النادي القنيطري أزمة حقيقية في التحضير للمباريات، بسبب غياب ملعب يتدرب فيه في ظروف جيدة ومناسبة توازي مكانته بالقسم الأول. ويضطر النادي القنيطري إلى التدرب بملعب أولاد عرفة، الذي يفتقد إلى أبسط شروط الممارسة، إذ أن أرضيته ذات العشب الاصطناعي غير صالحة لإجراء تمارين يومية، علما أنها تسببت في إصابة العديد من اللاعبين خلال الموسم الماضي. ويفتقد الملعب كذلك إلى مستودعات الملابس والماء، إذ يضطر اللاعبون إلى تغيير ملابسهم في مستودع ملابس الملعب البلدي، قبل التوجه إلى الملعب عبر حافلة النادي، أو داخل سيارتهم التي يركنونها في محيط وباب الملعب. وينتظر أن يبحث الفريق القنيطري عن بديل لملعب أولاد عرفة من أجل خوض تداريبه اليومية، كما كان عليه الحال في الموسم الماضي، عندما اضطر إلى برمجة العديد من الحصص في معهد مولاي رشيد في الرباط. أما محنة الفئات الصغرى، فتزداد سوءا، في ظل غياب ملاعب التداريب، ومنعها من إجراء تمارين بملعب أولاد عرفة، ما يجعل هذه الفئات تتدرب في ظروف صعبة، بسبب النقص المهول في البنيات التحتية الرياضية في القنيطرة. الانتدابات...الحلقة الأضعف إذا كان النادي القنيطري جلب 13 لاعبا في الموسم الماضي، من أجل ملء الخصاص في تركيبة الفريق، إلا أنه لم يقم بانتدابات وازنة خلال الموسم الجاري، بحجة اقتناع المدرب جمال فوزي بمؤهلات اللاعبين الذين اقترحهم. واعتبر العديد من المعارضين أن الانتدابات الحالية لم تقدم الإضافة بعد إجراء الفريق القنيطري مباراتين، علما أن المدرب جمال فوزي سبق أن أكد حاجته إلى أربعة أو خمسة لاعبين فقط لملء الخصاص في مراكز الدفاع وخط الوسط والهجوم. واعتبر جمال فوزي أن النادي القنيطري يتوفر على لاعبين شباب بمقدورهم تقديم مستويات أفضل، ما جعله يتعرض لانتقادات، بسبب تعاقدات النادي مع خمسة لاعبين لاغير، ويتعلق الأمر بالإيفواري استيفان بيدي والرواندي أيمري باسينغ، إضافة إلى المهدي مصياف ووليد الغزواني والحارس ربيع جليد. ويسابق المكتب المسير الحالي الزمن للقيام بانتدابات في آخر لحظة من أجل إعادة التوازن للنادي القنيطري في بعض خطوطه، التي تأثرت برحيل كل من يوسف التورابي وعادل مسكيني وسعد لكرو ونبيل الولجي وسهيل الميناوي، علما أن المدرب جمال فوزي قرر إبعاد سمير الزكرومي ومحمد الشيحاني، فضلا عن فسخ عقد السنغالي أوصمان امبيمكي. الزعاف: النادي القنيطري مثل مارسيليا قال إن قانون "فيفا" لا يمنعه من رئاسة الفريق قال عبد الودود الزعاف، رئيس الجديد للنادي القنيطري، إن قانون «فيفا» لا يمنعه من رئاسة الفريق، بحجة أنه يجمع بين مهمتي وكيل اللاعبين ورئيس فريق لكرة القدم. وأضاف الزعاف في حوار مع «الصباح الرياضي»، أن رخصة وكيل اللاعبين التي حصل عليها سنة 1995 أصبحت باسم شركة معنوية لديها أسهمها ومنخرطون وأعضاء. وشبه الزعاف النادي القنيطري بمارسيليا الفرنسي، سواء من الناحية الكروية أو الجماهيرية، مشيرا إلى أن كلا الجمهورين يعشقان الكرة ومتعصبان ولا يرضيان عن الفوز بديلا. وفي ما يلي نص الحوار: هل كنت تتوقع انتخابك رئيسا للفريق القنيطري في الجمع العام؟ لا أخفيك سرا، أنني لم أتوقع انتخابي رئيسا للنادي القنيطري في الجمع العام، كما لم أخطط لذلك، لكنني اضطررت للاستجابة إلى طلب المنخرطين في آخر لحظة، لهذا فانتخابي جاء بطريقة عفوية، ولم يكن مرتبا له من قبل. وأعتقد أنني مستعد لتحمل المسؤولية رغم أنها ستكون جسيمة جدا، خاصة في هذه الظرفية الحالية. المهم أنني «توكلت على الله». ألا تتخوف من المهمة في ظل مشاكل النادي المتراكمة؟ أعرف أن المهمة لن تكون سهلة بالنسبة إلي، لكنني لن أشتغل بمفردي، بقدر ما سيكون بجانبي أشخاص مستعدون للانخراط في إعادة بناء «الكاك» على أسس متينة. نحن جميعا أبناء الفريق، لهذا يلزم تصالح وتوافق بيننا، حتى نكون أسرة واحدة ونشكل اتحادا متجانسا نستطيع من خلاله الرقي بمستوى الفريق. ولن يكون ذلك بالأمر الصعب بالنسبة إليه، خاصة أن علاقتي جيدة مع كافة الفرقاء. عموما نسعى بكل ما في وسعنا حتى نكون في مستوى تطلعات الجمهور القنيطري والغيورين الحقيقيين. قارنت فريق النادي القنيطري بمارسيليا الفرنسي، فما أوجه الشبه في نظرك؟ إن الشبه يكمن في الموقع الجيوغرافي قبل أي شيء آخر، والجمهور، إذ كلا الفريقين يلعبان دورا مهما من الناحيتين الكروية والجماهيرية، كما أن جمهور الفريقين متعصب وعاشق لكرة القدم، وحريص على مساندة اللاعبين أينما حلوا وارتحلوا. وأعتقد أن جمهور مارسيليا على غرار محبي الفريق القنيطري لا يتخليان عن فريقيهما حتى ولو اقتضى الحال النزول إلى القسم الثاني. كما أن جمهور الفريقين لا يرضيان بالخسارة، لهذا فهما متعصبان. ترى أين تتحدد أهدافكم المسطرة؟ إن أول أهدافنا المعلنة يتحدد في حفاظ الفريق على مكانته بالقسم الأول، لأننا لن نرضى بديلا عن ذلك، اعتبارا للقيمة والمكانة التي يحتلها «الكاك» في جهة الغرب، إضافة إلى سعينا إلى الحصول على موارد مالية قارية، فنحن لن نعتمد على منحة المجلس البلدي والجامعة، بقدر ما نخطط لجلب مستشهرين لدعم النادي. وأعتقد أن النادي القنيطري لديه مدخول، لكن ينبغي تعزيز ذلك بإبرام عقود استشهارية لجلب أكبر عدد من الممونين. سنعمل كذلك على تكوين اللاعبين والمدربين على المدى القصير والمتوسط، إذ سنكون أمام تحد كبير، لأن وضعية «الكاك» تتطلب انخراط الجميع في تصحيح مساره، فالرؤساء السابقون منذ عهد حكيم دومو إلى الآن، مرورا بمحمد شيبار وأنس بوعناني ومحمد الحلوي، لم يكونوا سيئين، بقدر ما أثرت المشاكل والمعارضة السلبية على أدائهم، لهذا سأشتغل على التوافق، لأن هناك من يتوفر على الخبز وآخرون يملكون «الزبدة»، وكلاهما متنافران وغير متجانسين، سأحاول دمج هؤلاء «باش ناكلو الخبز والزبدة». هل «الكاك» في حاجة إلى انتدابات وازنة؟ في نظري الوقت لم يعد مسموحا للقيام بانتدابات وازنة ونحن على أيام قليلة من إغلاق الفترة المسموحة فيها بالانتقالات. سأجتمع بالمدرب جمال فوزي لتحديد حاجياته، وسنعمل سويا على دراسة الوضعية أكثر من أجل القيام بتعزيزات قادرة على ملء الخصاص. أثار انتخابك رئيسا للكاك جدلا قانونيا، بسبب الجمع بين مهمتي وكيل للاعبين ورئيسا لفريق؟ أشكرك على طرح هذا السؤال، لأن هناك من يجهل قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». إنني حصلت على رخصة وكيل اللاعبين منذ 1995، موقعة من جوزيف بلاتر، الذي كان حينها كاتبا عاما ل»فيفا»، وبالتالي كنت أول مغربي وعربي أحصل على رخصة وكيل اللاعبين والخامس عالميا، لكن هذه الرخصة أصبحت باسم شركة معنوية تتوفر على منخرطين وأسهم وأعضاء، وبالتالي لا يتعارض ذلك مع رئاسة النادي القنيطري. وأعتقد أن باب ديوف سبق أن ترأس فريق مارسيليا الفرنسي، وهو وكيل للاعبين، خاصة اللاعب دو سايي، علما أن هناك العديد من وكلاء اللاعبين يرأسون فرقا في تركيا وكرواتيا وبعض الفرق الأوربية دون أن يعترض الاتحاد الدولي على ذلك، ولو كان القانون يمنعهم لما قرروا تسيير فرقهم، طالما أن رخصهم أصبحت باسم شركات معنوية. أما بخصوص رئاستـــي للنهضة القنيطرية، فإنني قدمت استقالتي بصفة رسمية.

“الكاك” في مفترق الطرق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اضطرابات المسار المهني تشوش على دخول أكادير

الأحياء الهامشية تحت حكم "الحياحة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات